الاستقالات تضرب إخوان تونس.. الغنوشي يلملم أوراقه ويفشل في احتواء الأزمة
السبت، 25 سبتمبر 2021 09:00 م
تتآكل حركة النهضة الإخوانية في تونس، في ظل حركة استقالات كبيرة، نتيجة لسياساتها التي تسببت لها في أزمة في الساحة وعزلها الرئيس التونسي والشعب.
وتسببت سياسات الإخوان "احتكار السلطة" والتمكين التي سيطرت على قيادات وأعضاء الحركة، في حالة سخط شعبي دفعت بالرئيس التونسي قيس سعيد في تجنيبهم عن الساحة ومراكز صناعة القرار.
يقول مراقبون، إن الاستقالات الجماعية من حركة النهضة، جاءت على خلفية فشلهم في الإصلاح من الداخل، الأمر الذي فاقم من "العزلة السياسية" للحركة، وهو أمر كان متوقع، ففي سبتمبر من العام الماضي، وجه 100 قيادي رسالة إلى راشد الغنوشي طالبوه فيها بعدم الترشح لولاية ثالثة على رأس الحركة بمناسبة المؤتمر 11 للنهضة.
وتشهد حركة النهضة انقسامات داخلية، بين من مساندي الغنوشي ومعارضيه، والذين تفاقمت بينهم الأزمة داخل الحزب منذ ذلك التاريخ وهدد بعض أعضاء المكتب التنفيذي بالاستقالة، لكن هذه الضغوطات لم تؤثر في الغنوشي الذي واصل التفرد بالرأي وحل المكتب التنفيذي.
وتتسبب الانقسام داخل حركة النهضة في ظهور حزب سياسي جديد، يقوده أعضاء سابقون والمستقيلون من الحركة، ويقودهم سمير ديلو وعبد اللطيف المكي، وهم الذين كانوا مقربين من الغنوشي.
وبعيداً عن الانقسام لم تنجح تركيبة مكتب النهضة التنفيذي الجديد في نيل ثقة مجلس الشورى، صباح اليوم السبت، ورشح الغنوشي بعض الأسماء المقربة منه على غرار نور الدين البحيري وأحمد قعلول لعضوية المكتب التنفيذي.
وعلى الأرض، تواجه الحركة الإخوانية عزلة سياسية بعد النفق المظلم الذي أدخلت فيه تونس، وبدلاً من التوجه إلى التقييم ومراجعة سلوكها وسياساتها، بقيت في حالة إنكار متشبثة بسياسة لي الذراع، الأمر الذي نجم عنه تفاقم البطالة وتفشي الفساد، بينما ما يزال الغنوشي يقبض على رئاسة حركة النهضة ورئاسة البرلمان المجمد.