بينما تتمادى قطر في تطوير علاقتها بإيران أكثر من أي وقت مضى، بعد قطع الرباعي العربي مصر والسعودية والإمارت العلاقات معها، وقعت في الوقت الراهن في مأزق كبير، وذلك مع دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ، حيث أصبحت بين خيارين أما السير على الخطى الأمريكي وذلك بإنهاء كافة العلاقات التجارية مع طهران أو الاستمرار في التعاون مع نظام الملالي.
وأظهر تحالف الدوحة مع نظام الملالي بطهران في الفترة الأخيرة، مدى انحطاط القيادة القطرية وتأمرها على أشقائها بالخليج، بشكل أصبحت فيه العلاقات الإيرانية القطرية التي كانت سرية معلنة ويمدح كل منهما الآخر في العلن، فماذا سيحدث بعد العقوبات الأمريكية المفروضة على الحليف الإيراني.
وتناولت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، تأثير العوقبات الأمريكية على طهران على العلاقات القطرية الإيرانية في تقريرها اليوم الاثنين، مشيرة أن قطر أصبحت في مأزق بعد دخول الحزمة الثانية من العقوبات حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، والتي تشمل فرض عقوبات ضد الشركات، التي تدير الموانئ الإيرانية، إلى جانب الشركات العاملة في الشحن البحري وصناعة السفن، بجانب فرض عقوبات شاملة على قطاع الطاقة الإيراني والبنك المركزي وتعاملاته المالية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سبق أن وعد بأن بلاده لن تتعامل مع أولئك الذين يعملون مع طهران، قائلًا في أغسطس الماضي على تويتر في إشارة إلى الحزمة الثانية من العقوبات: «هذه هي العقوبات الأشد على الإطلاق، ستصل في نوفمبر إلى مستوى أعلى. كل من يجري معاملات مع إيران لن يتعامل مع الولايات المتحدة. أطلب السلام العالمي، لا أقل من ذلك».
وتوطدت العلاقات القطرية الإيرانية في الفترة الأخيرة، لاسيما مع مقاطعة الرباعي العربي للدوحة على خلفية دعمها للإرهاب، مشيرة صحيفة فاينشيال تايمز أن التجارة بين قطر وإيران، نمت بشكل متزايد خلال الفترة الماضية؛ حيث حافظ الطريق بين ميناء بوشهر والدوحة على إمدادات متدفقة طوال تلك المدة، كما استخدمت قطر المجال الجوي الإيراني لتسيير رحلات المسافرين.
وقالت فايننشال تايمز إن العقوبات الأمريكية تعقد الوضع بالنسبة لقطر، فمن ناحية هى مقرًا لقاعدة العديد الأمريكية وتشترك في نفس الوقت مع إيران في حقل غاز الشمال، الأمر الذي سيكون عليها أن تختار الجهة التي تعمل معها مستقبلًا إما إيران أو الولايات المتحدة، مؤكدة أنها على قطر أن تدرك جيدًا مخاطر الانتقام الإيراني، حال انضمامها إلى حملة المقاطعة الأمريكية ضد طهران، والعقبات التي قد تنتج من استمرارها في هذا التحالف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد تفتح إيران بحسب صحيفة فاينشال تايمز الخلافات القديمة مع الدوحة المتعلقة باحتياطيات حقل غاز الشمال وفقًا للتسمية القطرية، وحقل فارس الجنوبي وفقًا للتسمية الإيرانية، والذي يقع على الحدود البحرية بين البلدين.