قصة منتصف الليل.. «هيثم» و«صابرين» ومعركة تخفيض قيمة العلاقة الزوجية لـ100 جنيه
الخميس، 25 أكتوبر 2018 10:00 مإسراء بدر
اتكأت «صابرين» على أريكتها ممسكة بهاتفها الصغير تداعبه بأطراف أناملها لتتصفح حسابها الخاص على «فيس بوك»، فوقعت عيناها على منشور بقائمة حساب تقديم الخدمة للزوج والأولاد في المنزل، فالمشروبات والطعام التي من المفترض أن تحضره يوميا وجدت إمكانية للاتفاق مع زوجها أن تكون الخدمة بمقابل مادي، فشجعها المنشور على كتابة القائمة لتعرضها على زوجها، فعلى الرغم من أنها لم ترزق بأطفال بعد، ولكن حاولت الاستفادة من هذا المنشور بطلبات زوجها والمنزل.
وفور عودة زوجها «هيثم» من العمل طلب منها تجهيز حوض الاستحمام كعادته اليومية، فأمسكت بيده وجعلته يجلس على المقعد بلمسات حنونة وعرضت عليه القائمة: «أنت بتتعبني في شغل البيت وأوقات بخليك أنت اللي تعمل طلباتك لنفسك لما أكون تعبانة فأيه رأيك إني هانفذلك طلباتك بس بالمقابل الموجود في القائمة دي»، فنظر إليها زوجها في بداية الأمر باستنكار وبعد تفكير لدقائق «ماشى يا حبيبتي أنا عيني ليكي».
استمر الحال لعدة أيام كلما طلب «هيثم» من زوجته أن تصنع له مشروب أو تحضر طعام أو تنظف غرفة تطالبه بالمقابل المكتوب في القائمة ويلبي رغباتها دون نقاش، إلى أن جاء يوم الإجازة الأسبوعية والذي ينتظره لقضاء وقت ممتع مع زوجته، ففاجأته بأن قضاء وقت حميمي له سعر محدد بالقائمة وهو (300) جنيه، فبدأ يظهر على ملامحه الغضب، فلقد انتهى نصف راتبه في سد ما هو مدون بالقائمة من خدمات إلى أن وصل به الأمر أن يقوم بفعل متطلباته بنفسه توفيرا للمال، ولكن ماذا عن العلاقة الحميمة بين الزوجين.
لم تكن تشعر «صابرين» أنها بالغت في الأمر، وأن فكرة قائمة الطلبات جاءت على سبيل المزح، ومن طبقها فكان الغرض هو الضغط على الزوج لمساعدة زوجته في تلبية طلباته الشخصية على الأقل، ولكن العلاقة الحميمة كان أمر تجاوز كافة الحدود، وهو ما جعل «هيثم» يتصرف بشكل يليق بعقلية زوجته التي نفذت فكرة السوشيال ميديا دون تفكير وبالغت فيها بشدة.
وفي ذات ليلة فاجأ زوجته بعودته للمنزل بصحبة سيدة ترتدي ملابس تكشف أكثر ما تستر، فصدمت الزوجة وسألته «مين دي إن شاء الله؟!»، فأجاب بابتسامة هادئة: «والله يا حبيبتي أنا لقيت تخفيض برا البيت فقولت استغله، إنتي قولتيلي الليلة معاكي بـ(300) جنيه ولقيت الموزة دي بـ (100) جنيه في الليلة فيابلاش وأهو الفلوس اللي هاوفرها هادفعهالك في باقي طلبات البيت».
وهنا شعرت «صابرين» بما ارتكبته في حق علاقتها بزوجها وإلى أين وصل بهما الحال بسبب منشور على الـ «فيس بوك» شاركه العديد من الفتيات على سبيل المزح ولكنها طبقته بمبالغة في الأمر، فطلبت من المرأة الانصراف بهدوء، وركعت أمام زوجها تعترف بخطئها واعدة إياه بعدم تكراره مجددا.