علوم مسرح الجريمة.. 12 بصمة تكشف هوية المجرم أخطرها «الشفة والمخ»
الخميس، 07 يونيو 2018 08:00 ص
الإنسان عرف الجريمة منذ فجر البشرية على يد «قابيل» و«هابيل» حيث وقوع أول جريمة قتل في التاريخ الإنساني، والواقع يؤكد أنه كلما تعددت وسائل وأساليب الجرائم، كلما تطورت وسائل الكشف عنها، لهذا تعتبر علوم الأدلة الطبية الجنائية محصلة هذه الجرائم تتطور معها في طرق الكشف عنها والوقاية منها والبحث وراء الحقيقة وتعقب المجرمين.
إنسان ما قبل التاريخ شواهد له علي بصمات الأصابع في رسوماته ومنحوتاته فوق جدران الصخور والكهوف، وكان قدماء المصريين والبابليين لديهم معرفة بالتشريح العملي لجسم الإنسان، وعرف الإغريق القدماء أنواع السموم، وصنفوه السموم معدنية كالزرنيخ والزئبق والنحاس «جنزار»، وسموم نباتيه كناباتات ست الحسن والأفيون والشوكران وبصل العنصل والداتوره.
وفي عام 44 ق. م. كشف الطبيب الروماني أنستاسيوس علي جثة يوليوس قيصر بعد مصرعه، فوجد بها 23 جرحا من بينهم جرح واحد غائر في الصدر أدي لمقتله، وكلما استحدثت وتنوعت وسائل الجريمة، كلما تطور علم الأدلة الجنائية.
«صوت الأمة» رصدت في التقرير التالي البصمات المختلفة مثل: « بصمة اليد أو الأصابع، و بصمة الرائحة، و بصمة الشفاه، و بصمة العين، و بصمة الأذن، و بصمة اللسان، و بصمة الأسنان، و بصمة الصوت، بصمة الماشية، وبصمة الافرازات، وبصمة الشعر، وبصمة المخ». هناك بصمات مختلفة تحدد الهوية الشخصية لكل كائن بشري بالاضافة إلى بصمات اليد أوالأصابع.
بصمة اليد أو الأصابع
وهى البصمات المعروفة والأكثر شيوعا وهى أشكال الخطوط التي تكسو أطراف الأصابع وراحة اليد، وهي تختلف اختلافا لا حد له حسب اختلاف الأشخاص وهذه البصمات إذا ما لامست جسما من الأجسام، إلا وتركت عليها آثارها، وهذا راجع أساسا إلى تكوين بشرة الجلد المغطاة بطبقة دهنية خفيفة من إفرازات العرق.
ولمعرفة البصمات في مكان الجريمة، فالأمر يوجب معرفة مكان وكيفية دخول الجاني وخرجه، وكذلك فحص جميع الأشياء التي من المحتمل أن يكون الجاني قد لامسها أو نقلها من مكانها الأصلي.
والبصمات قد تكون ظاهرية، حيث يمكن أن يراها الخبير بالعين المجردة عند معاينة مكان الحادث، أو خفية، والتي لا يمكن إظهارها إلا باستعمال مواد كيماوية على شكل مسحوق أو سائل.
ـ بصمة الرائحة
لكل إنسان بصمة الرائحة المميزة له عن سائر البشر. من هنا تم استغلال هذه البصمة المميزة في تتبع آثار أي شخص معين. وأبرز مثال على ذلك، الكلاب التي تستطيع بعد شم ملايين من البشر أن تخرج الشخص المعين من بين آلاف البشر.
ـ بصمة الشفاه
وهي تلك العضلات القرمزية التي كثيرا ما تغنى بها الشعراء، وقد ثبت أن لبصمة الشفاه صفة مميزة لدرجة أنه لا يختلف اثنان فيها. ويتم أخذ بصمة الشفاه بواسطة جهاز به حبر غير مرئي، حيث يتم الضغط على شفاه الشخص بعد أن يوضع عليها ورق من نوع النحاس فتطبع عليه البصمة.
وتعتبر هذه البصمة من وسائل الإثبات ذات الفعالية الكبرى، وأكبر دليل على ذلك هو تمكن الخبراء من التعرف على الأشخاص بواسطة عقب سجارة.
توصلت دراسة نشرتها مجلة علوم طب الأسنان الشرعي الى أن نمط المرتفعات والمنخفضات في الشفتين فريد من نوعه مثل بصمات الأصابع، ونظريا يمكن لرجال المباحث التوصل إلى الجاني من خلال بصمة الشفاه المطبوعة على كوب أو سيجارة.
ـ بصمة العين
تعتبر بصمة العين أكثر دقة من بصمة أصابع اليد؛ لأن لكل عين خصائصها، فلا تتشابه مع غيرها ولو كانت لنفس الشخص. فقد تم تطوير تقنية التعرف على الهوية عبر قزحية العين التي تعتبر من أكثر التقنيات دقة في العالم لأن لكل منا قزحية ذات شكل مختلف عن سواه حتى أن شكل القزحية يختلف بين التوائم وذلك لأن قزحية العين البشرية تحتوي على مائتين وست وستين خاصية قياسية في حين أن بصمات الأصابع تحتوي على أربعين خاصية قياسية يمكن التعرف على الشخص من خلالها.
ـ بصمة الأذن
استخدمت الأذن للتعرف على هوية البشر منذ زمن سحيق، وقد أثبت العلم الحديث أن الأذن بما تحمله من مرتفعات ومنحنيات تمثل بصمة دقيقة لكل إنسان، وقد توصلت دراسة بريطانية إلى إمكانية تحديد هوية الشخص من خلال منحنيات الأذن بمعدل دقة %99.6، وهو ما يفتح الباب في المستقبل الى استخدام بصمة الأذن في فتح الهاتف الذكي من خلال الضغط عليه بواسطة الأذن.
وتعد إحدى أهم البصمات التي يتم الاعتماد عليها في الإثبات، لكن بطريقة معقدة تستوجب تكنولوجيا عالية، وتتميز هذه البصمة بكونها الوحيدة التي لا تتغير منذ ولادة الإنسان وحتى مماته.
وعموما فإن المحاكم الجنائية تعمل على الأخذ بالبصمات كدليل إثبات قاطع بعد أن يثبت لها علميا أن الشك لا يتطرق إليها. لكن تبقى بعض الحالات يمكن للجاني الفرار من المسؤولية الجنائية، وذلك بالتخلص من آثار البصمات بالحرق، هذا فضلا عن إمكانية إزالتها عن طريق الجراحة.
- بصمة اللسان
مثل بصمات الأصابع، اكتشف العلماء أن اللسان عضو فريد في الجسم له بصمة فريدة مثل بصمات الأصابع، حيث تتوزع المطبات والتلال الصغيرة للسان داخل تجويف الفم، ونادرا ما تتغير مع مرور الزمن كما يصعب تزويرها، ويعكف العلماء حاليا على تطوير تقنية تعتمد على تصوير اللسان بتقنية 3D للتوصل إلى تحديد الهوية.
- بصمة الأسنان
منذ زمن تتم الاستعانة بالأسنان البشرية للتعرف على العمر والعرق وبعض العادات الشخصية، العلم الحديث أثبت أن أسنانك مثل بصمات أصابعك فريدة من نوعها، حتى التوائم المتماثلة ليس لديها أسنان متطابقة، وهذا هو السبب في استخدام سجلات الأسنان في بعض الأحيان لتحديد هويات الرفات البشرية.
- بصمة الصوت
صوتك لا يشبه صوت أي إنسان آخر، حتى لو كان هناك شخص ماهر يقلده، فالخصائص الصوتية مثل ترددات الصوت العالية أو المنخفضة وتميز الأحبال الصوتية، بالإضافة إلى تميز الصفات الأخرى مثل تجويفي الفم والأنف، كل هذه الأشياء الفريدة في الصوت تجعل منه بصمة فريدة تمكن من الوصول إلى هوية الشخص من خلالها.
- بصمة المشية
رغم أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات فإن بعض المؤشرات تؤكد أنه يمكن تحديد هوية الشخص من مشيته، وقد قام فريق علمي بتحليل أنماط ضغط القدم لدى 100 شخص، وتوصلوا، بمعدل دقيق يصل إلى %99.5، إلى إمكانية تحديد هوية الشخص من مشيته، مثلا، يمكن تحديد هوية سارق بنك عن طريق تحليل لقطات الكاميرا لمشيته أثناء دخوله وخروجه.
ـ بصمة الشعر
يتخلف عن الجرائم المصحوبة بعنف آثار مادية بمسرح الجريمة من بينها الشعر، حيث يتساقط نتيجة المقاومة ثم يعلق بجسد الجاني أو المجني عليه أو بملابسهما أو بالفراش أو حتى بأدوات ارتكاب الجريمة، و يعتبر الشعر من الأدلة القوية في مجال البحث الجنائي لاسيما أنه لا يتعرض للتلف رغم مرور الوقت ، كما أن تحليله بعد وفاة الشخص قد تصل إلى مرحلة بداية تحليل العظام.
وتتم عملية الفحص أولا من المظهـر الخارجي للشعرة و هذا بالعين المجردة و قبل تنظيفه ، إذ يسمح هذا الفحص بتسجيل مواصفات الشعر الظاهرية كاللون ، الطول ، السمك و تصنيفه ضمن صنف من أنواع الشعر المختلفة ﴿ ناعم ، متموج ، صوفي ، متهدل ، مجعد ﴾ . و يتم التفريق بين الشعر و الألياف النسيجية الأخرى بالرائحة المميزة لاحتراق الشعر و التواء الطرف المتحرق للشعرة ، و قبل وصول مرحلة الفحص المجهري للشعرة تمر بمعالجة و تحاليل هامة و هذا من أجل إزالة العوالق المرتبطة بالشعر.
ـ بصمة إفرازات الجسم
أ- السائل المنوي: وفي قضايا هتك العرض والاغتصاب يتم البحث عن هذه البقع في الملابس الداخلية خاصة ، كما يتم فحص المهبل وشعر العانة والفخذين والبطن والبول وغيرها من أجزاء جسم المجنى عليها التي يمكن أن تتعرض للتلوث.
ب- البول: فيحدد ما إذا كان البول يخص إنسانا أو حيوانا ، فيمكن تحديد ما إذا كانت البقعة تحوي إفرازا بوليا، وتحديد مدى التركيز الكحولي في عينة من البول.
ج - العرق: يمكن تعقب المجرم عن طريق فحص العرق الموجود بمناديل اليد وربطة العنق وغطاء الرأس والثياب التي تترك في مكان الجريمة بفحص آثار العرق العلاقة بين المتهم وآثار العرق الموجودة على بعض المضبوطات في مسرح الجريمة مثل أغطية الرأس أو الملابس الداخلية.
د - اللعاب: يمكن التعرف على اللعاب سواء إذا كان على شكل بقع جافة أو سائلة باستعمال الطرق الميكروسكوبية أو الكيميائية، حيث يمكن تحديد فصيلة الدم التي يمكن أن تؤدي إلى الكشف أو التعرف عن المجرم، كما يمكن الكشف عن وجود كحول لشخص معين باستخدام عينة من اللعاب، كما يمكن الكشف عن تعاطي المخدرات وخاصة الأشخاص المدمنين على الكوكايين.
5- الإفرازات المهبلية و الخلايا المهبلية: الإفرازات المهبلية والمخاط لها أهمية في تحديد فصيلة الدم ويمكن التعرف على هذه الإفرازات بواسطة التحليل الميكروسكوبي والكيميائي.
ـ بصمة المخ
بصمة المخ هي عبارة عن خريطة لقراءة الإشارات الكهربائية التي تصدر عن المخ استجابة لرؤية بعض الصور، أو المعلومات المتعلقة بجريمة ما.
و هذه التقنية ليست مصممة للاستخدام أثناء الاستجواب، إذ أنها لا تتطلب أية أسئلة، أو أية إجابات، إذ أنها تكشف، و بموضوعية ما إذا كانت معلومات معينة موجودة في المتهم أم لا، بغض النظر عن كذب أو صدق الأقوال التي يدلي بها، فالمخ هو الذي يتحدث فهي بمثابة الشاهد الذي لا يخطيء، و قد أثبتت التجارب أنه من الممكن الحصول على أدلة من المخ أو العقل و يتم الحصول عليها بأسلوب دقيق، و يمكن الاعتماد عليه في الإجراءات الجنائية.