قصة منتصف الليل.. ليلة انتصار الحب على صراع شياطين الماضي
الإثنين، 05 نوفمبر 2018 10:00 م
فى ليلة سادها الظلام وفقدان الأمل جلست "منى" أمام زوجها "رامى" ويتوسطهما المأذون لإتمام إجراءات الطلاق، حبس الزوجان دموعهما خوفا من ظهور ضعفهما فى آخر لحظة تجمعهما سويا، اكتفيا بالنظر فى ملامح بعضهما، تحدثت عيناهما عندما فقدا الكلام فى هذا الموقف العصيب الذى لم يكن يتخيل أحدهما أن يدور بينهما.
استعاد كل منهما ذكرياته مع الآخر وكأنها تمر أمامهما كشريط مسجل عليه الأحداث التى حفرت فى ذاكرتهما، وفى هذا التوقيت غفل كل منهما ما أغضبه من الآخر ولم يفكرا فى شئ سوى قصة الحب التى أوشكت على الانتهاء بعد صراع ليصل كل منهما للآخر، وفجأة كسر حاجز الصمت صراخ "رامى" الذى ملأ المكان مرددا "أنا بحبك ومش هاسيبك وعارف أنك مستحيل تسيبينى وأن الشيطان دخل بينا وخلانا نوصل للى أحنا فيه دلوقتى لكن أنا مش هاسيب حب عمرى".
اكتفت "منى" فى هذه اللحظة بالبكاء، بعد حبس دموعها طوال الوقت وكأن الدموع اخترقت حاجز الخوف لتخرج أمام الكافة دون تفكير ورفضت التوقف ثانية، اختلطت الدموع بين مشاعر الفرحة لعدم إنهاء زيجتها من حبيبها فى آخر لحظة وبين غضبها مما وصل إليه الوضع.
لم يستطع "رامى" الوقوف أمام دموع حبيبته دون تصرف فأسرع إليها ليحتضنها فأكملت بكاءها على صدره، فجففت ملابسه دموعها نيابة عن قلبه الذى احترق على ما وصل إليه، وبدأ يداعب شعرها إلى أن هدأت فاصطحبها إلى المنزل وهنا بدأ كل منهما يبوح بما بداخله.
فتذكرا سبب الخلاف بينهما والذى يعود إلى صديق قديم لـ "منى" كانت على علاقة عاطفية معه قبل زواجها بسنوات ولكنها انهتها بهدوء بعدما علمت أن حبه لها يقتصر على الوصول إلى علاقة جنسية وليس له رغبة فى الزواج، واتفقا أن يكونا صديقان وبعد سنوات نشبت علاقة حب قوية بزوجها "رامى" جعلتها تمحو من ذاكرتها كل ما هو ماضى وتنظر إلى مستقبلها معه، ولكن صديقها الأول بدأ يتسلل حياتها فى هيئة صديق لزوجها واستطاع أن يقتحم حياتهما كصديق مشترك للطرفين، فتعاملت معه كأخ وصديق على يقين بأن الماضى انتهى لكن هذا الماضي كان في ذهن حببها السابق فكان يبحث بطرقه الشيطانية عن الطريق للوصول إلى هدفه منها.
استغل الصديق ثقة الطرفين فيه وبدأ يتدخل فى مشاكلهما الخاصة لحلها ولكنه نجح فى إفسادها، فكان يتظاهر بدور الملاك المرفرف بجناحيه بينهما وهو فى حقيقة الأمر شيطان يبث سمومه فى أذن كل منهما دون أن يدرك مبتغاه أحد، فاستطاع أن يدخل الشك فى قلب كل منهما، وخاصة قلب "رامى" الذى لم يتحمل وسواس صديقه الشيطانى الذى جاء بأصدقاء الجامعة ليساعدوه فى مهمته ويقصوا عليه فى جلسة صفا علاقتهم مع الفتيات ويتهامسن بعيون خبيثة وكان محور الحديث عن فتاة تبادلوا عليها ممارسة الجنس وبعدها تزوجت شاب رسمت عليه دور الحب والعشق والوفاء ولم تقص عليه ماضيها، وأنها فقدت عذريتها العديد من المرات وكان صديقهم الطبيب يساعدها فى استرداد عذريتها من فترة لأخرى.
بدأ الشك يدق بابه لدى رامي، حيث استطاع هؤلاء الأشراء أن يلمحوا إلى أن القصة التي يسردوها تتعلق بزوجته "منى" وهو ما كان الشرارة التى أدت إلى توتر علاقة الزوجان لتشتعل يوما بعد يوم وتفوح رائحة الخلافات ليعلم بها الكافة، فى هذا الوقت كانت تحاول "منى" أن تبحث عن سبب هذا التحول فى حياتها الزوجية ولكن الأسباب الظاهرة كانت دائما أتفه بكثير من أن تحطم قلوبهما لتصل بهما فى النهاية للجوء إلى الطلاق.
وبعد أن اتضحت الرؤية للطرفان وتحدث كل منهما عما بداخله واكتشفا السبب الحقيقى لإفساد حياتهما قررا انقطاع العلاقة مع هؤلاء الأصدقاء الشياطين، وتعاهدا سويا على الصراحة وألا يعطى أحد منهما الفرصة لشيطان آخر يوسوس فى أذنهما، وأن يبدأوا حياتهما سويا من جديد وكأن لم يحدث شئ من قبل.