المصالح تتصالح.. كيف تستغل إيران "القاعدة وداعش" لتنفيذ مخططها في المنطقة؟
الخميس، 15 نوفمبر 2018 04:00 ص
يحمل النظام الإيراني تاريخا كبيرا من العلاقة مع التنظيمات المتطرفة على اختلاف توجهاتها، وتشمل تلك العلاقة تقديم كل أشكال الدعم لهذه التنظيمات تدريبيا وتسليحا وتمويلا، ومع الوقت تتكشف تفاصيل جديدة عن علاقات إيران مع الكيانات الإرهابية الدولية إذ عمل النظام الإيراني على مدى سنوات لدعم هذه التنظيمات من أجل خدمة ممارساتها في المنطقة.
ويسير النظام الإيراني في كل الطرق ومع كافة التيارات الإرهابية ولا يعرف في علاقته مع هذه التنظيمات سوى الوصول لتحقيق مخططاته الخبيثة في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتأتي على رأس هذه العلاقات التعاون مع التنظيمين الأبرز للإرهاب في المنطقة وهما داعش والقاعدة.
إيران وتنظيم القاعدة
الارتباط بين طهران وتنظيم القاعدة جاء على عدة مراحل، المرحلة الأولى: كانت عام 2001 عندما سهلت إيران مرور عناصر القاعدة عبر الأراضي الإيرانية الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر الإرهابية ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
اسامة بن لادن زعيم القاعدة
المرحلة الثانية: كانت في بداية عام 2002 حينما استقبلت إيران مئات العناصر من تنظيم القاعدة بعد فرارهم من ضربات قوات التحالف في أفغانستان، ومن أبرز عناصر القاعدة الذين استقبلتهم إيران في هذا التوقيت أبو الخير المصري الذي كان مسئولا عن العلاقات الخارجية للتنظيم، إضافة إلى سيف العدل الرئيس السابق للعمليات العسكرية بتنظيم القاعدة.
اقرأ أيضاً: عناد طهران عرض مستمر.. 3 صواريخ إيرانية تهدد دول المنطقة وقلب آسيا وأوروبا
المرحلة الثالثة: انطلقت بعد غزو العراق عام 2003 إذ منحت إيران اللجوء للعديد من قيادات تنظيم القاعدة وعائلاتهم في إيران، أما في العام 2004 فكشفت وثائق حصلت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية عن اقتراح إيراني على بعض عناصر القاعدة الجدد بالتدرب في معسكرات لمليشيات حزب الله فى لبنان من أجل مهاجمة مصالح أمريكية.
على خامنئى مرشد الثورة الايرانية
وفي عام 2004 أيضا سعت إيران إلى التواصل مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن لوقف هجمات أبو مصعب الزرقاوي ضد بعض المجموعات الموالية لإيران في العراق.
اقرأ أيضاً: حزب الله في المصيدة الأمريكية.. هل تتأثر لبنان بالعقوبات ضد إيران؟
إيران وتنظيم داعش
لا تقتصر علاقة إيران على تنظيم القاعدة ولكن امتدت لتنظيم داعش الإرهابي، فقدت كشفت تقارير عن وجود معسكرات تدريب لعناصر التنظيم الأبرز تطرفًا في المنطقة داخل إيران قبل نقلهم إلى أفغانستان، كما تنشط شبكات تحت ستار الجمعيات الخيرية لاستقطاب الشباب في بعض الدول بهدف ربطهم بمنصات تجنيد الإرهابيين في إيران.
ابو بكر البغدادى زعيم داعش
اقرأ أيضاً: إيران تتعلق بـ«قشة النجاة».. الاتحاد الأوروبي ينقذ طهران من عقوبات ترامب أم يخذلها؟
ويتضح من تاريخ العلاقات الإيرانية مع التنظيمات الإرهابية وأهمها القاعدة وداعش وجود طرف ثالث مستمر في المعادلة وهو الولايات المتحدة الأمريكية، وسعي النظام الإيراني الحثيث إلى دعم واحتواء كل تنظيم يهاجم أمريكا ويحبط مخططاتها في المنطقة ويستنزف قواتها في الشرق الأوسط.