العقوبات الأمريكية ليست كافية بعد: إيران تواصل ضخ النفط في «جيوب المرتزقة»
الأحد، 18 نوفمبر 2018 02:00 م
على ما يبدو أن إيران تريد حربًا دائرة في سوريا برغم العقوبات الإقتصادية الأخيرة التي فرضتها عليها الولايات المُتحدة الأمريكية وعلى شراء النفط الإيراني، لتنفيذ مطالب ترامب مقابل وقف العقوبات التي كان أهمها «وقف تدخل إيران عسكريًا في سوريا».. إيران تسعى إلى اشعال حروب الشيعة في المنطقة، باستخدام ميليشيات تطوعية مثل الباسيج من أجل إظهار القوة والتأثير في الدفاع عن مصالحها القومية.
تًقدم الميليشيات خيارات اقتصادية بديلة لوكالات المخابرات في طهران، كما تساعد في عمليات الاستخبارات، ومكافحة الإرهاب، والردع، وتنمية الدعم الشعبي للنظام، وتسمح لطهران حماية أمنها وتعزيز تأثيرها وتجنبها تدخلات الولايات المتحدة. في إعتقاد منها أنه يصبح من الصعب على الولايات المتحدة مواجهة تلك الميليشيات عسكريًا واقتصاديًا.
كيف يصعب على الولايات المتحدة مواجهة تضخم الخطر الإيراني؟
عسكريًا.. قد يصعب مواجهة الخطر الإيراني، فهم عادةً ما يستخدمون طُرق غير تقليدية في الحرب، أما اقتصاديًا؛ فبسبب شبكات تمويلهم الخفية. خلال الأسابيع القليلة الماضية، صعّدت إدارة ترامب من موقفها تجاه دور إيران المزعزع لأمن الشرق الأوسط. وقال مستشار الأمن القومي جون بولتون إن الولايات المتحدة ستبقى في سوريا طالما ظلت القوات الإيرانية هناك، بما في ذلك الوكلاء والميليشيات التابعة لها. وشكل هذا التصريح نقلة نوعية في سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا.
وصعدّت أمريكا من حملتها للضغط الاقتصادي على إيران، عبر إنهاء اتفاقية عام 1955 التي وضعت مجموعة من الاستثناءات على منتجات معينة في العقوبات على إيران. كما حذرت الإدارة الأمريكية من أنها بصدد وضع عقوبات صارمة أكثر، بعد بدء تطبيق المرحلة الثانية من العقوبات في نوفمبر الحالي. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت فعلًا مجموعة من العقوبات، مُستهدفة 174 فرد وكيان تابع لإيران، في محاولة لإجبار البلاد على التخلي عن نشاطاتها الإقليمية. ولكن دون جدوى.
الباسيج.. دعامة أمن إيران وأذرعه في سوريا
قوات الباسيج.. منظمة تطوعية شبه عسكرية تعمل بواسطة الحرس الثوري الإيراني. وتعمل كإحدى أهم القوات التابعة للأمن الداخلي في إيران، وكقوات مساندة على الأرض للقوات السورية التي يجري توجيهها بواسطة الحرس الثوري، الذي يقوم بإدارة العمليات خارج إيران. منذ عام 2015 على الأقل، بدأت قوات الباسيج بتدريب المقاتلين وتجنيدهم في إيران من أجل نشرهم في سوريا عند الحاجة.
في مايو 2015، ذكرت تقارير أن مزيدًا من المتطوعين في الباسيج ينضمون إلى القوات في سوريا، أكثر من أي وقت مضى. وتختلف التقديرات حول أعدادهم في سوريا، لكن الخبراء قدروا العدد في 2015 بـ7 آلاف مقاتل ضمن الحرس الثوري، بالتركيز على دور الباسيج المتزايد خلال تلك الفترة في سوريا.
