طاقة نور اسمها "ريم"
الجمعة، 15 يناير 2021 05:14 م
الحكمة تقول أن تضئ شمعة أفضل من أن تلعن الظلام، إلا أن الكثيرين مع الأسف أصبحوا يفضلون الشكوى واللعن ليس فقط للظلام بل للنور أيضا، أصبح الكثير لا يتقن سوى الرفض والاعتراض وإلقاء اللوم على الظروف أو على أي طرف، المهم أن لا يكون هو شخصيا الطرف الملام !
وفي وسط عتمة الليل ظهرت "ريم" طاقة نور تشع أمل بنت بلادي فخر مصر، ففي ظل إغلاق المدارس والظروف التي فرضت نفسها على الجميع، فكرت فتاة صغيرة تبلغ من العمر ١٢ عاما، جميلة القلب ومستنيرة الفكر أن تضيء شمعة وتساعد أبناء قريتها الصغار في التعلم، وبدأت تجمع الاطفال في الشارع في قريتها أتميدة بالدقهلية، وتُدرس لهم بدون مقابل.
الفتاة ريم ابنه قرية أتميدة بالدقهلية
عندما سمعت بما تقوم به تلك الجميلة، وشاهدت صور الأطفال يجلسون أمامها باهتمام وحب ورغبة في استيعاب ما تقوم بتدريسه لهم، انشرح صدري وسر خاطري واستطاعت تلك الصغيرة بث روح الأمل بداخلي وأعادت لي قناعتي إن الدنيا بخير.
تجربة تستحق التوقف عندها ومحاولة تعميمها للاستفادة من طاقة الشباب والأطفال في خدمة مجتمعاتهم بدلا من اهدارها في الجلوس على المقاهي واستخدام وسائل التكنولوجيا في اللهو فقط.
أتمنى أن تقوم الدولة بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني بعمل مبادرة تجمع بها الشباب الوطني الراغب في خدمة ومساعدة الآخرين من أبناء القرى والنجوع والمناطق الشعبية الغير قادرة كي يساعدوا في تثقيف أبناء مناطقهم، سواء بعمل جلسات للقراءة من كتب مفيدة في تعديل السلوك والارتقاء بالأخلاق وتعليم المبادئ والقيم، أو محو أمية من لم تسمح لهم الظروف الالتحاق بالمدارس، كما يستطيع كل متفوق في مادة أن ينقل علمه للآخرين ومساعدة الغير في استيعاب الدروس مجانا، وذلك بتجميعهم في مراكز الشباب أو الحقول أو الميادين العامة والأماكن المفتوحة بحسب ظروف كل منطقة.
إن مثل تلك المبادرة من وجهة نظري لها فوائد عدة فهي أولا تساعد في زيادة الثقافة والتعلم والارتقاء بالإنسان بين أبناء المناطق التي لا تحظى بالكثير من الفرص كغيرها وهو ما يحتاج إليه المجتمع ككل بشدة ، كما ستساعد الفكرة في الاستفادة من طاقة الشباب والقوة البشرية التي حبى الله بها مصر وتحويلها من قوة سلبية لقوة إيجابية، بالإضافة لأنها ستقوي روح العطاء والعمل والاجتهاد داخل المشاركين بدلا من الاستسلام للكسل والتراخي ولعن الظروف ، بالإضافة لأنها ستربط الشاب بوطنه ، وتشعره بقيمته في المجتمع ، فشعور الإنسان بأنه ذو قيمة وأن ما يقدمه مفيد للغير يزيد من ثقته بنفسه ويعزز من برغبته في تعلم المزيد للإفادة الأكبر.
أود من كل قلبي أن تجد الفكرة من يؤمن بها ويبدأ في تعميمها، وكلي يقين بأن عائدها سيكون كبير على الجميع، كما أني أثق تمام الثقة بأن لدينا من أبناء الوطن من هم على أتم استعداد للمشاركة والمساعدة في خدمة المجتمع.
وأقترح أن يطلق على المبادرة اسم "ريم "، فهل من مجيب؟