سياسيون سعوديون لـ«صوت الأمة»: الكيان الموحد يواجه الإرهاب ويعزز أمن المنطقة
الخميس، 13 ديسمبر 2018 06:00 م
قرار يحمل الكثير من الدلالات والأبعاد الاستراتيجية والأمنية التي تهم المنطقة العربية برمتها، وخاصة ما يخص جانب أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر والمرور بمضيق باب المندب، ومواجهة إرهاب النظام الإيراني بما يهدد أمن واستقرار المنطقة.
وأعلنت السعودية الأربعاء عن الاتفاق على فكرة تأسيس كيان للدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن (السعودية ومصر والسودان والصومال وجيبوتي واليمن والأردن).
المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي يوضح أن هذا الإعلان يُعد استمرارًا للمشروع السعودي الهادف لتقوية وحماية الأمن القومي العربي وأيضًا لحماية المصالح الاستراتيجية للمملكة إضافة إلى ما يمثله البحر الأحمر من أهمية بالغة كونه ممرًا وشريانًا للتجارة الدولية والاقتصاد العالمي، حيث يربط بين 3 قارات، كانت أهدافًا محققة أمام السعودية وأشقائها المشاطئين للبحر الأحمر لإقرار إنشاء كيان في حوض البحر الأحمر وخليج عدن، ما من شأنه المساهمة في تعزيز الأوضاع الأمنية والاقتصادية والبيئية للمنطقة، على حد تعبيره.
وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «يسهم هذا الكيان الموحد في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى إيجاد تناغم في التنمية بين الدول في هذه المنطقة الحساسة، والإسهام في منع أي قوى خارجية دولية أو إقليمية من التأثير في هذا الحوض العربي، وتؤمن السعودية بأن الاقتصاد أصبح يقود قاطرة العلاقات بين الدول، وأن السياسة أصبحت تسخر لخدمة الاقتصاد، وبناء الشراكات كفيل بجني أرباح متبادلة وتقريب الدول من بعضها البعض لخدمة شعوبها».
وأضاف «آل عاتي»: «في هذا التكتل الجديد نرى سبيلًا لتحقيق تنسيق أمني يؤمن الممرات المائية في البحر الأحمر الذي يمر عبره 4 ملايين برميل نفط وما لا يقل عن 25 سفينة خلال العام وما يوازي 20% من التجارة العالمية وأكثر من مليار دولار كسلع تجارية».
وتابع بأن «من شأن هذا الكيان الجديد أن يحمي مصالح الدول الـ7 من تدخلات إقليمية كتركيا وإيران أو من القوى الدولية التي أنشأت قواعد عسكرية دائمة في الصومال وجيبوتي تمثل تواجدها تهديدًا محدقًا لسيادة وحرية التنقلات البينية».
من جانبه أكد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام بالسعودية، الدكتور عبدالله العساف على أن تشكيل مثل هذا الكيان يُعد أمرًا في غاية الأهمية، له أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية وأيضًا بيئية.
وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «هذا الإعلان أتي في وقت هام جدًا وحساس لأن العالم لا ينظر إلى الدول الصغيرة أو الدول المنفردة كما ينظر إلى الكيانات المتكتلة والمهمة، ومثل هذا الكيان سيكون قراراته قوية تكمل فيه الدول المتوحدة بعضها البعض بما يُشكل حزامًا أمنيًا لتطويق البحر الأحمر سواء كونه ممر التجارة الذي يمر به اليوم نسبة كبيرة من التجارة العالمية، أو بيئيًا حيث حمايته من زراعة الألغام، إلى جانب عوائد اقتصادية متوقع أن تعود بالفائدة على الجميع».
وأضاف «العساف» أن «حماية الممر الملاحي ستكون مسؤولية هذه الدول المتشاطئة أي مسؤولية جماعية ومتضامنة للحفاظ على أمن هذا الشريان الحيوي وألا ينفذ منها أسلحة أو مقاتلين وما إلى ذلك، كما سيتم تضييق الخناق على عمليات الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات وغسيل الأموال وغيرها من الأضرار التي يمكن أن تضر أمن وتنمية هذه الدول المشتركة بالكيان».
في هذا السياق أشاد وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش بهذا الاتفاق، وقال عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر صباح الخميس: «الجهود السعودية لضمان الاستقرار والتعاون في منطقة البحر الأحمر ملهمة، والمبادرة في حد ذاتها نجاح دبلوماسي لدول المنطقة تقوده الرياض بجهد وحرفية، هذا التطور الواعد يعزز السلام والازدهار في المنطقة».