مسجل خطر!
السبت، 17 أكتوبر 2020 06:00 م
هل يقبل عاقل أن تقرر حديقة الحيوان إطلاق حيواناتها المفترسة من باب الرأفة بهم وسط المواطنين تصول وتجول؟..وبالطبع تعتدي على البشر بدلا من الإبقاء عليها في أقفاص محكمة الغلق؟.. بالطبع لا والسبب أنها خطر على البشر، ولأنها لا تفكر سوى في غرائزها مما سيؤدي بالطبع إلى تعديها على المواطنين وافتراسهم لإشباع تلك الغرائز.
هكذا هو حال من يعيشون وسط مجتمعنا ممن يطلق عليهم "مسجلين خطر"، حيوانات مفترسة على هيئة بشر.. نحن نعترف بأنهم خطر ونطلق لهم العنان للعيش وسط الأبرياء كي يمارسوا خطورتهم عليهم، يسرقون ويغتصبون ويتاجرون في المخدرات ويقتلون بنفس باردة لأنهم اعتادوا الإجرام ولا يهابون السجن باعتباره فترة استجمام يستريحون فيها ويحصلون على الطعام والشراب المجاني لشهور أو حتى سنوات، ثم يعودون لسيرتهم الأولى وجرائمهم في حق الأبرياء، بل أن منهم من يعتبر أن زيادة جرائمه وسام على صدره وإضافه لسيرته الذاتية، فكلما زادت أحكامه كلما ازدادت هيبته في القلوب، أضف إلى ذلك أن أغلب المسجلين خطر يعيشون تحت تأثير المخدرات لا يعي أي منهم تصرفاته ولا يعقلها ولا تهتز روحه لإزهاق حياة إنسان، كل ما يشغله هو المال الذي يحتاجه كي يحصل على "الكيف"، أو المرأة التي يراها أمامه فيستبيح عرضها دون أدنى شفقة أو إنسانية، لأن أمثال هؤلاء لا يصنفون كـ"إنسان" أصلا .
لذا أتمنى ويتمنى الشعب أجمع أن يضع أعضاء مجلس الشعب الموقر تعديل القوانين الجنائية بما يتناسب مع بشاعة الجرم وما يتناسب مع المستجدات المجتمعية والجرائم المتزايدة، حتى يكون هناك رادع قوي ومرعب يجعل الجاني يفكر ألف مرة قبل الإقدام على فعلته.
في تصوري أن أي مواطن لا يحق له العيش وسط المجتمع إن زادت جرائمه عن جريمتين، ففي الثالثة لابد ألا يرى المجتمع وجهه مرة أخرى، فجزاء المفسدين في الأرض يجب أن يكون حدا من حدود الله، وأن يطبق حد الحرابة على الجاني حال تكرار الجريمة ذاتها وقد قال تعالى في كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) صدق الله العظيم .
من وجهة نظري هناك حلان لا ثالث لهما إما الإعدام، أو النفي في الأرض بأن تقوم الدولة ببناء سجون كبيرة وسط الصحراء معزولة وبعيدة عن المجتمعات العمرانية وإنشاء مصانع ومزارع يبقى فيها هؤلاء الجناة مدى الحياة يعملون ويقدمون ما يفيد المجتمع، وهي تعتبر العقوبة الأرحم لهم.
فلا أظن أنا ولا غيري أن هناك أملا في إصلاح أمثال هؤلاء الوحوش ودمجهم في المجتمع مرة أخرى ، ولا تجوز عليهم الرحمة في مقابل القسوة على المواطنين الأبرياء الذين يرغبون في العيش في أمان.
أعتقد أنه مطلب شعبي يضاف للمطالب الشعبية التي تعلو بها أصوات المواطنين منذ زمن، آملين من كل مجلس جديد أن يضعها في الاعتبار.
وأعتقد أن الجريمة البشعة التي هزت المجتمع، والتي ارتكبت في حق فتاة المعادي مؤخرا من قبل مسجلين خطر أزهقا روحها البريئة وسط المارة من أجل سرقة حقيبتها تؤكد صحة كلامي أنه لا أمل في هؤلاء، فهل من مستجيب؟