قصة منتصف الليل: خططت لكشف خيانة والدتها.. فوجدت ملاكا

السبت، 21 أبريل 2018 08:00 م
قصة منتصف الليل: خططت لكشف خيانة والدتها.. فوجدت ملاكا
خيانة - تعبيرية
إسراء الشرباصى

بعيون تائهة ودموع عفيفة رفضت الظهور من بين الجفون، جلست "علياء" والبالغة 16 عاما من عمرها تفكر فيما هو أتى بعدما علمت بخيانة والدتها لأبيها ولم تكن مجرد معلومة عابرة بل رأت بعينيها والدتها وهى فى أحضان رجل آخر وانسحبت بهدوء لكى لا يعلم أحد بمعرفتها، وأخذت تفكر فى المستقبل فكيف تترك والدها وهو يثق فى أمها الخائنة ويأتمنها على شرفه وعرضه وفى ذات الوقت إذا علم والدها بخيانة أمها سيقتلها، والأمرين أسوء من بعهما ليصنعا نارين تقف بينهما ولا تعلم أيهما أسلم.
 
حاولت أن تنسى الأمر ولكن سرعان ما حدث شئ يذكرها، فهاتف والدتها الذى لم يكف عن استقبال الرسائل والاتصالات وخروجها المستمر، ورغم ذلك تمسكت "علياء" بالسكوت واكتفت بإعطاء والدتها نصائح بشكل غير مباشر عن مصير الزوجة الخائنة وعن العفة والشرف التى ربتها عليهما.
 
وبعد عدة أشهر ذهبت إلى أبيها فى مكتبه بأحد الشركات الكبرى والتى يشغل فيها منصب مدير حسابات وإذ بها تفتح باب الغرفة فتجد والدها يحتضن سيدة جالسة على فخذيه تداعب شعرات صدره المتبعثرة من فتحات قميصه، فأغلقت الباب دون أن يشعر بها أحد، ووقفت مذهولة أمام الواقع المرير الذى أزيحت عنه الستار لترى الحقيقة التى خفاها الوالدين بمعاملتهما الحسنة لبعضهما امامها وكأنهما يعيشان أسعد أيام حياتهما يوميا وبدأت تحاول التخلص من والديها لتمحو العار الذى لحق بها من خيانتهما لبعضهما وقررت أن تكشف الوجه الآخر لكل منهما أمام بعضهما.
 
فبدأت تتتبع خطوات أمها ورسائلها المتبادلة مع رجل تتفق معه على اللقاء إلى أن وجدت موعد يجمعهما فى المنزل فى فترة اليوم الدراسى وعمل الأب وانتظرت هذا الموعد وأجرت اتصالا هاتفيا إلى والدها تطلب منه المجيئ إلى المدرسة مسرعا لإصابتها بحالة إغماء وعلى الفور وصل الأب وأخذ ابنته لتستريح فى المنزل وما إن دخل وجد زوجته فى أحضان رجل آخر ورد فعله المتوقع لأى إنسان طبيعى هو أن يثور فيقتل أو يحرق أو يبلغ الشرطة ولكنه التزم الصمت وخرج من المنزل بهدوء واتبعه العشيق وجلست الأم والخجل يسيطر عليها يمنعها من رفع عينيها
 
وهو رد الفعل الغير متوقع الذى وقفت أمامه علياء عاجزة عن التعليق فلم تجد أمامها سوى التخلص من والديها والإقامة فى منزل صديقتها وبدأت تطوى ملابسها ولوازمها ودخلت غرفة والدتها لتفتح حقيبة صغيرة اعتادت الأسرة على جمع الأوراق الرسمية بها والملفات الهامة لتحصل على كل ما يخصها وبعثرت الأوراق هنا وهناك لتقع عينيها على ورقة مكتوب أعلاها قسيمة طلاق فأمسكت بها لتجد أن والديها مطلقان منذ ما يقرب من عام فواجهت أمها بالقسمة وصراخها يتعالى فى أنحاء المنزل أوشك أن يصل إلى سابع جار.
 
وهنا بدأت الأم تقص الحقيقة وهى أن الوالدين انفصلا لأسباب رفضت الافصاح عنها وقررا المعيشة سويا فى منزل واحد ولعب دور الزوجان السعيدان حتى لا تتأثر علياء بانفصالهما وبعد انتهاء شهور العدة تزوجت أمها من رجل آخر فى السر وهو الرجل الذى شهدته فى حضنها بالمنزل ووافق على أن تعيش بعيدا عنه إلى أن يشاء الوقت وتعرف "علياء" الحقيقة بأن والديها يعيشان فى منزل واحد ولكن لا تجمعهما صلة رسمية وينام كل منهما فى غرفة منفصلة دون أن تشعر "علياء" بذلك.
 
لتجد أن والدتها ليست الزوجة الخائنة كما هيأت لها الظروف هذه الصورة فى ذهنها، ولكنها ضحت بإعلان زواجها من آخر بعد إنفصالها عن زوجها حتى لا تتأثر نفسيا، كما أن العشيق اتضح أنه زوجها على سنة الله ورسوله ووافق على ما لا يوافق عليه رجل طبيعى وهو ألا تقيم معه زوجته وتقيم فى منزل طليقها إلى أن يعطيهما القدر فرصة لإعلان الحقيقة دون المساس بمشاعرها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق