قصة منتصف الليل ..اكتشفت أنه ابنها بعد علاقة آثمة

الخميس، 01 نوفمبر 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل ..اكتشفت أنه ابنها بعد علاقة آثمة
صورة أرشيفية
إسراء بدر

وقفت أمام مرآتها تتزين قبل سهرتها مع أصدقاءها، وبدأت ترتدى ملابسها فلمست يدها بطنها، فوقفت ونظرت إلى جسدها وعلى الأخص بطنها، فتذكرت فترة حملها فبدأت تبكى وكأن الدموع تهرب من عينيها، تهرب من الألم الذى حاولت إخفاءها لسنوات بلمسات من الألوان بفرشاة مكياجها، وتذكرت حياتها من قبل، التى بدأت تعرض أمام عينيها كفيلم سينمائى لا تستطيع التحكم فى إقافه ولا حتى الهروب منه.

"مروة" البنت العشرينية التى كانت تشع نشاط وحيوية وحبا للحياة وإقبالا عليها، وزواجها من "سعد" الذى لم تعلم عنه إلا أنه من عائلة كبيرة، أفراد عائلته يحتلون مناصب كبيرة، ووافقت عليه بعد رجاء أمها أنها تريد الاطمئنان عليها قبل وفاتها، فلم يكن لديها أخوات ووالدها توفى وهى صغيرة، وتحملت أمها مسئولية تربيتها طوال هذه المدة بمفردها.

وتزوجت "مروة" من "سعد" بعد شهر من خطبتهما، لم تكتشف فى هذه الفترة البسيطة ما اكتشفته بعد زواجهما، فهو رجل عصبى إلى درجة تفوق الخيال، يشك فى كل من حوله، ويتلذذ بإهانتها فى كل لحظة تجمعها، فتذكرت حينما دخلت يوما للمنزل وملأت حوض الاستحمام بالمياه الدافئة والصابون المعطر لتسترخى أعصابها، فإذ به يدخل عليها ويسألها عما تفعله، ويستنكر عدم إعدادها حوض الاستحمام له من قبل بهذه الطريقة التى أعدتها لنفسها.

فردت عليه بهدوء "حقك عليا ولا تزعل .. احنا فيها تعالى استحمى معايا"، كانت تحاول أن تحنو عليه عسى أن يرق قلبه ويعاملها بآدمية، فكانت لا تطمع بأكثر من ذلك، ولكنها فوجئت برد فعله البشع، فخلع سرواله قائلا "وانتى فاكرة انى هاسيبك تتهنى بيه"، وتبول عليها فى الحوض، فقامت مسرعة إلى الخارج تصيح فى وجهه معاتبة إياه عما فعله، ولكنها لم تجد منه سوى سحبها من شعرها وإلقاءها على الأرض وضربها بكل ما أوتى به من قوة.

صراخها المتواصل فزع الجيران فطرقوا باب المنزل، ولكن "سعد" لم يتوقف عن الضرب إلا بعد أن شعر بالإرهاق ففتح الباب للجيران الذين وجدوا "مروة" ملقاة عارية على الأرض ووجهها مشوه من كثرة الضرب وغائبة عن الوعى، فأسرعت السيدات منهم ليستروها بما وجدوه أمامهن، وحملوها وذهبوا بها إلى المستشفى، ليلعموا هناك بخبر حملها، وأن الجنين فى خطر نتيجة الاعتداء الذى تعرضت له.

وبعد أن عادت إلى وعيها، هاتفت أهل زوجها لتخبرهم بما فعل، فرفضوا التدخل وقال والده "أنا مليش دعوة بيه دا قليل الأدب ومبيكبرش حد"، ففكرت أن تخبر أمها ولكن خافت أن يصيبها ضرر من الصدمة، واستسلمت لزوجها بعد محاولة الجيران فى التدخل بينهما لتهدئة الأمر، واتفقوا معه أن يرعاها لأنها تحمل طفله الذى طالما انتظره.

وبعد عدة أشهر ومع وصول حملها للشهر الثامن، تشاجرا مرة ثانية وحطم أثاث المنزل على رأسها، ولم يلتمس لها العذر لحملها الذى أوشك فترته على الإنتهاء، ولكن فى هذه المرة طرق الباب ففوجئ "سعد" بحماته تدخل المنزل وتنظر إلى ابنتها التى تمزق ذراعيها وتورمت عيناها من كثرة الضرب، فلم تستطع تحمل الصدمة وأصيبت بجلطة فى القلب وتوفت على أثرها، وبعد أيام شعرت "مروة" بآلم الولادة وتوجهت إلى المستشفى بعد أن أخبرت زوجها هاتفيا، وبالفعل وضعت مولودها ولكن الطبيب أخبرها أن الطفل فى حالة خطيرة ويعانى من مشاكل صحية نتيجة تعرض الأم للضرب والغضب فى فترة الحمل، وأخبرها بأن الطفل سيوضع فى الحضانة تحت رعاية الأطباء إلى أن يطمئنوا على صحته.

