لمناكفة السعودية.. هكذا استغلت تركيا و«الإخوان» صلاة الغائب على «خاشقجي» (فيديو)
الجمعة، 16 نوفمبر 2018 03:00 م
يرى عدد من المتابعين أن إعلان النيابة العامة السعودية بشأن قضية مقتل الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي جاء بمثابة صفعة لأعداء المملكة العربية السعودية، لما تميز به من صراحة وشفافية من خلال التأكيد على أن المتورطين سيلاقون عقابهم بالقانون مهما كانوا.
وفور البيان بساعات قليلة (الخميس) أعلن صلاح جمال خاشقجي أحد أبناء المواطن السعودي الذي تم قتله بالقنصلية السعودية لدى إسطنبول، استقبالهم لعزاء والده بمدينة جدة من الجمعة إلى الأحد المقبل بمنزل الفقيد، ويعقبه عزاء السيدات في المكان ذاته من يوم الأثنين إلى الأربعاء المقبل.
أيضًا أقيمت صلاة الغائب على «خاشقجي» بعد صلاة الفجر في المسجد النبوي الشريف، وصلاة الجمعة في الحرم المكي. ذلك الأمر الذي لاقي ترحيبًا كبيرًا من قبل الخليجيين وبالأخص السعوديين منهم لما حمله من دلالات تعكس سياسات القيادة السعودية وتضامنهم مع حقوق مواطني المملكة دائمًا.
إقامة صلاة الغائب على جمال_خاشقجي في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بحضور نجلهhttps://t.co/B2ecveL7TU pic.twitter.com/RKZ2HaJNkc
— معلومات مباشر (@mubasher) November 16, 2018
وتداول عدد من المشاركين في الصلاة بالسعودية إلى جانب حسابات إخبارية سعودية عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر، صورًا ومقاطع فيديو من فعاليات صلاة الغائب، التي حضرها صلاح خاشقجي في الحرمين المكي والنبوي، بعد عودته من أمريكا التي كان قد زارها لأيام.
الجدير بالذكر أن تركيا قررت إقامة صلاة الغائب على المواطن السعودي الراحل تزامنًا مع المملكة العربية السعودية، مع تغطية الحدث على نطاق واسع وملحوظ من خلال وسائل الإعلام التركية، ونظيرتها القطرية، ما أثار التساؤلات حول استمرار تركيا وقطر استغلال القضية وتسييسها.
الآلاف يؤدون صلاة الغائب على الصحفي السعودي الشهيد #جمال_خاشقجي بمسجد الفاتح في مدينة إسطنبول التركية#خاشقجي pic.twitter.com/seeyZIHpu2
— صحيفة العرب (@AlArab_Qatar) November 16, 2018
ويرى أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام بالسعودية، الدكتور عبدالله العساف أن صلاة الغائب التي تمت في الحرمين الشريفين لها دلالات كبيرة جدًا تعكس أن السعودية قيادة وشعبًا يرفضان ذلك العمل الإجرامي، وأيضًا مدى التعاطف مع ما جرى لـ«خاشقجي».
واستنكر إعلان إسطنبول إقامة صلاة غائب تزامنًا مع نظيرتها في السعودية، قائلًا في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «يبدو أن البعض يحاول إعادة القضية إلى الواجهة بعد إعلان النيابة العامة أمس عن ملابسات الحادث بكل شفافية؛ فلماذا تقيم تركيا صلاة الغائب اليوم مع تغطيتها الإعلامية بهذا الحجم! أعتقد أن القصد هو مناكفة ومزاحمة السعودية في كل عمل إنساني تقدمه لمواطنيها، وها هي تركيا تقيم صلاة الغائب على المواطن السعودي وتقوم بتغطية الحدث إعلاميًا في محاولة لتشويه هذا المنجز الحضاري والإسلامي للمملكة».
عبدالله العساف
وأضاف «العساف» أن «هذه الصلاة والتي حضرها أبناء خاشقجي تعني أيضًا أن ملف القضية تم إغلاقه ببيان النيابة العامة، كما أنها قطعت الطريق هلى جميع المتاجرين ومن يحاول الاستثمار في هذا الملف سواء من قوى إقليمية أو دولية، والتي قطعت السعودية عليهم الطريق وأفسدت مخططاتهم لإستثمار هذا الملف اقتصاديًا وسياسيًا إلى جانب محاولة النيلّ من المملكة».
اقرأ أيضًا: الإعلام التركي والقطري يستهدفان المملكة.. هذا ما قاله «الجبير» عن قضية «خاشقجي»
وتساءل «كم من قضية تمت في العالم ولم يتوصل إلى الفاعلين، ولكن في السعودية في حوالي 4 أسابيع تم تضييق الدائرة حول المتورطين وتم الإعلان عنهم أمام العالم أجمع دون مواربة.. هذه هي السعودية واضحة وشفافة، ولم تتبنى سوى الرأي الحقيقي الذي يحمي مواطنيها في المقام الأول بما يُعبر عن مرتكزات السعودية بصفتها دولة إسلامية أولًا، وصفتها عالميًا حيث العمل وفق مقتضيات القانون الدولي».
فهد ديباجي
من جانبه قال المحلل السياسي السعودي، فهد ديباجي: «أن ما شهدته السعودية اليوم يعكس أن المملكة تعاملت مع خاشقجي على أنه ابن من أبناءها له ما لكل أبناء هذا الوطن الغالي الذين يصلى عليهم يوميًا في كل الصلوات في الحرمين الشريفيين»، مضيفًا أن «بإقامة الصلاة على الفقيد أرادت السعودية أن تؤكد للعالم أنه اسدل الستار على القضية، وأن مسارها هو القانون والقضاء، والعدل هو مسارها القادم، بينما أرادت تركيا من إقامة صلاة الغائب المتاجرة بشكل أكبر بدم خاشقجي والتأكيد على أنها ستستمر في المتاجرة إلى ما لا نهاية في هذا الشأن، بهدف تسييس القضية وتأليب الرأي العام العالمي ضد السعودية، كما فعلت منذ بدء القضية، فهي لا تريد إغلاق ملف القضية لإستغلاله».
أيمن نور وعمرو دراج وحمدي زوبع وتوران قشلاقجي
الإخوان في صلاة الغائب
وربما تعكس مشاركة قيادات وعناصر تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية في المشاركة في صلاة الغائب على جمال خاشقجي، التي أقيمت في إسطنبول؛ أهداف حلف أعداء المنطقة والمؤيدون لتوجهات جماعة الإخوان الإرهابية في بث الفتن وإشعالها في المنطقة.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة، شلعان الشلعان (الخميس) عن المطالبة بقتل من أمر بجريمة قتل خاشقجي ومن نفّذها وعددهم 5 أشخاص، لافتًا إلى أنه تم توجيه التهم إلى 11 شخصًا من الموقوفين في قضية مقتل جمال خاشقجي وعددهم 21، وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم مع المطالبة بقتل من أمر وباشر الجريمة منهم وعددهم 5 أشخاص وإيقاع العقوبات الشرعية على البقية، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية، واس.
ليعقبه مؤتمر صحفي لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير يؤكد من خلاله على نزاهة التحقيقات بشأن قضية مقتل الإعلامي والمواطن السعودي، لافتًا إلى أن التحقيقات لازالت مستمرة، وقال: «مرتكبو جريمة خاشقجي أفراد تخطوا حدود مسؤولياتهم وستتم محاسبتهم، والنائب العام مازال في انتظار الحصول على المزيد من الأدلة من الجانب التركي». كما انتقد السياسة الإعلامية القطرية ونظيرتها التركية في التعامل مع هذه القضية، قائلًا: «الإعلام التركي والقطري يمارس حملة شرسة ضد المملكة، ونعالج هذه القضية عبر القضاء»، لافتًا إلى طلب السلطات السعودية من نظيرتها التركية التعاون في هذا الشأن فيما أنهم لم يتلقوا منها الردّ.