قصة منتصف الليل.. هبة بأبوين بسبب «تدليكة رجل»
الثلاثاء، 06 نوفمبر 2018 10:00 م
صعدت هبه الفتاة التى لم تتخط الـ 15 عاما من عمرها، مع والدها إلى أعلى العقار الذى يقطناه منذ سنوات طويلة ولم يعش فيه سواهما، حيث ورثه عن والده ورفض أن يبيع باقي الشقق للغرباء واستقله مع زوجته والتي توفت أثناء ولادة "هبة" بعد تعرضها لنزيف حاد فشل الأطباء في إيقافه، وفور صعودهما سويا وجدت "هبه" غرف متفرقة مليئة بالكراكيب، ورائحة المكان لا يتحمله بشر من قذارته، فلك أن تشرد بخيالك منظر غرف فوق سطح عقار بمنطقة شبه نائية ويسهل على الكلاب والقطط والفئران والثعابين أيضا أن تتخذه مخبأ لها.
نظرت "هبه" إلى والدها باستنكار وتمتلئ رأسها بالكثير من الأسئلة، ما هذا المكان العجيب، وكيف يتواجد هذا المكان ولم تدخله يوما أو تعلم عنه شئ، ولماذا قرر والدها أن يصطحبها إلى هذا المكان في الوقت الحالي؟، شعر والدها بريبتها فحاول أن يطمئنها فبدأ يوضح لها سبب مجيئهم إلى هذا المكان وهو رغبته فى تركيب أبواب حديدية لكل هذه الغرف الصغيرة حتى لا يتيح للحيوانات الضالة اللجوء إليها، مؤكدا أن هذه الرائحة نتيجة وجود الكثير من الفئران الميتة وما شابه، وطلب منها مساعدته في هذا الأمر.
وعلى الرغم من استياءها لهذا المنظر الكريه برائحته النتنة إلا أنها وافقت على مساعدة أبيها، وبدأت تسند معه الأبواب الحديدية التى صنعها بيده مثلما أخبرها، وبعد عدة ساعات من العمل المتواصل انتهت المهمة الشاقة، ولكن بدأت هنا المهمة الحقيقية التي لم تكن تعلم عنها شئ.
فقد طلب والدها أن تدخل إحدى الغرف وتغلق الباب بحسم لتجربته قبل نزولهم إلى المنزل، وبدون تردد وافقت الفتاة ودخلت غرفة صغيرة كادت حينها أن تسقط من صعوبة الرائحة وأغلقت الباب جيدا، وحاولت فتحه مجددا ولكنها لم تتمكن من فتحه فمن الواضح أنه تم إغلاقه من الخارج، فطرقت الباب بيديها منادية على والدها ولم يعطها اهتمام، وبعد دقائق من الصراخ المتواصل والبكاء الحار ركعت على ركبتيها مستسلمة لقضاء القدر، فسمعت والدها يرد عليها بهدوء مريب: «مهما تعملي محدش هيسمعك وأنا هسيبك هنا لحد ما تموتي لأني انهاردة بس اكتشفت انك مش بنتي واني مش بخلف أصلا وأمك كانت بتخوني وهفضل ورا الموضوع لحد ما أعرف مين اللى خانتني معاه وهجيبه يونس جثتك».
وبعد ساعات طويلة شعرت بأحد يحاول فتح الباب فظنت أنه أبيها الحقيقي وجاء يأنس جثتها مثلما أخبرها، ولكنها وجدت رجل أربعينى دخل بهدوء وحملها بين ذراعيه وهرب بها خارج المنطقة بأكملها، وبعدما بدأت تستوعب ما حدث معها سألته كيف علم بما تعرضت له ولماذا أنقذها وكيف وصل إلى أعلى العقار، صمت قليلا وبعدها بدأ يقص عليها الأمر.
قال: «أعيش فى العقار الذي يبعد عنكم قليلاً وكنت أراقبكم من بعيد إلا أنه جن جنوني بعشقي لوالدتك وكنت انتظر خروجها من المنزل لأتتبعها من بعيد إلى أن ساعدني الحظ في التقرب منها في اللحظة التي وقعت فيها من أحد الأرصفة وتألمت من وجع قدميها وحملتها إلى سيارتي لتدليك قدمها، وكان الألم الذي تشعر به أنساها أنني غريب عنها، وبعدما طاب ألمها استوعبت الأمر وشكرتني والخجل يتمكن من ملامحها وذهبت».
تابع: «بعدها زاد شغفى للتقرب منها واستمررت في مراقبتها لتجدني في كل الأوقات حولها، فمتى تحتاج لمساعدة تجد يدي ترحب لمساعدتها، ومع مرور الوقت أصبحت صديقا لها وأخبرتني عن زوجها الذي يعانى من مشكلة جنسية رفضت إخباره بها خوفا من رد فعله وتعيش معه وهو يظن أن تأخر الحمل يعود إليها، وفي لحظة ضعف سيطرت علينا نشبت بيننا علاقة كاملة، وبعدها رفضت تكرار مقابلتي لشعورها بالذنب عما حدث بيننا».
استكمل : «بعد عدة أشهر وأثناء مراقبتى لها من بعيد وهي تمارس حياتها الطبيعية في المنزل وجدت جسدها يتغير بحدوث الحمل، حاولت الوصول إليها لأعلم سبب الحمل، هل كان نتيجة علاقتنا سويا أم زوجها علم بما يعانيه وتعالج منه، ولكنها رفضت بشدة وملامحها الرافضة كانت تمس قلبي بشعور أنني والد الطفل المنتظر، وعندما علمت بوفاتها فكرت أخبر والدك بحقيقة الأمر ولكني تراجعت وقررت مراقبتك وأنت تكبرين أمام عيني يوما بعد يوم ولكن بين يدي رجل آخر، ورغم حنانه الزائد إلا أنني كنت واثق من علمه بالأمر يوما، ولكن عجزي عن التصرف جعلني اتخذ وضع المشاهد وليس البطل، ومنذ عدة أيام لاحظت على وجهه ملامح مريبة فبدأت أدقق المراقبة إلى أن وجدته يصطحبك معه أعلى العقار وهنا قررت التدخل لشعوري بالخطر الذي يقترب من ابنتي التي حرمتني الظروف من احتضانها يوما منذ ولادتها، ورفضت الارتباط والزواج واقتصرت حياتي على مراقبتها لحظة بلحظة».
بعد انتهاءه من حديثه التزمت الفتاة الصمت لدقائق وبدأت بعدها تبكي فى صمت ودموعها الساخنة تحرق ملامح وجهها ألما، فاحتضنها والدها الحقيقي فلم تتردد فى القاء جسدها بالكامل لتختبئ في حضنه الذي لم تجد بديل له بعدما حدث، وقررا الإقامة في منطقة أخرى بعيدا عن الماضي لبداية حياة جديدة.