تفاصيل خسارة أردوغان لأكبر حلفائه بسبب قطر
الخميس، 07 مارس 2019 10:00 ص
يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يدرك أفعاله، فتصرفاته مقوضة بين ما يريد و خريطة أرض الواقع، مؤخرا خسر أحد حلفائه الكبار والذى كان كفيلا أن يحقق حلمه فى إنتاج أول طائره حربية محلية الصنع، بسبب تحالفه المشبوه مع قطر.
لقد عمل فريق تركي رفيع المستوى منذ عدة سنوات بالفعل لتطوير هذا المشروع الحلم مع مجموعة «رولز رويس بي إل سي» البريطانية، وهي ثالث أكبر شركة منتجة لمحركات الطائرات في العالم، وبالرغم من أن المحادثات بين الجانبين تطورت على مدار سنوات، لتطوير محرك للجيل الخامس من مقاتلة تركية من طراز «تي إف إكس»، فإن الإصرار التركي الغريب على إقحام وزارة الدفاع القطرية في المشروع، عبر شركة تمتلك الوزارة حصة كبيرة من أسهمها، أدى إلى تدميره حتى قبل أن يبدأ
الشركة البريطانية، بحسب ما ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، في تقرير نشرته كانت تسعى للتقدم بعطاء لتطوير المحرك بالتعاون مع مجموعة «كاليه» التركية للصناعات، لكنها قررت الانسحاب بسبب الخلافات المتعلقة بقطر مع الأتراك، بالإضافة إلى خلاف بشأن المشاركة في حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالمحرك المزمع تطويره.
الرئيس التركي كان متحمسا جدا بشأن هذا المشروع، وأراد الانتهاء من نموذج تجريبي من الطائرة لعرضه في الاحتفالات الضخمة المقررة في الذكرى المئوية لإعلان الجمهورية التركية عام 2023، واستمرت المفاوضات بين تركيا والشركة البريطانية لسنوات بشأن وضع خطة لتبادل الخبرات وحقوق الملكية الفكرية، لتصنيع محرك المقاتلة، ولكن يبدو أن حماسة أردوغان لم تكن قوية بما فيه الكفاية لوضع مستقبل بلاده العسكري أولا، قبل التحالف القطري، إذ دفع إصرار الأتراك على إقحام شركة «بي إم سي» للصناعات العسكرية شريكا في المشروع، إلى انهيار المحادثات العام الماضي، حيث أن وزارة الدفاع القطرية، من بين أكبر حملة الأسهم في هذه الشركة، جنبا إلى جنب مع رجل الأعمال التركي المقرب من أردوغان، إيكام سانجاك.
الدخول القطري على الخط أثار حفيظة "«رولز رويس» البريطانية التى أوضحت مرارا وتكرارا أنها غير راغبة في مشاركة حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها مع الشركة التركية التي تدخل قطر شريكا فيها، وقد بآت كل الجهود الساعية لإيجاد حل مقبول من الطرفين بالفشل، بسبب المخاوف البريطانية من تسرب التقنيات العسكرية الخاصة بها إلى قطر شكلت السبب الأهم لتراجعها عن المشاركة في المشروع ، قالت الصحيفة البريطانية إن عثمان دور، الرئيس التنفيذي لـ"بي إم سي باور"، وهي شركة تابعة لـ"بي إم سي" تشارك في جهود تطوير الجيل الخامس من المقاتلة التركية.
تركيا سعت لطمأنة الجانب البريطاني، بأن كل حقوق الملكية الفكرية التي سيتم الحصول عليها في إطار هذا المشروع ستبقى في تركيا"، وستظل في حوزة حكومتها وليس أي طرف آخر، لكن يبدو أن هذه الوعود لم تعمل على إزالة مخاوف الشركة البريطانية، إذ قال مسؤولون فيها إن المجموعة "قلصت اهتمامها بالمشروع بدرجة كبيرة" وأسندت بالفعل مشروعات أخرى إلى عدد من المسؤولين الذين كانوا مكلفين بهذا الملف.