هل تنجح موسكو في رفع العقوبات عن إيران؟.. روسيا تضع حلا وإيران تتخوف من الجميع

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018 10:00 ص
هل تنجح موسكو في رفع العقوبات عن إيران؟.. روسيا تضع حلا وإيران تتخوف من الجميع
الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

نشر مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، عرضا بحثيا، بعنوان «معادلة صعبة: هل تستطيع موسكو مقايضة نفوذ إيران في سوريا بالعقوبات؟»، يناقش العلاقة بين موسكو وطهران، وكيفية استغلالها من قبل الكرملين لتحقيق أهداف ومكاسب تحديدا في سوريا.

 

المركز البحثي، قال إن روسيا في المرحلة الحالية تحاول مواصلة تفاهماتها السياسية والأمنية مع الأطراف الرئيسية المنخرطة في الصراع السوري، بمستويات وأنماط مختلفة، لحل الأزمة، لكن المشكلة الأساسية التي تواجهها في هذا السياق تتمثل في تشابك وتناقض مصالح تلك الأطراف، على نحو يفرض خيارات محدودة أمامها ولا يتيح لها هامشًا واسعًا من الحركة، بل إنه يتسبب، في بعض الأحيان، في توتر علاقاتها.

 

وفق مراقبون  فإن روسيا تعتمد استراتيجيات جديدة في التعامل مع الأطراف المتصارعة، لكنها كشفت عن بعضها مؤخرا، يضيف المركز أنه قبل اللقاء الذي قد يجمع الرئيسين الروسي فيلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة العشرين التي ستعقد في الأرجنتين يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر 2018، والخاصة بالوصول إلى مقايضة بين إنهاء نفوذ إيران في سوريا مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب

 

بحسب المركز فإن تلك المحاولة تواجه عقبات عديدة لا تبدو هينة، في ظل تباين رؤية الأطراف المختلفة لأهداف وتداعيات تلك العقوبات، باعتبار أن إيران لن تقبل ذلك بسهولة، خاصة أنها استنزفت موارد مالية وبشرية غير محدودة حتى قبل اندلاع الصراع في سوريا في عام 2011، من أجل ترسيخ هذا الوجود ووضع عراقيل عديدة أمام الجهود التي تبذل للقضاء عليه أو احتواءه.

 

وأرجع المركز الصعوبات أيضًا إلى أن إيران لن تبيع حلفاءها في سوريا، فالقبول بتلك المقايضة معناه توجيه ضربة قوية للنظام السوري وحزب الله، باعتبار أن إيران هي المصدر الرئيسي للدعم المالي والعسكري، بما يعني أن إنهاء وجودها في سوريا سيؤدي إلى وقف هذا الدعم، وبالتالي إضعاف قدراتهم العسكرية في مواجهة الأطراف المناوئة لهم.

حزب الله اللبناني
حزب الله اللبناني

 

إضافة إلى أن هذا الخيار سيفرض تداعيات مباشرة على الميليشيات الطائفية التي قامت إيران بتكوينها وتدريبها ليس فقط لمساعدة النظام السوري، في مواجهة خصومه، وإنما أيضًا لتعزيز جهود إيران في تكريس نفوذها العسكري على الأرض.

 

كذلك تفضل إيران «التريثْ» في التعامل مع الإدارة الأمريكية في المرحلة الحالية، إلى حين تهيئة ظروف أكثر توافقًا مع مصالحها، إضافة لكونها مصرة على تحدى العقوبات الأمريكية، وترى أن لديها من الآليات ما يمكن أن يساعدها في مواجهة تلك العقوبات، رغم تداعياتها القوية على الساحة الداخلية، بشكل يمكن أن يدفعها إلى تأجيل خيار التفاوض أو الوصول إلى صفقات مع الإدارة الأمريكية حتى تتمكن من تعزيز موقعها التفاوضي لتقديم أقل قدر من التنازلات لواشنطن.

 

وأشار المركز إلى أن إيران تبدي شكوكًا في إمكانية الوصول إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية الحالية، حيث ترى أن انسحابها من هذا الاتفاق هو احتمال وارد بقوة على غرار موقفها من الاتفاق النووي الحالي، فوزير خارجيتها محمد جواد ظريف أعلن في السابق أنه لا داعي لأي اتفاقات أخرى دون وجود ضمانات بعدم الرجوع عن أي اتفاق يتم التوصل إليه.

 

محمد جواد ظريف
محمد جواد ظريف

 

وأوضح المركز أن هذه الشكوك الإيرانية تمتد أيضًا إلى روسيا، فرغم التعاون الوثيق بين الطرفين سواء في الملف النووي أو السوري، فإن إيران باتت تبدى قلقًا واضحًا إزاء السياسة التي تتبناها موسكو في سوريا، خاصة بعد تغير توازنات القوى العسكرية لصالح النظام السوري.

 

وفي رؤية طهران، فإنه بعد تعزيز موقع النظام السوري تراجع رهان موسكو على الوجود العسكري الإيراني داخل سوريا، باعتبار أنه لم يعد هناك داعٍ لبقاء القسم الأكبر من القوات والميلشيات التابعة لإيران طالما أن النظام السوري تمكن من استعادة مساحة كبيرة من الأراضي السورية بالتوازي مع تراجع قدرة القوى المناوئة له على إسقاطه أو تهديد بقاءه في السلطة.

 

وتستند إيران في هذا الصدد إلى التفاهمات المستمرة التي تتوصل إليها روسيا مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وترى أن الهدف الأساسي منها ليس تحجيم نفوذ إيران على الأرض فحسب، رغم أهمية ذلك بالطبع، وإنما تكريس نفوذ روسيا على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية، بل وربما الاجتماعية أيضًا، باعتبار أنها الطرف الرئيسي الذي يتحكم في مقاليد الأمور داخل سوريا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق