3 رسائل سعودية حملها «فورميلا إي الدرعية 2018» إلى العالم.. تعرف عليها

الأحد، 16 ديسمبر 2018 08:00 م
3 رسائل سعودية حملها «فورميلا إي الدرعية 2018» إلى العالم.. تعرف عليها
المحلل السياسي والباحث السعودي، عماد المديفر
شيريهان المنيري

شهدت المملكة العربية السعودية خلال الـ3 الأيام الماضية حدث رياضي كبير نجح في تحقيق أهداف مختلفة اتساقًا مع رؤية السعودية الطموحة 2030، التي تهدف إلى الانفتاح والتقدم وتحقيق التنمية في مجالات مختلفة في مقدمتها السياحة.

السعودية احتضنت في الفترة من 13 – 15 ديسمبر الجاري سباق «الفورميلا إي الدرعية 2018» والتي تشهدها أكبر شوارع أمريكا واليابان وفرنسا.

وحضر تلك الفعالية الرياضية بالمملكة حوالي 40 ألف متفرج من جنسيات متعددة، حيث أوضحت الهيئة العامة للرياضة السعودية بحسب موقع «سبق» السعودي أن توقيعها شراكة مع «فورميلا إي» يعكس التزام المملكة بتحقيق أحد أهم ركائز رؤية المملكة 2030، ألا وهي القطاع السياحي.

جانب من فورميلا اي
 

الخبير الاقتصادي السعودي، فضل البوعينين لفت في مقال له بعنوان «فورمولا الدرعية» إلى أن البطولات العالمية يمكن استخدامها كأداة من أدوات الدبلوماسية الناعمة، ومن ثم يمكن للمملكة التسويق لها عالميًا من خلال هذه الفعالية مثل «الفورميلا إي»، موضحًا أن اختيار الدرعية لقيامها على أرضها، يحمل رسائل ذات أبعاد ثقافية على المستويين المحلي والدولي، حيث اعتماد منظمة اليونسكو لها، وقال: «كل إضافة لمواقع المملكة الثقافية والتاريخية على قائمة اليونسكو يعني اهتمامًا أكثر بها، وتعزيزًا لمكانتها الثقافية العالمية، وهو ما نحتاجه بشكل مُلح».

وفنّد المحلل السياسي والباحث السعودي، عماد المديفر في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» الرسائل التي هدفت إليها السعودية من خلال احتضانها لهذه الفعالية، موضحًا أنهم 3 رسائل، الأولى هي رسالة الموضوع.. حيث الحدث هو السباق الدولي الأول على مستوى العالم المعني بالسيارات التي تستخدم الكهرباء كمصدر للطاقة، وفي ذلك إشارة إلى دعم المملكة لصناعة وترويج السيارات النظيفة التي تستخدم الكهرباء بديلًا عن البنزين أو الديزل، وبالتالي الإسهام في الحفاظ على نظافة البيئة، مشيرًا إلى أن المملكة أضحت أحد أكبر المستثمرين في صناعة سيارات (تسلا) الكهربائية.

أما الرسالة الثانية فهي رسالة المكان.. حيث الدرعية؛ عاصمة الدولة السعودية الأولى، بكل ما تحمله من إرث تاريخي عريق، حيث أقيم السباق حول آثار الدرعية القديمة بكل ما تحمله من دلالات، تلك العاصمة التي شهدت قيام الدولة السعودية الأولى قبل أكثر من 3 قرون على يد الإمام محمد بن سعود وتحالفه الشهير مع العالم الجليل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، هذا الحلف الذي قام بعكس ما تروج له الدعايات المغرضة من أعداء الدعوة الإصلاحية قام على الإصلاح والتجديد، ونشر العلم والوسطية والتقدم والحضارة، ومكافحة الجهل والتخلف والبدعة التي كانت تنتشر باسم الدين والدين منها براء، على حد تعبيره.

وقال في تصريحاته لـ«صوت الأمة»: «لذلك يصاحب فعاليات الفورميلا إي عروض ثقافية وتراثية وفولكلورية تحكي عظمة هذا المكان وتاريخه ورمزيته، وعظمة هذا الإنسان السعودي، الذي وبعد أن دمرت قوى الشر والتخلف والرجعية والإرهاب المتمثّلة في ذلك الزمان بالإمبراطورية الظلامية الدكتاتورية العثمانية، استطاعت أن تقوم مرة ثانية وثالثة أكثر تلألؤًا وإشعاعًا؛ حاملة على عاتقها مرة أخرى دعوى الإصلاح ونشر العلم والوسطية ومكافحة التخلف والرجعية والتطرف والإرهاب والظلام الذي أراد أن ينتشر باسم الدين والدين منه براء، وهذه المرة قامت دعوة الإصلاح على يد المجدد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، فيما بادت تلك الدولة العثمانية وذهبت إلى مزبلة التاريخ الأسود إلى غير رجعة».

حضور محمد بن سلمان
 

وبالنسبة للرسالة الثالثة والأخيرة، فقال «المديفر»: «هي رسالة الزمان، ورسالة رؤيتنا للمستقبل، ورؤية المملكة 2030، ورسالة الإنفتاح على التنويع الحقيقي لمصادر الدخل، وتفعيل برامج السياحة والترفيه الراقي الغني بالثقافة والتاريخ والآثار والتراث، فلم يكن هذا الحدث في موسمه الخامس مجرد حدث رياضي عالمي، بل أضحى حدثًا تاريخيًا وثقافيًا وفنيًا عالمي، إلى جانب شقه الرياضي الأساسي، والذي أيضًا رأينا المرأة السعودية تسهم فيه بفاعلية جنبًا إلى جنب الرجل السعودي».

حضور محمد بن زايد
 

وأضاف رؤيته بـ«لا أرى فعاليات فورميلا إي فقط؛ بل أرى معها قصة المملكة العربية السعودية من بداية تاريخها لحاضرها ومستقبلها أيضًا، ولتصبح هذه الفعالية أداة من أدوات توظيف قوانا الناعمة، بكل ما تحمله من قيم عظيمة، ودلالات عميقة، وتاريخ مجيد.. ومع نجاحنا في توقيع تنظيم 10 مواسم قادمة لهذه الفعالية الرياضية العالمية، آخذين بالاعتبار أن هذا الموسم لم يكن سوى البداية فقط، فإنني أتوقع بأن تكون المواسم القادمة أكثر تنوعًا وإبهارًا وإمتاعًا، ولتسجل هذه الفعالية ضمن أبرز الفعاليات في روزنامة السياحة الثقافية والرياضية والفنية العالمية».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة