علوم مسرح الجريمة.. مخلفات إطلاق السلاح فى الحوادث و تحديد مسافات و إتجاهات الإطلاق
السبت، 11 أغسطس 2018 12:00 ص
الأدلة الجنائية تعتبر إحدى الإدارات العلمية المهمة في تحقيق العدالة عن طريق إقامة الأدلة المادية التي ترفع من مسرح الحادث، كأثر يتم التعامل معه في المختبرات المختصة لتحويله إلى دليل مادي يفيد في النفي أو الإثبات باعتبار الأدلة الجنائية هي الإثبات الأساسي في القضايا لدى الشرطة أو هيئة التحقيق والادعاء العام اوجهات عدليه والمحاكم طبقا للمسم الموقعي لمسرح الجريمة.
ومن المتعارف عليه أن جميع الجهات المختصة تستفيد من خبرات علم الأدلة الجنائية في توضيح الحقائق بالإضافة إلى دوره في تسجيل السوابق على مرتكبيها، حيث تكمن في العلاقة المترابطة مع هيئة التحقيق والادعاء العام لإثبات الجريمة ونسبها إلى فاعلها مما يسهل إجراءات التحقيق.
«صوت الأمة» رصدت فى التقرير التالى مخلفات إطلاق السلاح فى الحوادث وتحديد مسافات وإتجاهات الإطلاق و الآثار التي تظهر على جسم وملابس المصاب، وتحديد مسافات الإطلاق، و تحديد اتجاهات الاطلاق، وعلامات قرب إطلاق الناري-حسب اللواء الكيميائي محمود الحارث الباسوسي، خبير فحص التزييف والتزوير والبصمات بمصلحة الأدلة الجنائية سابقا.
ـ مخلفات إطلاق النار على جسم مستخدم السلاح « Gun shot residue
-عندما يقوم شخص ما بإطلاق الناري من سلاح فان عملية احتراق أملاح البارود تنتج كمية هائلة من الغازات يصيب أول ما يصيب يد الشخص الذي يقبض على السلاح، لأنها الأقرب على فتحة القذف، والتي يخرج منها جزء من هذه الغازات وجزيئات البارود والرواسب المعدنية.
ولذا يجب-وفقا لـ«الباسوسى» على ضابط مسرح الجريمة أن يقوم بأخذ المسحات عن أيدي المشتبه بهم في مسرح الجريمة حسب الأصول الفنية والعلمية، وإذا كانت أجهزة الاشعة غير المرئية تحت الحمراء او فوق البنفسجية مفيدة جداً في مسرح الجريمة في اكتشاف هذه الآثار إلا أن الاختبارات الكيميائية أكثر أهمية إذ يتم من خلال فحص المسحات المأخوذة عن يد المشتبه به وتحليلها مخبرياً واستخلاص النتائج المتعلقة بها، كما قد تلحق بعض الإصابات بيد الرامي نتيجة استعمال السلاح كالجروح والحروق الناشئة عن خلل في السلاح أو الاستعمال الخاطىء أو كثرة الاستعمال، كما أن من الممكن العثور على بعض الدماء المتناثرة من جسم الضحية على جسم الجاني في حالة الإطلاق عن قرب.
اقرأ أيضا: علوم مسرح الجريمة.. متى تعتبر الآثار المادية دليل أو قرينة؟
ـ الآثار التي تظهر على جسم وملابس المصاب
ويشمل ذلك الجرح الناري وهو الإصابة الناتجة عن المقذوف الناري على الجسم، ويسمى ذلك فتحتي الدخول والخروج للمقذوف، وما يحدثه من تمزقات في الجسم وفي الملابس، كما يشمل آثار الغازات الناتجة عن الإطلاق حول مكان دخول المقذوف في حالة الإطلاق الملامس للجسم أو من مسافة قريبة جداً الاسوداد في مكان دخول المقذوف، الحرق، التسحج الحلقي المسحة الرصاصية-طبقاَ لـ«الباسوسى»-.
ـ تحديد مسافات الإطلاق:
يلعب ضابط مسرح الجريمة وخبير الاسلحة في مسرح الجريمة دوراً فاعلاً في تحديد المسافة التي أطلقت منها النيران من خلال معاينة الاثار المتخلفة في مسرح الجريمة كالأظرف الفارغة ورؤوس الطلقات وشكل الإصابة وآثار إطلاق النار على جسم المجني عليه.
