صوت الأمة تستطلع رأي النواب في الحكومة.. اللاحقون بقطار "الصفر"
الإثنين، 11 ديسمبر 2017 07:30 م
"خيبة الأمل راكبة جمل"..كان الوصف الأدق تعبيرًا عن حال وزراء حكومة المهندس شريف إسماعيل، وتحديدًا في حقائب وزارت "الثقافة والسياحة والآثار والنقل"، حسبما أظهرت نتائج استطلاع رأي الأمة للنواب عن أداء الحكومة.
وزير الثقافة..عامان من الفشل
حظي وزير الثقافة الكاتب حلمي النمنم، بأكبر نسب من التصويت السلبي "صفر" من جانب أعضاء البرلمان المشاركين في التصويت، والذين انحصرت آرائهم حول غياب دور وزارة الثقافة في مواجهة الفكر المتطرف، وتجديد دماء الكتب والمواد الثقافية المتعلقة بمحاربة الأفكار الشاذة والمتطرفة.
واتهم المشاركون في الاستطلاع "النمنم"، بأنه يفتقر إلى امتلاك أي سياسات فاعلة في إدارته للوزارة وقطاعاتها، في ظل وطن يعاني تحديات جسيمة، وتجاهله لتقديم أي جديد لجذب الفئة الشبابية وعدم عرضه أي منتجات تواكب تطور تفكيرهم، هذا إلى جانب قراراته المتخبطة التي تسببت في حالة استياء بين الأوساط الثقافية، والتي كان من بينها قراره بتجميد وحدة متابعة المشروعات، التي شكلها الوزير السابق عبد الواحد النبوي، من شباب الوزارة، بغرض متابعة المشروعات التى كانت متوقفة منذ سنوات عديدة.
ولم يكتفي النمنم عند هذا الحد، حيث أصدر قرارًا بوقف وحدة مكافحة الفساد، التي أنشئت لملاحقة وحصار الفساد الإداري والمالي داخل وزارته والقضاء عليه، فضلًا عن غضب الفنانين والنقاد، بعد قراره بزيادة عدد نسخ الأفلام الأجنبية، في ظل قلة عدد دور العرض السينمائية وما سينتج عنه من آثار سلبية على الفيلم المصري، إلى جانب التراجع الكبير الذي شهدته مسارح الدولة في ظل إغلاق العديد من المسارح الخاصة وضياع مسارح قصور الثقافة، وقرار اغتياله لمهرجان القاهرة الدولي لسينما وفنون الطفل، والذي أصدر قرارا بتأجيل دورته الـ23، بعد أن استمر على مدار 22 عامًا، وكان من أوائل المهرجانات التى ترعاها وزارة الثقافة المصرية.
وزير السياحة.. خرب بيوت الناس
لم يختلف حال وزير السياحة يحيى راشد، عن حال وزير الثقافة، إلا أنه حظي بالنسبة الأكبر في النقد من أعضاء مجلس النواب، بعد إخفاقه في انتشال حوالي 25 مليون أسرة من الضياع، تسببت فيها أزمة السياحة.
ووجه أعضاء البرلمان، انتقادات واسعة للوزير، واعتبروه إحدى دعائم انهيار صناعة سياحة، وحملوه مسؤلية تراجع نسبة أعداد الوفود السياحية في 2017 عن عام 2016، بعد أن كانت تحقق لمصر حوالي 14 مليار دولار سنويًا، إلى جانب تباطؤه في تنفيذ الأفكار الجادة لتنشيط السياحة.
بحسب النواب، أضف إلى ذلك فشله في اختيار قيادات السياحة وعدم معرفتهم بالمشكلات التي تعوقها، وحلها بالشكل الذي يعود بالنفع على السياحة المصرية بشكل عام، الأمر الذي أدى إلى تحمل الاقتصاد خسائر بلغت 80 مليار دولار، ولفتوا إلى أن الوزير يحيى راشد، لم يفعّل دور المجلس الأعلى للسياحة لمساعدته في التخطيط وتنفيذ استراتيجية سياحية حقيقية، بالتنسيق الكامل مع المحافظات السياحية والوزارات لضمان نجاح هذه الاستراتيجية.
وزير الآثار.. اكتشافات داخل الأدراج
رغم تعدد الاكتشافات الآثرية خلال فترة تولي خالد العناني وزير الآثار، إلا أنه لم ينل رضى أعضاء البرلمان، خاصة بعد الفضيحة التي وقعت خلال عملية نقل تمثال "المطرية"، ولجوء البعثة الآثرية إلى تكسير التمثال الآثري الضخم ونقله بطريقة بدائية على عربات نقل غير مخصصة لهذا الغرض، ولولا تدخل وزارة الدفاع لنقل التمثال على عربات مجهزة واستخدامها لآلات رفع حديثة، لكانت الكارثة أكبر بكثير.
وحصل الوزير خالد العناني على "صفر" في استطلاع رأي أعضاء مجلس النواب، بعد توجيههم اللوم له لفشله في عرض الاكتشافات الآثرية التي تم الكشف عنها طوال هذه الفترة واستغلالها في الترويج إلى مؤتمرات عالمية داخل مصر، وتفرغه للحديث عن ميزانية الوزارة وامكانياتها المحدودة.
وزير النقل.. كفاية حوادث
وأظهر استطلاع آراء أعضاء مجلس النواب، تراجع أسهم وزير النقل هشام عرفات، بعد إخفاقه في تحقيق أي انجاز يذكر في ملفات الحقيبة الوزارية، والتي كانت لها النصيب الأكبر من الكوارث في 2017، بعد تكرر حوادث القطارات والتي كانت آخرها حادث تصادم قطاري الأسكندرية بورسعيد، والذي أسفر عن وقوع نحو 60 قتيلا وجرح 120 أخرين، وهو ما شبهه النواب بمآساة قطار الصعيد التي وقعت في 2002.
فضلًا عن فشل الوزير في وضع حلول جزيرة لحوادث المزلقنات، وتنفيذ خطة قومية من شأنها القضاء عليها، إلى جانب عدم سعيه لتطوير منظومة القطارات وتعدد بلاغات وقضايا الفساد وإهدار المال العام بداخل هذا القطاع الحيوي، ولجوء وزير النقل إلى التصريحات الإعلامية الرنانة ومنها قرب البدء في إنشاء القطار المعلق، على الرغم من فشله في إصلاح منظومة قطارات السكة الحديد، وحمل أعضاء مجلس النواب، وزير النقل مسؤلية تكرار حوادث الطرق بعد فشله في الإسراع بوضع أسس وضوابط للحد منها