اذبحوا منى فاروق!
الأربعاء، 19 فبراير 2020 04:28 م
اتحسس كلماتي، وأنا أكتب عن منى فاروق، فأنا أعلم أن كلماتي قد تتسبب في سيل من السباب والكلمات الجارحة التي قد تنال مني، ولكنها كلمة حق، قد توقفت في حلقي، ولا أتمكن من كتمانها أكثر.
(1)
قبل بضعة أشهر ظهرت أزمة منى فاروق، على الساحة، وهو ما استدعى استيقافها قانونيا، ومحاسبتها على جرم- من وجهة نظر المجتمع- وعقب فترة حسابها، أطلقت الشرطة سراح الفنانة الشابة منى فاروق.
وهو ما يؤكد براءة زمتها من الأفعال المشينة لها، خاصة وأنه رغم خطئها الجسيم إلا أنها في المقام الأول- وفي وجهة نظري الخاصة- غُرر بها، واستدرجت إلى الغلط. أعلم أنها ليست بفتاة صغيرة، وأنها مدركة لأفعالها كاملة، ولكن من يدري بظروفها آنذاك، وملابسات تلك الأفعال.
(2)
خرجت منى فاروق، من أزمتها- أو بمعنى أدق محبسها- وربما كانت تلك هي الخطوة الأولى لاندماجها في المجتمع من جديد، إلا أن أشخاص نفوسهم تتملكها الضعف، صنعوا هالة بأنها الفتاة سيئة السمعة ابتعدوا عنها فهي أداة الشيطان.
ربما كانت كلماتهم الرنانة التي تنال من منى فاروق- معتمدين على سقطة وقعت فيها- هي حق ولكن يراد منها باطل، فكم من كلمات رنانة أطلقت في الفضاء الإلكتروني، بغرض الحصول على أهداف دنيئة، وهو ما يعكس حجم ضعف وسوء النفوس لأشخاص بأعينهم.
(3)
قبل بضعة أيام خرجت منى فاروق، بفيديو جديد على صفحتها بإحدى مواقع التواصل الاجتماعي، ربما يعتقد البعض أن كلماتها رنانة مبالغ فيها- وهو شخوص لا يملكون قلب أو حسا للتفرقة بين الواقع والخيال- فكلمات منى فاروق تمثل واقع أليم تعيشه النجمة الشابة.
منى فاروق، تكلمت عن أزمتها وأعلنت توبتها وأكدت أنها أخطأت ولكنها تبحث عن فرصة لتندمج في المجتمع من جديد، ولكن بشرف بعيدا عن السير في طريق السوء، حتى وإن كانت تلك الفرصة بعيدا عن الفن، ولكن المجتمع لا يسمح لها.
حالة الضيق التي أصابت منى فاروق، وقد أوصلتها للتفكير في الانتحار، تؤكد مدى سوء النوايا، الذي دفع فتاة يافعة للتفكير في الانتحار، خاصة وأنها لم تعد تتحمل ما تمر به، من تضيق عليها في العمل والحياة- على حد وصفها.
(4)
أعلم أن كلماتي قد تحملني الدخول في حرب شعواء ليس لي فيها ناقة ولا جمل، ولكن حقيقة الأمر تؤكد أن منى فاروق فتاة قوية، قابلت السوء طوال الفترة الماضية، بصدر رحب على أمل أن يتغير، ولكن القدر يرفض أن يمنحها فرصة جديد- أو بمعنى أدق منحها القدر الفرصة، ولكن البشر يبخلون عليها.
«كل بني آدم خطاء، وخير الخطّائين التوابون».. وهذا هو حال الدنيا وما وصلت إليه منى فاروق، ولكننا نرفض توبتها على الرغم من أننا جميعا «خطائين»، لذلك أتوجه بدعوة الجميع أن يرحموا عزيز قوم- منى فاروق.
ومن يعتقد أن منى فاروق تحتاج إلى عقاب، وأنها يجب أن ترجم، عليه أن يراجع نفسه، وينظر إلى أفعاله، مرارا وتكرارا، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.
أما الفنانة الشابة، منى فاروق، فاعتقد أنك أصبحت حالة رمزية قد يتطلع إليها الجميع مستقبلا، حتى يعودوا إلى صوابهم والابتعاد بخطاياهم التي لا يعلمها إلا الله، لذلك تمسكي بالواقع الذي تعيشينه، وأعلمي أنك لست بمفردك في حرب الإقصاء من الحياة.