كما أن وجود حواجز طبيعية في مسرح الجريمة كالمباني العالية أو الجبال تمكن الخبير من تحديد مسافة الإطلاق فيما إذا كانت أقرب من تلك الحواجز أم أبعد وفي بعض الإصابات يستطيع الخبير تحديد ما إذا كانت الإصابة مباشرة أم أنها ناشئة عن مقذوف عائد من الجو في نهاية مشواره.
«الباسوسى» أوضح أنه كانت له تجربة طويلة في هذا المجال إذ يكثر في فصول الصيف إطلاق النار في الأفراح والمناسبات، مما يسبب إحداث إصابات بعيارات نارية لأطفال في الشوارع أو ماره وتكون إصابتهم الأغلب في أعلى الرأس فيما تستقر المقذوفات النارية داخل الجمجمة، وكما ذكرنا فإنه في حالة استعمال بنادق الصيد الخرطوش فإن حبيبات الرش تنتشر بشكل مخروطي وهي تتباعد عن بعضها كلما زادات المسافة بين يد الرامي والهدف، مما يساعد في تحديد مسافة الاطلاق عند دراسة حجم الانتشار .
اقرأ أيضا: علوم مسرح الجريمة: آلية الإطلاق من السلاح إلى كشف الجناة
ـ تحديد اتجاهات الاطلاق
يستطيع ضابط مسرح الجريمة والخبير الفني في مسرح الجريمة تحديد اتجاهات إطلاق النار في أغلب الاحيان استناداً الى موقع الإصابة ونقاط الدخول والخروج في مسرح الجريمة وموقع الاظرف الفارغة في حال وجودها والوضع الذي كان يجلس أو يقف فيه الضحية قبل إصابته، وفي حال حدوث الإصابة مباشرة باستقامة واحدة أي أن المقذوف الناري لم يصطدم بأجسام صلبة تغير اتجاهه وبقي يسير في خط مستقيم فإن من الممكن أخذ امتداد الاتجاه بواسطة الليزر أو بواسطة خيط يشير إلى مكان وجود الرامي التقريبي .
ـ علامات قرب إطلاق الناري:
فالإطلاق-بحسب «الباسوسى» يترك آثاره على الملابس والجلد الملاصق أو القريب من نقطة الاصابة، وإذا كان تحديد سبب الوفاة وفيما إذا كانت ناتجة عن الإصابة بالمقذوف الناري أم لا هو من واجب الطبيب الشرعي فإن خبير الأسلحة يلعب دوراً بارزاً في تحديد علامات القرب على الملابس ونقاط الاصطدام والاحتراق في الأواني والزجاج وغيرها بعد او قبل الاصابة وتفيد علامات قرب اطلاق النار في مكان الاصابة في تحديد فتحة الدخول وفتحة الخروج في حال وجودها ففتحة الدخول غالباً ما تكون اصفر من فتحة الخروج باستثناء حالة ما اذا كان اطلاق النار ملاصقاً او شبه ملاصقة فعندما تكون فتحة الدخول كبيره وتأخذ الشكل النجمي الناشيء عن ارتداد الغازات الى الخارج بعد دخول إلى الجسم وتكون حواف الجرح مقلوبة الى الخارج .
اقرأ أيضا: علوم مسرح الجريمة.. دور أثار الأقدام في كشف: الأعرج والسكران والأعور
ومما يساعد في تحديد فتحة الدخول أن خيوط الملابس والانسجة يكون اتجاهاً إلى الداخل واحياناً داخل جرح فتحة الدخول بينما تكون اتجاها عكس ذلك أي إلى الخارج في فتحة الخروج .
ويتم فحص المسحات التي تؤخذ من حول الجروح في فتحة الدخول والملابس في المختبرات ويحسب كثافة مخلفات أملاح البارود والمخترق فتحة الدخول يمكن تحديد مسافة الاطلاق، ولذا يجب تحري الدقة في نقل الملابس وأخذ المسحات عن الجلد ونقلها إلى المختبر بهيئتها التي رفعت بها في مسرح الجريمة أما في حالة اصابة المقذوف الناري لأحياء في مسرح الجريمة فإن أول يستدل عليه أن اطلاق النار قد حدث في هذا المكان كما يساعد في البحث عن رؤوس الطلقات في المكان كما يفيد في تحديد مسافات واتجاهات أطلاق النار .