قصة منتصف الليل.. صديقات خائنات
الأربعاء، 25 أبريل 2018 08:00 متقدمها: إسراء الشرباصى
اتكأت «ريهام» على أريكتها واضعة حاسوبها أمامها لتتصفح ذكرياتها مع أصدقائها لتجد من الصور ما يكفى ليذكرها بالماضى، فتضغط على الزر ليعيد عليها الصور مرة أخرى، فتتساقط دموعها العفوية على ألم الفراق وتبدأ تتذكر تفاصيل أيامها الخوالى.
أيام الدراسة فى الجامعة كان الأساتذة يظنون أنها وصديقتها «ريم» توأم من فرط متانة علاقتهما ببعضهما وتلازمهما الدائم فى السراء والضراء، فتذكرت حبها الأول «أحمد» الذى استطاع أن يخطف قلبها ويخضع مشاعرها لغرامه بكلامه المعسول وصديقه «مازن» الذى ارتبط بصديقتها «ريم» وشهدت على قصة حبهما الجامعة بأكملها من طلاب وأساتذة وبعد انتهاء سنوات الدراسة بالجامعة انفصلت «ريهام» عن حبيبها «أحمد» بعدما رفضت أسرتها خطبتهما بعد خلافات مادية وفى ذات الوقت كانت «ريم» تكتشف خيانة «مازن» لها فتبتعد عنه وتنتهى بذلك قصة حب الصديقتين كل منهما على حدة.
وبعد عدة أشهر من التخرج بدأت الحياة العملية تخطف كل فرد فى طريق مختلف وتبعد الصديقتين عن بعضهما يوما بعد يوم إلى أن فرقتهما الأيام وانقطع التواصل بينهما، وعملت «ريهام» بشركة استيراد وتصدير وخلال رحلة حياتها العملية قابلت «مازن» الحب الأول لصديقتها والذى عمل فى مجال التجارة وجمعت بينهما الصدفة فى عشاء عمل.
وهو اللقاء الذى ذكرهما بأيام الجامعة وبدأت تتوطد علاقتها به لعملهما المشترك الذى تسبقه معرفة قوية، ومع مرور الأيام بدأ قلبهما يدق بدقات الحب الذى لم يتذوقا لذته منذ سنوات وبعد أن تأكد كل منهما أن حبهما الأول أصبح مجرد ذكريات عبثية قررا الزواج واحتفلا بعقد قرانهما وسط أجواء عائلية خلت من أصدقاء الدراسة الذين ضاعوا وسط زحام الحياة.
وبعد مرور خمس سنوات على زواجهما السعيد أمسكت الهاتف لتبحث خلال حسابها الشخصى على «فيس بوك» عن أحد زملائها لترسل له بعض المعلومات خاصة بالعمل فوجدت أمامها الحساب الشخصى لحبيبها الأول «أحمد» فحرك الفضول يدها لتتصفح صوره الشخصية فكانت المفاجأة أن تجد صورة زفافه على «ريم» صديقة الدراسة وهى الصورة الذى أثارت الغيرة بداخلها رغم تأكيدها الدائم لنسيانها أمره.
أغلقت الـ«فيس بوك» وأمسكت بهاتفها ودون تفكير اتصلت على صديقتها «ريم» بعد انقطاع دام لسنوات طويلة لتسألها عن أخبارها وأمور الحياة فتقص عليها أبرز الأحداث طوال السنوات الماضية كان من ضمنها زواجها من «أحمد»، إلى أن جاء الدور على «ريهام» لتخبر صديقتها فأخبرتها بزواجها من «مازن» فبدأت تلاحظ ردود الأفعال التى تحمل من الغيرة القدر الكافى للتفكير فى الماضى والمستقبل.
وهنا بدأت الغيرة تحرك الصديقتين لتخريب حياتهما الزوجية فكانت «ريهام» ترسل الصور الخاصة بها مع «أحمد» أيام الجامعة وهما يحتضنان بعضهما إلى «ريم» زوجته الحالية، وتؤكد بعد ذلك أنه تم إرسالها عن طريق الخطأ لتثير الشك فى قلبها أنها كانت ترسلها لـ «أحمد» لتذكره بأيام الحب.
ولم تقف «ريم» أمام هذه التصرفات صامتة بل لعبت ذات الدور فى حياة صديقتها وبدأت تتردد على منزلها وتذكر «مازن» أمامها سبب انفصالهما عن بعضهما بعد أن تأكدت من خيانته لها ليلعب حديثها فى قلب «ريهام» حول ثقتها فى زوجها الخائن.
ولم يقتصر التخريب على الصديقتين فقط بل بدأ «أحمد» و«مازن» يتخذان نفس الطريق ويثيران الشك فى قلوب بعضهما، واختلاق الخلافات التى وصلت إلى مرحلة كره بعضهما، وتأكد كل منهما أنه فى حال انفصاله عن شريك حياته سيتزوج بالحب الأول.
ولم تمر عدة أشهر إلا ووقفت الصديقتان أمام محكمة الأسرة تطلبان الخلع وهو الحكم الذى لم يستغرق الكثير من الوقت لتهدم الأسرتان، وبعد صدوره حاولت «ريهام» الرجوع إلى حبها الأول «أحمد» وهى نفس المحاولة التى قامت بها «ريم» مع مازن» إلا أن الرجلين كان لهما نظرة أخرى وهو أن الزوجة التى تهدم أسرتها من أجل الزواج بآخر تستطيع بسهولة إذا تزوجها أن تتركه لتتزوج بآخر، كما أن الغيرة التى ملأت قلب الصديقتين سيطرت على عقولهما وأصبحت لذتهما المشتركة هى تخريب عائلة كل منهما.
لتصطدم الزوجتان بأنهما خربتا حياة بعضهما دون جدوى فلم تعد واحدة منهما إلى حبها الأول ولا زوجها فابتعدت كل منهما عن الأخرى وأصبح كل واحد من الأصدقاء الأربعة يسير فى طريق مختلف دون أن يخبر الباقين عن طريقه حتى لا يلاحقه فى حياته الجديدة مرة أخرى.