التونسيون يحتفلون بانتصار جديد علي الإخوان .. والأحزاب تشيد بتكليف " بودن " بتشكيل الحكومة
الأربعاء، 29 سبتمبر 2021 10:00 م
وجه الرئيس التونسي ضربة قاصمة للإخوان وأجنداتها، وصفها متابعون بالتاريخية، بعدما كلف نجلاء بودن بتشكيل الحكومة في خطوة تأتي ضمن سياق رحلة إنقاذ بدأها الرئيس لتجاوز مخلفات حكم الإخوان منذ سنة 2011.
هذا التعيين رحبت به أحزاب سياسية ومنظمات نسوية واعتبرته "ضربة أخرى تتلقاها منظومة الأخونة والفساد والإرهاب والعمالة"، فيما اعتبرت حركة النهضة الإخوانية "حكومة نجلاء بودن غير شرعية".
وأكدت حركة "مشروع تونس"، ضرورة أن "تكون الحكومة المقبلة مصغرة العدد، ويقع اختيار أعضائها بناء على الكفاءة العالية، حتى تكون قادرة على القيام بالاصلاحات الضرورية لتجاوز الأزمة الاقتصادية بتونس".
ودعت الحركة في بيان الأربعاء، إلى "ضرورة التسريع في فتح ملفات الفساد والإرهاب والاغتيالات والتهريب بكل جدية وإحالتها إلى القضاء، وكذلك قرارات محكمة المحاسبات ذات الصلة بالانتخابات والتمويل غير المشروع للأحزاب والانتخابات، وإنفاذ القانون على الجميع دون استثناء، حتى لا تتواصل سياسة الإفلات من العقاب، ولا تبقى محاربة الفساد مجرد شعارات".
وجددت الحركة، تبنيها شعارات 25 يوليو/تموز الشعبية لإنقاذ البلاد من الأخطار المحدقة بها على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، وانخراطها في الخط الشعبي والوطني داخل مسار 25 يوليو تموز، لإنهاء منظومة حكم 2014، مذكرة بأنها "كانت أول من نادى بتغيير دستور 2014 والذهاب إلى الجمهورية الثالثة".
كما رحب "حزب الأمل"، بتولي نجلاء بودن رئاسة الحكومة التونسية، مؤكداً أنه "فخرٌ للتونسيين وأمر يعزز ويتوج المسيرة التحررية للمرأة التونسية".
وأكد الحزب، في بيان الأربعاء، أن "هذا الاختيار لا يجب أن يحجب مقياسي الكفاءة والمقدرة القيادية الذين يتقدمان كل المقاييس الأخرى في الميدان السياسي"، مشيراً إلى أن "تكليف نجلاء بودن لم يكن موضوع تشاور مع المكونات السياسية والمدنية، في ظرف تعرف فيه تونس أزمة للشرعية الدستورية وتوقفا لعمل مؤسسات الدولة" .
كما اعتبر رئيس حزب الإئتلاف الوطني التونسي ناجي جلول، أن تكليف امرأة بتشكيل الحكومة من قبل الرئيس قيس سعيد، أمر جيد جدّا نظرا لمكانتها في المجتمع التونسي.
وأوضح جلول "توجه رئيس الجمهورية إلى اختيار الذكاء التونسي والجامعة التونسية خاصة وأنها متمرسة في وزارة التعليم العالي، اختيار ممتاز"، متمنيا لها النجاح "لأن في ذلك نجاح لتونس" وفق قوله.
كما أكد الأمين العام للتيار الشعبي محمد زهير حمدي، أن تعيين أول امرأة تونسية على رأس الحكومة، خطوة مهمة على درب تحقيق مطالب الشعب وضربة أخرى تلقتها منظومة الأخونة والفساد والإرهاب والعمالة، وفق تعبيره .
وقال حمدي في تدوينة نشرها على حسابه بـ"فيسبوك"، إن"رئيسة الحكومة ذات مستوى علمي مرموق وخريجة أكبر المدارس العالمية، ومعروفة بالجدية ونظافة اليد، وهما صفاتان مطلوبتان في هذه المرحلة، وكونها مرأة فهذا سبق تونسي محمود ومهم جدا".
وأضاف: "نتمنى أن يكون كل الفريق الحكومي بنفس الكفاءة والنظافة والأهم هو البرنامج الذي ستعتمده لإخراج البلاد من الأزمة في مرحلة صعبة للغاية في تاريخ تونس".
بدورها، أكدت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي، أن تعيين امرأة في منصب رئاسة الحكومة هو بمثابة بعث رسالة للداخل والخارج بأن هناك إرادة سياسية تؤمن بقدرات المرأة وكفاءتها وأنه لدينا قيادات تؤمن بالمساواة التامة بين المرأة والرجل .
وأضافت:"مرة أخرى، تونس تضرب المثل في مجال تشريك المرأة في مواقع القرار".
وبودن هي أكاديمية وخبيرة في الجيولوجيا، وصاحبة شبكة علاقات واسعة بالدوائر المالية العالمية، تتقدم اليوم مشروع سعيد لإنقاذ البلاد من أزمات أشعلها حكم الإخوان على مدى سنوات.
ملفات ثقيلة ستواجهها رئيسة الحكومة الجديدة خاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، فيما يجمع خبراء على أن تعيينها في هذا الظرف بالذات ستكون له تداعيات إيجابية على مسار القطع مع المنظومة الإخوانية.