الإساءة إلى السعودية.. «CNN» على غرار الجزيرة: لماذا الآن؟

نجاح أحاط بفعاليات القمة الخليجية والتي عُقدت في دورتها الـ39 بالعاصمة السعودية، الرياض أمس الأحد. وانتهت القمة بنتائج لافتي ترحيبًا في الأوساط العربية ولاسيما الخليجية حيث التأكيد على ضرورة وحدة الصفّ الخليجي لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة، وأهمية العمل على مكافحة ومحاربة الإرهاب، والتصدي للتهديدات اللإيرانية وتدخلات طهران في شؤون دول المنطقة. إضافة إلى التأكيد على ضرورة وقف الحملات الإعلامية المسيئة التي تعمل على شقّ الصفّ العربي، في إشارة إلى ممارسات النظام القطري في حق الدول العربية وبالأخص المملكة العربية السعودية.

ولكن يبدو أن قطر وعلى الرغم من إرسالها مندوبًا لتمثيل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في القمة الخليجية، أرادت أن تؤكد على استمرار نهجها المُعادي لأشقاءها ورفضها العودة إلى محيطها الخليجي، حيث أخذ الإعلام القطري وبالأخص روافد شبكة الجزيرة في بثّ مواد إعلامية تسئ إلى المملكة العربية السعودية. ولم يتوقف الأمر عند حد الإعلام القطري المُعلن هويته، فقد انتهجت شبكة CNN الأمريكية السياسة ذاتها، ونشرت خبرًا تناقلته عن وسائل الإعلام المختلفة في مقدمتها القطرية والإخوانية زاعمًا عم مصدر لم تُسمِه الحصول على تفاصيل جديدة حول مقتل الإعلامي والمواطن السعودي جمال خاشقجي وكلماته الأخيرة قبيل مقتله.

 

هذه التغطية يتضح تزامنها مع انتهاء فعاليات القمة الخليجية، ومشاركة قادة دول مجلس التعاون الخيلجي عدا قطر للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان فعاليات إفتتاح حي الطريف التاريخي، ما عكس مزيد من الأجواء الإيجابية واللحمة الوطنية بين قادة المملكة والإمارات والبحرين وسلطنة عُمان.

 

في هذا الخصوص قال أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام بالسعودية، الدكتور عبدالله العساف في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «في تقديري نشر سي إن إن مثل هذا الخبر الآن وبعد انتهاء القمة الخيلجية بنجاح فهناك مسارين هامين يجب الوقوف عليهما، ألا وهما أن هذه المؤسسة العريقة العجوز قد أفلست وليس لديها مادة إعلامية تسوقها إلى العالم، والآخر هو أن لديها أجندة خبيثة تحاول فيها الإساءة إلى السعودية، ومرة أخرى الرئيس ترامب فهي تلمزه عن طريق لمز أكبر وأقرب الحلفاء له في الشرق الأوسط».

وأضاف هناك نجاحات للقمة فأرادت السي إن إن أو من يقف وراءها التشويش على هذا النجاح وصرف الأنظار وإعادة توجيه الأنظار مرة أخرى إلى قضية جمال خاشقجي بعد أن كادت تموت، ويبدو أنهم  يريدون التشويش على انجاز المملكة الكبير حول هذه القمة الخليجية في دروتها الـ39، والذي أعاد وبعثّ الحياة لمجلس التعاون وجدد الثقة في هذا الكيان والمنظومة الكبيرة التي كان يتشوق البعض إلى أنها قد ماتت أو في طريقها لمفارقة الحياة».

 

وأشار «العساف» إلى أهمية رسالة أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حول ضرورة وقف الحملات الإعلامية، وقال: «أعتقد أن بعض القوى ربما الإقليمية هي التي تقف وراء مثل هذا الخبر، هذا إلى جانب ما نشرته بالأمس الجزيرة بعد هذه الدعوة، فقد رأيتها تعرض برنامجًا عن السعودية تسئ فيه إلى السعودية والأمير محمد بن سلمان، وكأن قطر تريد أن تؤكد مرة أخرى على أنها تسير في الاتجاه المعاكس لمسار مجلس التعاون الخليجي».