وفى اليوم التالى دخلت الممرضة غرفتها فسألتها عن صحة طفلها، فأخبرتها أن زوجها استلم الطفل من الحضانة رغم رفض الأطباء، فتملك الرعب من قلب "مروة" فحاولت الاتصال بزوجها ولكنه لا يرد وبعدها أغلق الهاتف، فازداد شعورها بالرعب، ورغم أنها لم تسترد صحتها بعد إلا أنها ذهبت إلى المنزل عسى أن تجد زوجها وطفلها، ولكنها لم تجد أحد، ولم تستطع فتح باب المنزل فظنت أن هناك مشكلة بالمفتاح.

فسألت جارتها فأخبرتها بنبرة حزينة وعين مكسورة أن زوجها باع المنزل وترك لها رسالة مكتوبة بخط يده "أنا طلقتك .. انسى ابنك وانسى انك اتجوزتى .. وانا هاربى الولد على مزاجى ومتحاوليش تدورى علينا لانك مش هاتلاقينا".

سقطت "مروة" على ركبتيها باكية، شعرت حينها بالعجز، فلم يقتصر زوجها بتصرفاته الغير آدمية معها دون سبب واضح ولكنه حرمها من الشئ الوحيد الذى كان سيجبرها على تحمل كل ما تتعرض له من إهانات، فحرمها من قرة عينها، والطفل الذى اشتاقت لرؤيته، واشتاق قلبها لتلمس يداه.

ولم تجد لها مأوى سوى منزل أمها، فعاشت هناك بمفردها، عاشت من أجل أن تمحو من ذاكرتها ما تعرضت له، وتعرفت على الكثير من الأصدقاء الذين حاولوا بأسلوبهم مساعدتها، فما بين سيجارة وكأس عاشت أيامها.

"اهدى .. اهدى .. بطلى عياط .. ويلا عشان اتأخرت على العيال".. بدأت تحدث نفسها أمام المرآة بهذه الكلمات لتخرج من الحالة التى دخلت فيها مع ذكرياتها المؤلمة، وعالجت ما أفسدته دموعها، وخرجت للقاء أصدقاءها فى الملهى الليلى الذى اعتادوا على السهر فيه.

وهناك وقعت عيناها على شاب وسيم يجلس بمفرده، يحيطه دخان السجائر من كل ناحية، فسألت أصدقاءه عنه فأخبروها بأنه وجه جديد على المكان، فلم تتردد فى التوجه إليه لتتعارف وجلست بجانبه دون استئذان فلاحظت دهشته، فبدأت بالحديث معه وتخبره بإعجابها به، ولكنها لم تعلم ما هذا الشعور الذى يجذبها إلى الشاب الذى يصغرها بسنوات طويلة، وامتنعت عن التفكير وتركت نفسها تعيش معه الحظة.

تواعدا على اللقاء مجددا، وهو ما حدث بالفعل فبدأت تذهب إلى هذا المكان لمقابلته بدلا من الجلوس مع أصدقاءها، وذات ليلة أخبرها أنه يؤجر منزل بالقرب من الملهى الليلى، واتخذه بحجة التحاقه بجامعة القاهرة وترك والده فى الاسكندرية ويقيم هنا بمفرده، وعندما سألته عن أمه أخبرها بوفاتها يوم ولادته، وطلب منها أن يكملا السهرة سويا بالمنزل، ولكنها لم تتردد فى الأمر وذهبت معه، ووجدت بمنزله كل أنواع الخمور التى اعتادت عليها فظلا يشربان الخمر إلى أن وجدت نفسها شبه عارية فى حضنه بغرفة النوم.

وفجأة سمعا أحد يطرق الباب، فأسرع الشاب بفزع "يا لهوى انا نسيت ان ابويا قالى احتمال يجيلى النهاردة من اسكندرية.. اجرى بسرعة البسى هدومك دا ابويا عصبى وهايموتنى"، وخرج الشاب يلملم آثار الخمور هنا وهناك فى غمضة عين، وفتح الباب وسمعته يعتذر لوالده عن التأخير فى الرد لغفلته من كثرة المذاكرة، فشغفها أن ترى هذا الرجل جعلها تفتح باب الغرفة برفق دون أن يشعر بها أحد ونظرت من بعيد فصدمت بوجود "سعد" طليقها، والشاب يناديه بأبى، "أبوه .. ابنى؟!!!".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق