قصة منتصف الليل.. بدأت بحب وانتهت بسرقة
الأحد، 04 نوفمبر 2018 10:00 م
جلست "منال" الفتاة العشرينية فى مكتب المحامى، لتقص عليه سبب طلبها اللجوء إلى محكمة الأسرة للطلاق من زوجها "أشرف"، بعد مرور عام على زواجهما، فبدأت تسرد له ما عانت منه، فبدأت بعيون مليئة بالدموع أنها عاشت قصة حب على مدار عامين قبل الزواج يحكى ويتحاكى عنها الجميع، حيث كانا زميلان فى إحدى الشركات الكبرى والجميع يعلم بعلاقتهما العاطفية، وعندما توجه لخطبتها اعترض أهلها على ضعف راتبه الشهرى، إلا أن تمسكها به جعل الجميع يوافق خاصة بعد أن وعدها بتحمله المسئولية على أكمل وجه، ولجوءه لعمل إضافى لتعيش حياة كريمة.
وبعد مرور شهر من زواجهما، حاولت "منال" أن تبحث عن فرصة عمل إضافية لزوجها، ولكنه رفض لعدم قدرته على العمل صباحا فى الشركة، وبعدها يخرج للعمل فى مكان آخر، وبهذه الطريقة لم يستطع الجلوس معها طوال اليوم، أو الخروج بعد العمل مثل عادته.
ولكن سرعان ما بدأت الخلافات تتزايد بينهما، بسبب قلة الأموال وتقاعصه عن العمل لزيادة دخله، فتدخلت حماتها فى هذا الصراع القائم، وقررت من نفسها أن تدير أمور المنزل، على أن تأخذ منهما راتبهما وتساعدهما فى ترتيب نفاقتهما حسب الأولوية، وعلى الرغم أن هذا الطلب كان مثيرا للجدل، إلا أن "منال" وافقت عسى أن يكون هناك أمل لاستمرار هذه العلاقة، وربما تشعر أمه بحجم نفقات الأسرة فتحمسه على العمل.
وبدأت "منال" تعطى لحماتها شهريا راتبها بالكامل وتأخذ مصروفها اليومى ومتطلبات منزلها، وظلت على هذا الوضع لأسبوع وفى الأسبوع التالى أخبرتها حماتها بانتهاء راتبهما وعندما سألت عن السبب اكتشفت أن زوجها كان يحتاج تغيير هاتفه الشخصى ووافقت أمه على إعطاءه المبلغ اللازم من راتبهما وبهذا انتهى الراتب ولم يكن هناك جنيهات معدودة لتستطيع "منال" الذهاب إلى عملها يوميا.
امتنعت "منال" عن الشكوى لأهلها أملا فى تحسن الأحوال وظلت تذهب لعملها سيرا على الأقدام منتظرة راتب الشهر المقبل، وفور حصولها على راتبها طلبت منها حماتها أن تأخذه مثل الشهر الماضى، ولكنها رفضت ووضعتهم بين طيات ملابسها فى خزينة غرفة نومها، وفى اليوم التالى بحثت "منال" عن أموالها ولكنها لم تجدهم فسألت زوجها، إلا أنه استقبل سؤالها بالصراخ حول كيفية اتهامه بسرقتها، فأخبرت حماتها بالأمر وهو ما زاد الخلاف بينها وبين العائلة بأكملها وصل إلى حد الضرب والسب بأبشع الألفاظ، وهنا أيقنت ضرورة تدخل أهلها لحل الأزمة.
هاتفت أمها لتخبرها بما حدث فأمرتها بجمع ملابسها والعودة إلى منزل الأسرة، إلى أن يتناقش والدها مع زوجها، فبدأت تجمع أغراضها، ولكنها لم تجد صندوق الذهب الخاص بها، فانهارت من البكاء وأسرعت للوصول إلى أهلها، وقصت عليهم الأمر، وفى اليوم التالى ذهب والدها لأهل زوجها، ليتناقش معهما فلاحظ محاولة حماتها لإخفاء قلادة معلقة فى رقبتها بأى شكل وتتحسس بيديها، لتتأكد من إخفاء القلادة داخل ملابسها، فعلم الأب هنا أن ذهب ابنته تحت سيطرة حماتها، وغفلت عن إخفاء القلادة الخاصة بـ "منال" قبل وصوله المنزل.
حاول الأب أن يحل الأزمة بهدوء وأثناء حديثهم تساءل عن ذهب ابنته، فرد الزوج وأمه والارتباك يملأ ملامح وجههما "منعرفش واحنا مالنا"، وهنا تأكد الأب من ضرورة إنهاء هذا الرباط المقدس الذى جمع ابنته بشاب يملأ الطمع قلبه وتساعده فى الأمر أمه، فطلب طلاق ابنته، لكن "أشرف" رفض بشدة، فشعر الأب أن رفض فكرة الطلاق ترجع لعدم تحمل مسئولية نفقات الانفصال، فأخبرهم بأنه لا يريد شئ سوى طلاق ابنته ويتنازل عن كافة الحقوق المادية، فظهرت ابتسامة صفراء على وجه الزوج وأمه ونظرا إلى بعضهما نظرة النصر، ودخل الزوج غرفته وخرج وبيده ورقة وقلم، وطلب من الوالد أن يكتب تنازل رسمى على أن تمضى عليه "منال" وبعدها يتوجه لطلاقها.
فعاد الأب إلى ابنته وأخبرها بما حدث، فوقعت كلماته كالصاعقة على رأسها، فقررت عدم التنازل عن شئ، فلم يكتف الزوج بسرقة مجوهراتها، بل يريد أن يمنعها من حقها الشرعى، ولذلك لجأت إلى المحامى، لتسير فى الإجراءات القانونية، للتخلص من هذا الزواج فى أسرع وقت.