قصة منتصف الليل .. انتقام الزوجين من الصديقة اللعوب
الأحد، 15 أبريل 2018 08:00 مإسراء الشرباصى
وقفت «رشا»، تعد الطعام لزوجها وأولادها، على أنغام أغانى الأطفال المحببة لصغارها، فدخل زوجها وأوقف الأغانى ليلفت انتباهها وطلب منها ترك ما بيدها ليخبرها بأمر هام، واصطحبها إلى الغرفة وفتح حاسوبه الشخصى وبدأ يظهر لها مقاطع مصورة لصديقتها المقربة، وهى ترقص شبه عارية، وصور توضح دردشة بينها وعدد من الرجال تتفق معهم على أموال مقابل علاقتها الجنسية معهم.
أصيبت «رشا» بالصدمة من هول ما رأت أفعال صديقتها المقربة، وجلست تتذكر سبب قربها من هذه الصديقة اللعوب، والتى تعرفت عليها من خلال إحدى جيرانها الذين اعتادوا على جمع مبلغ مالي شهريا من سكان العقار، لإعطاءها إياه، بسبب ظروفها التي تمر بها بعد حبس زوجها، الذي تراكم ديونه وتحملها مسئولية طفلها وطفل زوجها من زوجته الأولى، وامتناع أهله عن مساعدتها، ووصل بها الحال إلى البحث عن طعام لها وللأطفال.
اقتربت «رشا»، من هذه المرأة التى رأت فى قصتها كفاح الزوجة لتكفى إحتياجات أسرتها الصغيرة، فبدأت تساعدها بطرق مختلفة، ووفرت لها ولأولادها طعاما يوميا، فكانت تطلب منها الحضور إلى منزلها والجلوس معها طوال اليوم، ويتنولون ما يحلو لهم من طعام ومشروبات، وأصبحت الصديقة المقربة للعائلة بأكملها.
بعد عدة أشهر، لاحظت «رشا» أن صديقتها المكافحة بدأت تشتري ما يحلو لها من ملابس وأدوات تجميل بأسعار خرافية، وتقلل من عدد الساعات التي معها تقضيها في منزلها، كما لاحظت تعمدها ترك أطفالها للعب مع أطفال رشا في المنزل، لساعات طويلة بحجة بحثها عن عمل، لكن كان زوجها دائما ما يتسائل بفضول (من أين أتت صديقة زوجته بكل هذه الأموال وهى ما زالت تبحث عن عمل؟).
فى الوقت ذاته، بدأ ينتبه الزوجان إلى المزاح المبالغ فيه، الذي بدأت تتعمده الصديقة، واستخدامها للألفاظ الخارجة وخصوصا مع زوج «رشا»، وهو ما أثار خلافات عديدة بينهما، فطلب من زوجته الابتعاد عن هذه الصديقة لتغير أسلوبها، وعيونها الملائكية التي شاهدوها في البداية، تحولت لنظرات شيطانية، لكن «رشا» لم تستمع لنصيحة زوجها واستمرت فى مساعدة صديقتها واستقبالها بالمنزل.
سرعان ما علم زوج رشا، بحقيقة صديقة زوجته، فبعد أسابيع معدودة طلبت منه أن مساعدتها في إصلاح هاتفها المحمول، فقام بتوصيله بجهاز «الاب توب» الخاص به، لينسخ ما به من مقاطع مصورة ويحذف كل ما بالهاتف، ويعيد إليه مرة أخرى الصور والتسجيلات، وبعد إنتهاءه من إصلاح هاتفها، احتفظ بنسخة من الصور والتسجيلات على حاسوبه، ليحرضه فضوله على معرفة حقيقة الصديقة.
رشا و زوجها، تيقنا من حقيقة الصديقة التى خدعتهم بحياتها المؤثرة، واستغلالها لأموالهم وتركها لأطفالها معهم، ودارت النقاشات بين الزوجين، حول الخلافات التى واجهتهما الصديقة، ليتأكد كلا منهما أنها تحاول إفساد العلاقة الزوجية بينهما دون أن يعلما السبب، واتفقا أن يتعاملا معها بشكل طبيعى ويخططا للانتقام منها وكيفية استرداد الأموال التي حصلت عليها منهم.
فى اليوم التالى، جاءت الصديقة لتناول وجبة الغداء مع رشا وزوجها، وراقب الزوجان تصرفاتها، ليجدا فى عينيها نظرات الغيرة من علاقتهما المبنية على الحب والمودة رغم محاولاتها المستمرة فى تخريبها، بخلاف نظرات الإعجاب للزوج الذى اكتشف حقيقتها مؤخرا.
بعد خروجها من المنزل، اتفقت رشا مع زوجها، أن يلعب دور المعجب بالصديقة وهو ما بدأوا تنفيذه بعد عدة أيام تدريجيا، لتقتنع الصديقة بحب الزوج لها وطلبت منه مساعدتها فى إجراءات طلاقها من زوجها المسجون ليتزوجا، فطلب منها الانتظار لعدة أشهر، حتى يتمكن من شراء منزل جديد بعيد عن زوجته، فوافقت الصديقة وأكدت له أنها ستعطيه كل ما تملك لشراء المنزل، وهنا ثار تساؤله (كل ما تملك معنى كدا إنها عملت فلوس من ورا مساعدت الناس كلها ليها، دا غير فلوس شغلها فى الدعارة)، فوافق على مساعدتها له.
فى اليوم التالى، اتفقا على اللقاء ووجدها تعطيه حقيبه وتطلب منه فتحها ليجدها مليئة بأموال كثيرة من جنيهات مصرية وعملات أجنبية، بخلاف كمية من المصوغات، كفيلة لشراء منزل بمستلزماته فى الوقت الذى تدعى فيه الفقر والكفاح سعيا على لقمة عيش أطفالها، فأخذ الحقيبة، على اللقاء فى اليوم التالى لشراء المنزل، وبعد رجوعه للمنزل، أعطى الحقيبة لزوجته، التي أصيبت بالذهول مما رأت، فلم تتخيل أن صديقتها تمتلك كل هذه المبالغ وتنتظر المساعدة منهما.
دار نقاشا كبيرا بين الزوجين، حول الانتقام، ليؤكد كل منهما للآخر أن ما أعطوه للصديقة من أموال كانت على سبيل الصدقة ولا ينتظرون إرجاعها بهذه الطريقة، وأن كل هذه الأموال مصدرها غير شرعى فلا يستطع أحد منهم أخذ جنيه واحد فقط منها، فذهبا لدور الأيتام والجمعيات الخيرية وتبرعوا بالأموال، وهو الحل الأمثل للانتقام من الصديقة التى جمعت كافة الصفات السيئة فى امرأة لعوب، وخائنة لصديقتها التى وقفت بجانبها، وتدعى الفقر للحصول على مساعدة لا تستحقها، وعادا إلى منزلهما.
وفى اليوم التالى وصلت الصديقة إلى منزل رشا كعادتها، وهنا كانت الصدمة الكبرى، فقد أخبرها الزوجان بالخطة التى وضعوها للانتقام منها وأن أموالها فى يد من يستحق، فحاولت الانكار بشتى الطرق وإختلاق مشكلة بين الزوجان بأن الزوج خائن، وأنه هو من حاول التقرب منها لكنها رفضت، فاحضرت رشا حاسوب زوجها، وعرضت عليها دليل كذبها وخيانتها، وأظهرت لها كافة الصور والتسجيلات، بالإضافة إلى الدردشة التى دارت بينها وبين زوجها الأيام الماضية.
خطة رشا وزوجها، أصابت الصديقة بصدمة بالغة، بعدأن استوليا على مالها وكشفا حقيقتها، وقبل أن تنطق بكلمة، تقدمت رشا ناحيتها، وقامت بطردها خارج المنزل، وصاحت في وجهها بكلمات التهديد و الوعيد إذا ما رأتها ثانية، وأغلقت الباب خلفها، كما أغلقت معه صفحة من حياتها، وتأكدت أنه من الضروري توخى الحذر والحرص مع صديقاتها، حتى لا تتعرض للخديعة مرة ثانية.