على طريقة «فنكوش مرسي».. أردوغان يعلن عن مشاريع جديدة خلال 100 يوم
السبت، 04 أغسطس 2018 07:00 م
ينكشف الوجه الحقيقي للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان مع مرور الشهور والأيام، وخاصة منذ بداية فترة ولايته الثانية، في يوليو الماضي.
ويحاول «أردوغان» عبر تصريحات وخطابات متوالية إرسال رسائل لطمأنة الشعب التركي، بسبب المرحلة الصعبة التي يمرون بها في ظل ما تشهد تركيا الآن من تراجع اقتصادي وإنهيار غير مسبوق لليرة التركية.
ولعل أحاديث «أردوغان» باتت تكشف بشكل واضح الصلة الوثيقة بين توجهاته وجماعة الإخوان الإرهابية، فقد بدأ في استخدام الشعارات نفسها، التي عانينا منها في فترة حكم جماعة الإخوان في مصر على مدار عام حتى نجح الشعب المصري بمساندة الجيش في الإطاحة بحكمهم في ثورة 30 يونيو من عام 2013.
وأعلن الرئيس التركي الحالم بلقب «الخليفة العثماني» الجمعة الماضية، خلال كلمة له بمركز المؤتمرات والثقافة الوطني بأنقرة، عن خطة وضعتها حكومته الجديدة تهدف إلى تنفيذ 1000 مشروع في فترة مدتها 100 يوم، إلى جانب عدة مشاريع اقتصادية وإصلاحات في المجال القضائي والدفاعي.
وعود «أردوغان» تأتي الآن وتذكرنا بـ«مشروع النهضة» للرئيس الإخواني المعزول، محمد مرسي، والذي قام في الأساس على فكرة الـ100 يوم، تلك المدة التي لم تشهد أي تقدم أو تحقيق أيًا مما نادي به «مرسي» من شعارات أثناء فترة حملته الإنتخابية وخلال الشهور الثلاث الأولى من توليه الرئاسة. إلى جانب حملة التأييد نفسها من قبل عناصر الجماعة الإرهابية وداعميهم عبر السوشيال ميديا.
ربما نشاهد الأتراك خلال الأسابيع القليلة المقبلة يدشنون مقياسًا لإنجازات «أردوغان»، على غرار «مرسي ميتر»، الذي أكد على فشل الرئيس الإخواني، وأكاذيبه وعدم تحقيقه لأي من الإنجازات التي كان يحاول إيهام الناس بها. وذلك بعد ما سبق ذكره من إنحدار في الأوضاع الإقتصادية التركية بحسب التقارير وآراء الخبراء الاقتصاديين.
في هذا الخصوص يرى الباحث والإعلامي السعودي، منصور الخميس أن الحل الأخير الذي وجده «أردوغان» بعد إتخاذ كافة الوسائل لتدارك الإنهيار التاريخي الذي يشهده الاقتصاد التركي وانخفاض العملة التركية إلى مستويات تقارب الـ5 ليرات للدولار الواحد؛ هو أن يلجأ إلى بيع الوهم للشعب التركي الذي بدأ يعيش حالة من الاحباط والتذمر، وحتى لا تنتقل الاحتجاجات الشعبية من إيران إلى تركيا.
وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن «ما يجعل الوعود غير منطقية هو هذا العدد الكبير من المشاريع التي أعلن عنها الرئيس التركي خلال فترة قصيرة جدًا، فلا يمكن للعقل أن يصدق ذلك، في الوقت الذي استغرقت بعض المشاريع في تركيا أكثر من 5 سنوات لتنفيذها».
وأضاف «الخميس» أن «أردوغان يكسب الوقت من هذا الإعلان ربما لحدث كبير ستشهده تركيا، وربما يعادل في أهميته مسرحية الإنقلاب التي اتضحت أهدافها من عدد الاعتقالات التي أعقبتها وجاءت لتثبيت حكمه الحالي»، لافتًا إلى اعتماد الرئيس التركي على آلة اعلامية ضخمة تسوق لمثل هذه الأوهام، التي باعها في اعلان أمام حشد من مؤيديه وبمساندة من بعض القنوات الإعلامية التي تخدم مصالح تركيا وجماعة الإخوان التي ترى في تركيا الدولة الحاضنة لأفكارهم الهدامة، وعلى رأس هذه القنوات قناة الجزيرة القطرية، وقنوات عربية أخرى تمولها قطر وتركيا وتبث من داخل أراضيها.
وتابع بأن «الشعب التركي لن يصدق هذه الوعود الخيالية، لكنه سيرضخ بقوة الأمن بعد أن تحولت تركيا إلى دولة بوليسية اُعتقِل فيها عدد كبير من السياسيين والإعلاميين المعارضين حتى يحافظ أردوغان على استمراريته في الرئاسة».