عقوبات ترامب تصل الشارع.. هل تُطيح احتجاجات زيادة البطالة بالنظام الإيراني؟
الأربعاء، 21 نوفمبر 2018 08:00 م
الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران تضرب عصب الاقتصاد الإيراني فى مقتل، وتكشف عن مدى هشاشة النظام في مواجهته مع عقوبات الرئيس الأمريكي ترامب، فالشركات الإنتاجية الإيرانية تفشل في مواصلة عملياتها الأمر الذي وصل إلى حد العجز عن دفع أجور العمال بل وصل إلى تسريح الآلاف منهم وانهيار اقتصادي ينذر بزيادة معدلات التضخم والبطالة.
اقرأ أيضا: التعدين حيلة إيرانية جديدة للوقوف ضد العقوبات الأمريكية
عقوبات ترامب وأزمة البطالة في إيران
وهذه الأوضاع دفعت العمال الإيرانيين المهددين بالفصل من أعمالهم وعدم الحصول على رواتبهم بالتظاهر تنديدا بفساد النظام الإيراني وفشله في إدارة أمور الدولة، وارتفاع أرقام مؤشرات اقتصادية سوداء ترتفع معها التوقعات باتساع رقعة التظاهرات في طول البلاد وعرضها، جراء زيادة معدلات نسب البطالة في طهران.
احتجاجات فى طهران
لغة الأرقام تكشف أن آلاف العمال خسروا وظائفهم والأرجح أن أعداد أكبر سوف تنضم لصفوف العاطلين مع فقدان قرب المليون شخص وظائفهم: بسبب تأثير العقوبات الاقتصادية خلال العام الحالي، وسيضاف هؤلاء إلى طوابير العاطلين الذين يبلغ عددهم 3 ملايين شخص، وتبلغ نسبة البطالة حاليا أكثر من 12% كما تصل البطالة إلى أعلى مستوياتها بين الشباب بنسبة 25%، مما يزيد من تحرك الشارع ضد النظام الإيراني ويضرب استقراره.
اقرأ أيضا: هل ترضخ إيران لنجدة اقتصادها؟.. تسريح العمال يصيب نظام الملالي بالرعب
ومن المؤكد أن أثر العقوبات الأمريكية على إيران انتقل من دوائر الأرقام والموازنات المالية والمناورات السياسية إلى التأثير على المواطنين في الشارع، وحين يصل الأثر إلى رجل الشارع يصعب على أي نظام أن يكذب أو يتجمل، فلم يعد يستطيع النظام أن يخفي إصابة العقوبات مناخ الأعمال بالإحباط وعشرات الشركات والمصانع الصغيرة والمتوسطة اضطرت لإغلاق خطوط إنتاجها وتسريح عمالها.
تفاقم الأزمة فى إيران
وأدت العقوبات الأمريكية الأخيرة لزيادة أسعار المواد الخام المستوردة وبالتالي عجزت الشركات عن مواصلة عملها مع تراجع سعر الريال الإيراني، ويري أصحاب شركات ورجال الأعمال أن العقوبات وتخبط السياسات النقدية لإيران ستخلق المزيد من الصعوبات أمام استمرار ونمو أعمالهم.
اقرأ أيضا: مساعي إيرانية لتقوية العلاقات الاقتصادية مع العراق.. واشنطن لن تسمح لتلك الأسباب
وخير مثال على معاناة سوق الاستثمار الإيراني أن شركات كبرى في مجالات النسيج وصناعة السيارات وقطع الغيار تعيد تقييم وضعها الاقتصادي الان، وقد تغلق أبوابها قريبا مع ارتفاع الأسعار وتسرح موظفيها مع وقف الطلب ووجود عمالة لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها المادية تجاههم.
العنف ضد المتظاهرين فى ايران
ومع توقع صندوق النقد الدولي انكماش اقتصاد إيران بنسبة 1.5% هذا العام وسيتفاقم معدل الانكماش ليصل لـ3.6% العام المقبل، ستكون هذه المعدلات السلبية للأداء الاقتصادي المحرك لزيادة اندلاع موجات احتجاج في إيران مستمرة منذ ما يقرب من عام، ويتوقع مسئولين زيادة الاحتجاجات مع ارتفاع معدلات البطالة والتضخم وتحذير من ردة فعل المستوى الشعبي مع استمرار ارتفاع معدلات البطالة.
اقرأ أيضا: سقوط أطماع إيران على باب المندب.. هكذا ردت اليمن على تهديد الملاحة في البحر الأحمر
وخرج مئات العمال في مدينة الأحواز بمحافظة خوزستان جنوب غربي إيران، أمس الثلاثاء، في مظاهرات حاشدة احتجاجا على الفساد وقمع النظام، والمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة منذ أشهر عدة، وقال ناشطون إن شوارع الأحواز شهدت "مظاهرات واحتجاجات واسعة لعمال وموظفي المدينة" ذات الأغلبية العربية، حيث احتشدوا أمام "البنك الوطني الإيراني" مؤكدين أنه مركز الفساد.