سوريا في القلب.. ومازلت مصر السيف والدرع
الأربعاء، 09 أكتوبر 2019 07:20 م
«ارتدى حلة الشيطان وجلس يتأمل في مخططه الإجرامي، منتظرا اللحظة الحاسمة لينقض كذئب هائج على فريسته العاجزة».. هكذا نرى جميع رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، الذي أدعى كذبا أنه يسعى لنجدة تركيا، وفي باطنه كان يخفي دوافعه الدنيئة الهادفة للقضاء على الأكراد، والسيطرة على موارد سوريا من الغاز.
لعل التدخل- أو بمعنى أحرى وأدق دق طبول الحرب في سوريا- أظهر العديد من الوجوه القبيحة لدكتاتور تركيا، وعصابته التي تضم جماعة الإخوان الإرهابية، والتي تدعي كذبا تدينها ودفاعها على الدماء في العالم، وإعلام دويلة قطر الهادف لبث رسالة الدم والتحريض والدفاع عن أصحاب المصالح المشتركة.
بدأت القصة بإعلان توقيت التخطيط للهجوم، والذي تزامن مع ذكرى حرب (6 أكتوبر) المصرية السورية، والتي شهدت تحرر الدولتين، لتعيد إلى الأذهان مشاهد متقطعة ومتفرقة للعيان، ورسالة مفادها، أن حربكم فشلت وأن الاحتلال قادما لا محال.
الهجوم التركي على سوريا، له العديد من الجوانب التي تحتاج إلى التفنيد، ولا يمكن أن يتم استعراضها في مقالة واحدة، ولكن ما يلفت الانتباه هو الدور المصري، وتسجيله الاعتراض والتأكيد على أن الأمر لن يمر مرور الكرام.
فخلال القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس السيسي، مع رئيسي اليونان وقبرص، الذي أقيم (الثلاثاء)، أكد الرئيس، أن الممارسات أحادية الجانب تضر بمصالح دول شرق المتوسط، وقال: «لقد أكدنا في اجتماعاتنا أن حالة الاضطراب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تمثل تهديدا للفرص المتاحة أمام دول الإقليم، وتحرم شعوبها من أهم حق من حقوق الإنسان، وهو الحق في الحياة الآمنة، فضلا عن تعطيل تلك الشعوب عن اللحاق بركب التقدم والتنمية، وخلق أزمات جديدة في مجتمعاتهم، وتصدير تبعاتها إلى خارج المنطقة، مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية وما يرتبط بها من جريمة منظمة واتجار بالبشر».
وتابع: «وأكدنا أن تحقيق الأمن والاستقرار، يمثل أولوية إستراتيجية بالنسبة لنا جميعا، تستدعي التكاتف من أجل الحفاظ عليها وتأمينها، وبدونه لا يمكن أن نجني ثمار آلية التعاون الثلاثي. وجددنا دعمنا في هذا السياق للجهود التي تقوم بها الحكومة القبرصية من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية القبرصية، استنادا إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة»، وهو ما يعد إشارة واضحة لرفض الرئيس عبد الفتاح السيسي، للاعتداء السافر من الجانب التركي، على درع مصر، سوريا الآبية، التي كانت وستظل مقبرة للطغاة والمحتلين، وقد تتحول إلى مقبرة للديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان.
كلمات الرئيس لم تكن محض رسائل، تطلق في الهواء، فعق اعتداء تركيا (الأربعاء) على سوريا، خرجت وزارة الخارجية المصرية، ببيان، ربما كان الأول، يؤكد إدانة مصر، ورفضها التام للاعتداء على سوريا، ولافتا إلى أن مصر لن تتوقف وتدع الأمر دون قرار، يخص حماية السوريين، فقد ذكر البيان، إدانة مصر العدوان التركي على الأراضي السورية. وقال بيان وزارة الخارجية، إن تلك الخطوة تُمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالاً للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي.
وأكد البيان على مسئولية المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، في التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يُهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أية مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء «هندسة ديمغرافية» لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا، محذراً من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية أو مسار العملية السياسية في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، مشيراً إلى أن مصر دعت لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تلك التطورات وسُبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.