علوم مسرح الجريمة.. دور البصمات فى كشف هوية سن وجنس وحرفة الجاني
الجمعة، 15 يونيو 2018 12:00 م
تتبارى أجهزة الأمن على المستوى العالمي، على تطوير تصنيف البصمات والاستعانة بها كأدلة دامغة في تحقيق شخصية الأفراد، سواء كانوا جناة أو مجني عليهم، منذ أوائل العشرين.
وساد اقتناع المواطنين بالعالم أجمع بأهمية البصمة في تعاملاتهم الشخصية، وتطور الحفظ بالكمبيوتر في الكثير من البلاد العالم الغربي، كما أدخل في مصر عام 1994، وصار البحث عن البصمة للتعرف عن صاحبها من العمليات الروتينية المبسطة للبحث لكنها تعتمد على تنظيم علمي تكنولوجي سابق يبلغ درجة كبيرة من الدقة.
اقرأ أيضا: علوم مسرح الجريمة.. مصادر البصمة الوراثية الـ DNA في جسم الإنسان
«صوت الأمة» رصدت فى التقرير التالى دور البصمات في مجال تحقيق الشخصية من حيث معرفة سن الجانى ومعرفة جنسه وعدد الجناة.
وفى هذا الصدد، يقول اللواء الكيميائي محمود الحارث الباسوسي، خبير فحص التزييف والتزوير والبصمات بمصلحة الأدلة الجنائية سابقا، إنه منذ العقدة الأولى التي حلها «ألفونس برتيون» منذ قرن مضى غدت بصمات الأصابع، بمثابة «ضربة قاضية» لأكثر من مجرم، كما لا يخفي أن بصمات باطن اليد وباطن القدمين شأنها في ذلك شأن بصمات الأصابع، عند العثور إليها يمكن استنتاج جزء الكف أو القدم الذي تركها، وعلى هذا الأساس.
اقرأ أيضا: «ياما ناس كانوا مستورين وفضحتهم».. البصمة الوراثية DNA ودورها في بعض الجرائم
وأضاف «الباسوسى» فى تصريح لـ«صوت الأمة» أن هذه البصمات تتميز بقيمة إثباتية قاطعة، نظرًا لما تستند إليه من أسس علمية ولها من الدلالة الجنائية الشيء الكثير، إذا أنها تفيدنا وتدلنا في التعرف على الشخص الجاني أو المجني عليه :
أ- إمكانية التعرف على صفات الجاني عن طريق البصمات
تبين مما سبق أن البصمات وسيلة لتحقيق شخصية الجاني وتحديد ذاتيته على وجه اليقين، فعندما يعثر الخبير أو المحقق على البصمات في مكان الجريمة نستطيع من خلالها تحديد عدد الجناة، كما نستطيع بواسطتها التعرف على سن الجاني وجنسه بالإضافة إلى حرفته وحالته الصحية مما يساعد المحقق على تضيق دائرة البحث عنه.
أولا : معرفة سن الجاني
يمكن من خلال أثر البصمة معروفة سن صاحبها، إن كان طفلا أو مراهق أو بالغا أو شيخًا، ويرجع السبب في ذلك إلى أن خبراء الطب الشرعي، أثبتوا أن بصمات الإنسان تظل ثابتة من الطفولة إلى الشيخوخة، من حيث الشكل أما من الحجم فهي تتغير تبعًا لتغير حجم الجسم وذلك دلالة على تقدم عمر الفرد.
لذلك وبعد عدة تجارب وصنع خبراء الطب الشرعي وخبراء تحقيق الشخصية بجدول مقسم إلى خمس مراحل للعمر، وكل مرحلة تبين حجم البصمة:
- المرحلة الأولى: تكون للأطفال حديثي العهد بالولادة إلى غاية سن ثماني سنوات حيث تتكون البصمة في هذه المرحلة الثانية تضم الأطفال من هذه المرحلة من 15 و18 خطًا.
- المرحلة الثانية: تضم الأطفال من تسع سنوات إلى اثني عشر سنة حيث يبلغ عدد الخطوط 12 خطًا.
- المرحلة الثالثة: تكون في سن ثلاثة عشر إلى سن ستة عشر وعدد الخطوط فيها حوالي 11 خطًا.
- المرحلة الرابعة: من سن سبعة عشر إلى واحد وعشرون ويبلغ عدد الخطوط فيها حوالي عشرة خطوط.
- المرحلة الخامسة: للأشخاص البالغين لنقل من تسعة إلى ستة خطوط، أما بالنسبة للشيوخ فتميز بصماتهم بالانكماش .
يستفيد الخبير أو المحقق من هذه الطريقة لمعرفة ما إذا كان مرتكب الجريمة صغيرا أم كبيرا وبالتالي تضيق عليه دائرة البحث.
اقرأ أيضا: 7 علامات تخلي صوابعنا مش زي بعضيها.. كيف كانت مضاهاة البصمة قديما والآن؟
ثانيا : معرفة جنس الجاني:
من خلال البصمات يستطيع الخبير أن يعرف أنها لامرأة أو لرجل لما تتميز به بصمة الإناث عن الذكور، وقد ثبت أن بصمات المرأة شبيهة ببصمات الأطفال،حيث تتميز بالانسجام في الشكل بينما بصمات الرجل مفرطحة ومستقيمة.
ثالثًا: معرفة عدد الجناة
فالبصمة تدل على الجاني وعلى المشتركين معه في الجريمة خاصة عندما نعثر على بصمات مختلفة في مسرح الجريمة، كما أن مواجهة الجاني ببصمته قد تؤدي به إلى الاعتراف بارتكابه للجريمة، كما أننا نستطيع معرفة تحركات واتجاه سير الجاني بواسطة بصمات الأقدام.
وفي الأخير يمكننا القول أن البصمة تكشف عن الصفات المميزة لصاحبها عن غيره مما يسهل عمل المحققين في البحث عن الجناة بين المشتبه فيهم، والبصمة لا تكشف عن الصفات السالفة الذكر فحسب بل تكشف كذلك عن حرفة الجاني وعن حالته الصحية.
ثالثًا: استخدام البصمة للتعرف على حرفة الجاني وحالته الصحية
يسترشد الباحث الجنائي بالبصمة على حرفة الجاني وحالته الصحية، وبذلك تنير الطريق أمامه للبحث عنه، إذ تؤثر بعض المهن والحرف تأثيرا بالغا على أطراف الأصابع أو راحة الكف فتطبع على البصمة أثرا لها، وذلك نتيجة الاعتياد على استخدام أدوات معينة يتكرر استعمالها بصفة يومية حيث تخلف علامات على اليد نتيجة اتصالها بها، وهذا ما يمكن المحقق أو الخبير من تحديد مهنة صاحب البصمة بعد دراستها، ومثال ذلك مصلح الأحذية الذي تنخز البصمة أطراف أصابعه فتترك أثرا لها، كذلك الكيميائي الذي يلمس بيده الأحماض والمواد الكيميائية التي تؤدي إلى تآكلها.. إلخ.
من خلال هذه الآثار يستطيع الخبير استنتاج عمل صاحب أثر البصم، وليس كل المهن تترك آثارا على البصمة كمهنة الطبيب، المحامي أو غيرهم ممن لا يستعملون أدوات حادة ومحرقة في أداء مهنتهم.
وتدل البصمة في بعض الأحيان على الحالة المرضية للجاني، ذلك أن هناك بعض الأمراض تؤثر على الخطوط الحلمية للبصمات، فمثلًا مرض الجزام الذي يؤدي إلى نعومة الجلد واختفاء أثر الخطوط الحلمية.
كذلك مرض التيفوئيد الذي يؤثر على مسام العرق فيوسعها عن حجمها الطبيعي، و يلاحظ أن المرض الذي يؤثر على هذه الخطوط الحلمية قد يستمر فيشكل علامة إضافية مميزة في البصمة وقد تزول هذه العلامات أو آثار المرض بزوال المرض فترجع البصمة إلى حالتها الأولى.
يتضح من خلال ما سبق أن البصمة لا تدل دائما على حرفة الجاني أو حالته الصحية، فليس كل الجناة مرضى بالجزام أو التيفوئيد، إلا أنها تكشف دائما عن بعض المميزات الخاصة بصاحبها كسنه أو جنسه و هو ما يسهل كما سلف الذكر عملية البحث عن الجاني و هو ما يدفعه إلى الاعتراف بجرمه.
اقرأ أيضا: علوم مسرح الجريمة.. طرق كشف هوية مرتكب الجريمة بالبصمات الخفية والملوثة بالدماء
ب -التعرف على شخصية المجني عليه عن طريق البصمات
في بعض الأحيان يصعب على الباحث التعرف على شخصية المجني عليه، كأن يقوم الجاني بقطع رأسه وفصله عن جسده وإخفاءه في مكان بعيد لكي لا يصل إليه المحقق وحتى لا يستطيع هذا الأخير التعرف على شخصيته، لأن هذه الحوادث تشوه معالم الجسد لحد يتعذر حتى على أقربائه التعرف عليه، وفي هذه الحالة يأمر المحقق الخبير بأخذ بصمات أصابع و كف وقدمي المجني عليه حتى يستطيع الكشف عن هويته ومنه الوصول إلى مرتكب الجريمة.