وإضافة إلى الإيرانيين، توظف الباسيج مقاتلين أفغانًا من الذين هاجروا إلى إيران سابقًا، بما في ذلك أطفال تحت سن 14 سنة، وهو ما يُعرف لديهم باسم «لواء فاطميون»، الذي يعمل تحت إمرة الحرس الثوري.
وبحسب صحف إعلامية إيرانية، يعمل ما بين 10 إلى 20 ألف مقاتل أفغاني لحساب الأسد، بعد تحفيزات بالحصول على إقامة قانونية في إيران. وجرى الإبلاغ عن 255 قتيل من هذا اللواء، بين 2012 ومارس 2016.. أما مُقاتلي باكستان، تقوم الباسيج بتوظيف مقاتلين باكستانيين في مجموعة تحمل اسم «لواء زينبيون»، التي تعمل هي الأخرى لحساب الحرس الثوري.
قوات الباسيج تُجند ميليشيات أفغان وباكستان يعملون لصالح الحرس الثوري في سوريا وبغداد
بعد النجاحات التي حققتها إيران في لبنان من خلال قوات «الباسيج»، تتّبع نموذج حزب الله في لبنان ولكن مع سوريا، أي من خلال العمل مع الميليشيات المحلية في سوريا، لتوفير الخدمات الأمنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لتوفير الدعم لأنشطتها.
كما تعمل قوات الباسيج مع الميليشيات العراقية الموالية لإيران، بالإضافة إلى تكوين شبكة من المقاتلين الأفغان والباكستان. حتى بات من الواضح أن الميليشيات الأجنبية المدعومة من إيران تحاول فرض أجندات طهران في المنطقة.
هل تمويل الباسيج الخارجي يُعفيه من العقوبات الأمريكية؟
في 16 أكتوبر الماضي، فرضت وزارة الخزينة الأمريكية عقوبات على شبكة تجارية متعددة المليارات، ترتبط بعلاقة مع قوات الباسيج، القوات شبه العسكرية التي يعتقد بأنها تقوم بتجنيد الأطفال لصالح قوات الحرس الثوري، من أجل مساندة بشار الأسد في سوريا- وفقًا لمجلة ناشيونال إنتريست الأمريكية.. وعلى الفور أعلنت طهران أن هذا التصرف بمثابة «انتقام أعمى» يعوق قُدرة الشعب على الإستفادة من العلاقات الاقتصادية الدولية.. وبحسب وزارة الخزينة، فإن قوات الباسيج توظف شركات وهمية من أجل التغطية على نشاطاتها الحقيقية، بما في ذلك شركات السيارات والمناجم والمعادن والصناعات المصرفية.
في الواقع، يمكن القول بأن الباسيج والحرس الثوري معزولان عن العقوبات لأن تمويلاتهما تأتي من الخارج. وبالإضافة إلى الميزانية التي تقدمها الدولة لهما التي وصلت إلى 7.65 مليار دولار في السنة المالية 2017، يحصل الحرس الثوري والباسيج على تمويل من مؤسسات مالية مثل بنك ميهر اقتصاد وبنك ميلات، الذيْن يعتقد بأن كل منهما يدفع مئات الملايين من الدولارات سنويًا، على شكل قروض وأرباح وائتمانات، هذا الأمر هو المصدر الأول للرفاهية والدعم لأعضاء قوات الباسيج.
أيدولوجية الباسيج الإيراني
يحمل بعض متطوعي الباسيج أيديولوجيات دينية.. يرى البعض أنفسهم أنهم محاربين باسم الشريعة الشيعية المقدسة، ضد التكفيريين، والتكفريين في نظرهم هم قادة الميليشيات السنة في العراق وسوريا، ومنهم لا يحمل أي أيدولوجية، لكن تُحركهم مُحفزات أخرى مثل كسب المكانة الاجتماعية والحصول على مقاعد مسؤولة، والوصول إلى مناصب حكومية والعلاج بميزات أفضل.