قصة منتصف الليل.. هبة لـ«محكمة الأسرة»: «جوزي راجل في السرير وبس»

الإثنين، 29 أكتوبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. هبة لـ«محكمة الأسرة»: «جوزي راجل في السرير وبس»
مشاكل زوجيه
إسراء بدر

جلست «هبة»، تحتسي فنجان القهوة مع حماتها في مكانهم المفضل بالمطبخ، ليتبادلا الحديث بعيدا عن آذان المتواجدين من باقي أفراد العائلة في التجمع الأسبوعي بمنزل عائلة زوجها، فلاحظت القلق في أعين حماتها فسألتها عن السبب فأخبرتها أنها تود الاطمئنان على ابنها الأكبر وأن تجد له العروسة المناسبة في أقرب وقت قبل أن يتم الأربعين من عمره وتقل فرصته في الزواج، وبدأ الحديث حول مواصفات العروسة المناسبة لشقيق زوجها.
 
استمعت «هبة» إلى المواصفات المناسبة لتجد المطلب الأول في العروسة المنتظرة أن يكون راتبها الشهري يتحمل الإنفاق على المنزل، فصدمت «هبة» من هذه الكلمات فكيف يبحث الرجل وأهله عن دخل العروسة قبل شخصيتها، فمن المتعارف عليه أن يكون لأهل العروسة حق الاختيار والسؤال عن دخل العريس قبل الزواج لضمان حياة آمنة لابنتهم ولكنها وجدت العكس مع أهل زوجها فالأم تبحث عن دخل الزوجة المستقبلية لأبنها كشرط أساسي قبل الشخصية ذاتها.
 
فسألتها عن سبب هذا الشرط لتجد الإجابة أن الراتب الشهري لأبنها لا يكفى مصاريفه الشخصية فأولادها اعتادوا على كثرة الإنفاق وأخذ أموال من والديهما لاستكمال مصاريفهم الشهرية بعد انتهاء راتبهم فلم يكن ابنها جدير بتولي مسئولية كبيرة مثل الزواج والإنجاب، وهنا يأتي دور الزوجة المستقبلية في أن تسد هذه الاحتياجات فور دخولها عش الزوجية وتفاجأ بأنها الرجل والأنثى معا في كافة الأمور الحياتية.
 
استمعت «هبة» بانتباه لحديث حماتها وأخذت تفكر في كلماتها فوجدت أنها كانت الضحية الأولى لهذه الأسرة، المكونة من أب وأم وولدين مدللين، فتذكرت زوجها وظروفه المادية التي كانت تمنعه من تولى مسئولية الزواج، ولحبها الشديد له وافقت على الزواج منه على أن يساعدا بعضهما في تحمل المسئولية، إلا أنها لاحظت مع الوقت انسحابه من المسئولية والإنفاق على المنزل يوما بعد يوم ليتحول الأمر إلى أنها مصدر الإنفاق الوحيد للأسرة وزوجها ينفق أمواله على مصاريفه الشخصية خارج المنزل ومستحضرات العناية بالشعر والبشرة والملابس وغيرها من المستلزمات التي حرمت نفسها منها لسد احتياجات المنزل بدلا من زوجها.
 
وتذكرت مقابلتها مع حماتها في فترة الخطوبة والتي سألتها فيها عن راتبها الشهري وابتسمت عندما أخبرتها بقيمته، وتوالت بعد ذلك الأسئلة حول قيمة ما تستطيع ادخاره وحجم مصاريفها الشخصية طوال الشهر وما غير ذلك من تفاصيل لم تسمعها من قبل حتى من أمها وأبيها، ولكنها أجابت على كافة الأسئلة بنية حسنة ول تكن تعلم مبتغاها، ولكنها اليوم علمت السبب وراء كل ذلك، فالأم بحثت عن الزوجة التي تستطيع الإنفاق على المنزل وتحمل مسئولية زوجها والبيت والأبناء فور أن يرزقهما الله بهما، ليعيش الزوج في حياة هنيئة دون أن يعاني من مشاكل مادية، ويكون عائلة من زوجة وأبناء دون عناء أو مشقة في رحلة البحث عن كيفية سد احتياجاتهم.
 
وفى نهاية اليوم عادت «هبة» مع زوجها إلى المنزل وأخبرته بالحوار الذي دار بينها وبين والدته، وأفصحت عما بداخلها من حزن جراء هذا الحوار، وأن كل ما تعاني منه من شخصيته الاعتمادية ليس مجرد ظروف وقتية طالت لسنوات ولكنها أسلوب تربية خاطئ من البداية، واشتد الحوار بينهما ليصل بهما إلى قرار بأن يتولى كل منهما مسئولياته فالزوج ينفق على الأسرة والمنزل والزوجة يقف دورها عند المساعدة ولا تكن هي العمود الأساسي لسد احتياجات العائلة، وهنا ظهر الوجه الحقيقي للزوج الاعتمادي وأخبرها بالحقيقة الكاملة والتي لا تبعد عما فهمته من حديث حماتها.
 
حاولت «هبة» الاستماع إلى حديثه بهدوء ولكن شعورها بأنها «مغفلة» سيطر عليها بشكل كبير، خاصة أن المسئولية التي وقعت على عاتقها أكبر مما كانت تتوقع، وجعلتها تحرم نفسها من أي لذة في الحياة وتكتفي بسد احتياجات البيت الذي لم يعلم عنها الزوج شيء سوى احتياجاته الخاصة، ويبيح لنفسه أخذ ما يحلو له من أموالها، ولم تستغرق في التفكير دقائق لتسحب حقيبتها وتضع ملابسها بها وتخبره بذهابها إلى والدتها لعدم قدرتها تحمل هذه العلاقة، وأنه ليس الزوج المناسب لأي امرأة حتى إذا كانت تحبه بجنون.
 
في هذه اللحظة فوجئت «هبة»، برد فعله العجيب، فكانت تتوقع أن يمسك بها زوجها ويحاول الحديث معها حتى لا تتركه وتذهب ولكنها وجدته يحمل طفليهما ويطلب منها أن تأخذهما معها، فنظرت إليه بعيون مليئة بالشرار، فكل ما يفكر فيه هو ابتعاد أي مسئولية عنه وعندما علمت حقيقته تقبل ابتعادها وليس بمفردها بل أي فرد يطلب منه تحمل المسئولية حتى إذا كان أطفاله، فاصطحبت أطفالها وقبل أن تخرج من المنزل لم تقل له سوى «أنت طلعت راجل في السرير بس روح دور على اللي تصرف عليك ولما تكتشف حقيقتك تسيبها هي وأولادك منها».
 
وخرجت «هبة» وهي على يقين بضرورة إنهاء هذه العلاقة على أن تتوجه لمحكمة الأسرة في صباح اليوم التالي للحصول على حقها وحق أطفالها بقوة القانون، ولجأت إلى أحد المحامين ليسير معها في الطرق القانونية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق