علوم مسرح الجريمة.. تقسيم الجروح من الناحية الطبية الشرعية
الجمعة، 14 سبتمبر 2018 10:00 ص
أكثر التعاريف للجرح شيوعاً من الوجهة الطبية هي أن الجرح هو أي إنفصال أو تفرق إتصال أي نسيج من أنسجة الجسم نتيجة إستخدام أي أداة عنف خارجي وقع عليه، ولا يشترط أن يكون له فتحة في الجلد.
فى التقرير التالى «صوت الأمة» ترصد ماهية الجروح وتقسيمها حسب الآلة المستخدمة في إحداثها-بحسب اللواء الكيميائي محمود الحارث الباسوسي، خبير فحص التزييف والتزوير والبصمات بمصلحة الأدلة الجنائية سابقا-.
تختلف أسماء الجروح حسب النسيج المصاب، فمثلاً: إصابة الجلد تسمى جرحاً، وإصابة الغشاء المخاطي تسمى تشققاً، وإصابة العضلات تسمى تمزقاً، وإصابة الأحشاء تسمى تهتكاً، وإصابة العظام تسمى كسوراً.
تقسيم الجروح
ووفقا لـ«الباسوسى» أما من الناحية القانونية تقسم الجروح حسب التقسيم الوضعي إلى:
1- جروح بسيطة: وهي تلك الجروح التي تشفى أو تلتئم في أقل من20 يوماً، ودون أن ينتج عنها عاهة مستديمة أو تشوهاً.
2- جروح خطيرة: وهي تلك الجروح التي تشفى في أكثر من20 يوماً، ولا ينتج عنها عاهة مستديمة إن تم شفاؤها.
ملاحظة: العاهة المستديمة: هي فقد العضو السليم أو فقد وظيفته، كفقد البصر، وشلل طرف.
3- جروح مميتة: وهي تلك الجروح التي تؤدي الى وفاة المصاب مباشرة، كما في حالة جرح طعني نافذ الى القلب، بإستثناء إصابات الرأس، فقد تحدث الوفاة بعد فترة زمنية من الأصابة قد تصل إلى 6 أشهر، أو يظل المصاب في غيبوبة سنوات طويلة لا هو حي يمارس حياته، ولا هو ميت.
اقرأ أيضا: علوم مسرح الجريمة.. البصمة الوراثية بين الفقه الاسلامى والقانون
وأما في التقسيم الطبى الشرعى، فتنقسم الجروح إلى:
1-الشجاج: أي جراح الرأس والوجه فقط.
2-السحجات «الخدوش».
3-الكدمات «الرضوض».
4-الجروح القطعية.
5-الجروح الطعنية والوخزية.
6-الجروح النارية.
ويمكن تقسيم الجروح حسب الآلة المستخدمة في إحداثها وفق ما يلي :
أولا: الجروح الرضية
هي التي تحدث نتيجة آلة راضة و هي تفريق الاتصال بالجلد والأنسجة تحته والأحشاء والعضلات والعظام نتيجة استعمال آلات راضية خشنة السطح كالعصي وما شابه ذلك .
أو هي حصول تهتك أو تمزق بالجلد نتيجة الإصابة بآلة حادة كالحديد أو الرمي بالحجارة وكذلك نتيجة حوادث السيارات وكثيرا ما يصاحب هذا النوع من الجروح كسور العظام وتهتك الأحشاء الداخلية، وتقسم إلى :
- السحجات :
هي الجروح السطحية نتيجة إحتكاك جسم صلب راض خشن بالجلد ويحدث التئام وهي أنواع : خدوش، وسحجات احتكاكية، وطبعية، وضغطية، وعضية وتكمل الأهمية الطبية الشرعية للسحجات في : علامة على استخدام العنف أو التعرض للعنف كما يمكن أن ستدل منها على نوع الجريمة ونوع السلاح المستخدم.
- الكدمات :
تحدث نتيجة صدمات بأي جسم صلب كالعصى أو الركل نتيجة ضغط آلة أو سقوطها على الجسم وهي تحدث نتيجة تمزق في الأوعية الدموية في مكان الإصابة فيحدث تفريق اتصال النسيج الخلوي تخت الجلد دون تأثر الجلد نفسه وعندما تصاحبها تورمات تؤدي إلى تجمع دموي تحت الجلد وتأخذ الكدمة شكل الآلة التي أحدثتها فمثلا ضربة الركل تكون مقوسة، العصي طويلة الشكل .
- الجرح الرضي المتهتك :
إذا كان هناك تمزق شديد في الحواف وتهتك مع وجود تشرذم كبير بالحواف و النزيف.
- الجرح الهرسي :
هو جرح رضي متهتك نتيجة مرور جسم متحرك على جزء من الجسم ويكون مداه الطولي والعرضي أكبر وحوله سحجات كثيرة متسعة، ويكون مصحوبا بتفتت العظام المهروسة تحته.
- الجرح المزعي :
يحدث في المصانع عند الاقتراب من سيور متحركة بحيث يؤدي إلى جرح متهتك مصحوب ببتر لطرف كالذراع مثلا .
اقرأ أيضا: علوم مسرح الجريمة.. دور أثار الأقدام في كشف: الأعرج والسكران والأعور
- الجرح الرضي القطعي :
وهو جرح رض نتيجة الإصابة بآلة ثقيلة لها حافة حادة مثل الفأس الساطور .
ثانيا : الجروح القطعية:
تعرف الجروح بأنها : « آلة تحدث على الجسم أو الأنسجة باستخدام آلة حادة مثل السكين أي أنها كل جرح أحدث بجر حواف آلة حادة على سطح أو أكثر، وأكثر ما تكون هذه الجروح في الرقبة والأطراف» .
مميزات الجرح القطعي :
تكون حوافه منتظمة و زواياه حادة، القاع نظيف، النزيف شديد والشعر يكون مقطوع قطع حاد والملابس تكون مقطوعة قطع حاد, وطول الجرح يكون أطول من عمقه
الدلائل الطبية الشرعية والتحقيقية في الجروح القطعية :
- الحالات الجنائية : وجود أثار عنف ومقاومة، أثار كدمات أو سحجات و إن كانت هناك جروح دفاعية من المجني عليه على الذراع، وحالة تعدد الجروح وعلاقتها بالوفاة .
- الحالات الانتحارية: إذا ما كانت الجروح يستطيع المنتحر أن يفعل بنفسه تلك الجروح والآلة المستخدمة وهل هناك جروح تردد، و إذا ما كانت الإصابة قاتلة أو مضرة.
- الحالات العرضية: تحدث غالبا وتكون عادة نتيجة حادث عرضي كالسقوط والتصادم أو يحدث في الأشخاص الذين ستخدمون آلات حادة في عملهم.
- الحالات المفتعلة : يحدثها الشخص بنفسه غالبا للإيقاع بالآخرين أو لتبرئة نفسه من تهمة معينة، لكن مناطقها وسطحيتها وعمقها تبين الإدعاء الوارد من مفتعلها .
ثالثا : الجروح الطعنية
تعرف هي : «الجروح التي تحدث من الطعن بآلة حادة مدببة مثل السكين تتميز بأنها حادة الحواف ويكون الجرح أكبر من طوله، كما أن الجرح في هذه الحالة يكون ذو زاويتين حادتين من نصل ذو زاويتين حادتين من نصل ذو حافة حادة واحدة محاط بتكدم الوجه الراضي إذا دخلت الجسم مندفعة بقوة بطول نصلها.
اقرأ أيضا: علوم مسرح الجريمة.. دور البصمات فى كشف هوية سن وجنس وحرفة الجاني
ظروف الإصابات الطعنية : تعتبر من حيث المبدأ جنائية ما لم يثبت عكس ذلك وهي أنواع :
- الإصابة الجنائية :هي أغلب الجروح الطعنية وتوجد في الأماكن القاتلة كالصدر والبطن
- الإصابة الانتحارية: قليلة الحدوث جدا، يغلب عليها أنها تكون في أسفل الصدر مقابل القلب وحسب «سيمسون» فإن أي جرح طعني في غير هذا المكان يجب أن يكون محل شبهة، حيث تكون في العادة الطعنة الواحدة قاتلة.
- الإصابة العرضية: نادرة الحدوث جدا، تحدث أثناء سقوط الجسم على أجسام مدببة.