حصاد 2017 الأيام السمان.. شاومينج "شاف شغلانة تانية"

شكل يوم «الخميس 8 يونيو».. يوما فارقا في تاريخ امتحانات الثانوية العامة خاصة السنوات العشر الماضية، بعد النجاحات التي حققتها وزارة التربية والتعليم في مواجهة تحرشات «صفحة شاومينج بيغشش ثانوية» المستمرة، وتمكنها من وضع حدا لانتصاراته الصغيرة التي سجلها خلال معركة تسريب امتحانات الثانوية، التي درات أحداثها على مسرح السوشيال ميديا.

بلغ عدد طلاب الثانوية الممتحنين في 2017، نحو 592 ألفا و474 طالبا وطالبة، وذلك داخل 1642 لجنة امتحانية على مستوى الجمهورية، ونجح أعضاء فريق مكافحة الغش الإلكتروني في إحكام السيطرة على عملية الغش داخل اللجان، إضافة إلى فشل «شاومينج» في تسريب الأسئلة قبل موعد توزيعها داخل اللجان، بعد نجاح الجهات السيادية أيضا في تأمين أوراق الأسئلة تأمينًا مشددا لحين تسليمها للطالب داخل اللجنة.

سنة أولى بوكليت

طبقت التعليم في هذه الامتحانات نظام «البوكليت» لأول مرة، و«البوكليت» هو نظام استحدثته الوزارة لمنع تسريب الامتحانات والغش، وحقق نجاحا كبيرا مقارنة بالنظام القديم، رغم الهجوم الذي تعرض له نظام «البوكليت» عقب الإعلان عن تطبيقه، والاستقبال الجاف الحذر الذي قوبل به من قبل الطلاب وأولياء الأمور.

الأحد 4 يونيو.. كان البداية والاختبار الحقيقي لنظام البوكليت، حيث انطلق ماراثون امتحانات الثانوية العامة، بشكله الجديد، ولأول مرة منذ ستينيات القرن الماضي، يحدث تغيرا كبيرا على شكل الورقة الامتحانية لطلاب الثانوية العامة، رغم تعاقب عشرات الحكومات، لكن تسريب الامتحانات في عام التعليم «الأسود»، عجل من تطبيق النظام الجديد.

يرجع الفضل في تطبيق نظام البوكليت، إلى الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم السابق، الذي اتخذه بعد اجتماع اللجنة القومية لتطوير الثانوية العامة المشكلة بقرار من المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء حينذاك، عقب فضيحة تسريب الامتحانات، إلا أن النظام طبق فعليا ولأول مرة في عهد الوزير الحالي الدكتور طارق شوقي.

التعليم تتحدى شاومينج

قبل انطلاق الامتحانات، تعهد رئيس قطاع التعليم العام بالوزارة، ورئيس امتحانات الثانوية العامة، الدكتور رضا حجازي، بالسيطرة على عملية تسريب الامتحانات ووقف الغش نهائيا، مشددا- خلال تصريحات صحفية- على أنه تم استبعاد جميع اللجان التي شهدت أعمال غش، منبهاً إلى أن الوزارة لن تسجن أي طالب ولكن سيتم إلغاء الامتحانات لمن يقوم بالغش لمدة عام أو عامين.

«حجازي» أكد أيضا أن حيازة «الموبايل» داخل اللجان جريمة وتم تغليظ عقوبة الغش والمساعدة فيه بالسجن من 3 -7 سنوات، معلنا في القوت نفسه تشكيل لجنة لإدارة الأزمات خلال الامتحانات، وغرف عمليات فى كل مديرية تكون على تواصل دائم بالوزارة، وزيادة أعداد التأمين، والتعاون مع الأجهزة الأمنية، ومنها جهاز الأمن الوطني، لمكافحة الغش.

رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب، الدكتور جمال شيحة، هو الآخر، أكد حينها أن الدولة ستتواجد بقوة في امتحانات الثانية العامة بجميع أجهزتها، متوقعا أن يقضي «البوكليت»، على مشكلات الأعوام الماضية.

شيحة قال- في تصريحات صحفية وقتها، أن الغش الإلكترونى سيكون صعباً بسبب كثرة الأسئلة كما أن الوقت يكفى للإجابة فقط، ومن غير الوارد خروج أي أسئلة قبل بدء الامتحان حيث لا يوجد فراغ زمني يسمح بذلك، لافتاً إلى أن المظروفات التي تضم «البوكليت» سيتم فتحها داخل اللجان، بينما في الماضي كانت هناك ساعة بين فتح مظروفات الورق وبين تسلم الطالب لها.

شاومينج «عاطل»

ورغم أن الجميع توقع أن تفشل الوزارة في مكافحة عملية تسريب الامتحانات والقضاء على الغش الإلكتروني، إلا أن وزارة التعليم خالفت كل التوقعات ونجحت بامتياز- مقارنة بالأعوام السابقة- في توجيه ضربة قاسمة إلى صفحات الغش الإلكتروني، لتحصل على إشادة البرلمان وحتى عديد من أوائل الثانوية العامة.

واعتبر مجدي أمين، مدير المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن «تطبيق البوكليت هو جزء من تطوير نظام الثانوية العامة، معلنًا عن نجاحه في القضاء على تسريب الامتحانات وظاهرة الغش الإلكتروني، مضيفًا: «وكان هذا الهدف من تطبيق البوكليت، فالبوكليت ليس بفكرة جديدة، ولكنه مطبق في العديد من دول العالم».

 

وأضاف «أمين»: «استخدمنا الأجهزة المخصصة للتصحيح الإلكتروني، وهي غير باهظة الثمن وبالتالي لن تكلف الوزارة الكثير»، مؤكدًا أنه أثناء دراسة المركز لتطبيق نظام «البوكليت»، تم إجراء دراسات علي عدة محافظات عشوائية، وتم أخذ رأي طلاب وأولياء أمور فيه، متابعا: البوكليت هو أفضل طريقة للامتحانات في الوقت الراهن».