رسالة للطقس: «عايز أيه؟»
الثلاثاء، 01 مايو 2018 08:11 م
كعادتي كل يوم، استيقظت في الوقت الذي حددته مبكرا عن موعد نزولي من المنزل بنحو نصف ساعة، تلكأت قليل.. وخرجت إلى شرفة منزلي المتواضع، ووجدت أن الجو معتدل- طقس ربيعي كان نفسي أعيش فيه فترة أطول- قررت أن أتخلص من بعض ملابس، وارتدي الملابس الصيفية التي تناسب الطقس الممتع والمعتاد عليها في مصر.
ربما الطقس كان السبب في تملك رغبة مني بأن أتجول وأسير في الطرقات، مستمتعا بطقس غاب عنا فترة طويلة، فطوال فترة الصيف لم أشعر بأن الطقس الذي أعيشه طقس شتاء، وهو ما دفعني للتفكير أن الصيف سيكون عبارة عن بركان نار على أرض الكنانة.
تلاعبت الأفكار في رأسي وراودتني كثيرا، حتى أنني كنت أفكر أن أحصل على إجازة من عملي، وأسافر إلى إحدى البلدان الساحلية لاستمتع بالطقس الرائع أمام مياه البحر الساحرة- فما أجمل من طقس رائع ومياه البحر والوجه الحسن- إلا أن الرياح دائما ما تأتي بما لا تشتهي السفن.
كنت جالسا على حاسوبي، أتدبر شئون عملي، وفجأة بدأ جميع الزملاء يؤكدون أن الطقس تغير وأن السيول تضرب مصر، لم أصدق الأمر في البداية وبدأت أنظر من نافذة صالة التحرير هل ما أراه حقا، هل تغرق المياه حقا طرقات وشوارع القاهرة.
وفي الوقت الذي كنت التفت للنظر فيها، تلألأت الغيوم في السماء، بأنوار «البرق»، الذي صاحبه صوت «الرعد»، مبشرا بطقس أسوأ ينتظر أن يضرب القاهرة.. سويعات قليلة وتوقفت مياه الأمطار، وأحمد المولى عز وجل، أن المنطقة التي أعيش بها لم تغرق، وهو ما جعلني استعيد أفكار في السفر مرة أخرى، خاصة وأن الطقس كان معتدل.
لن أطيل الأمر، فعلى الرغم من المطر التي أغرقت البلاد في اليوم التالي، إلا أن أفكاري داعبتني للسفر، خاصة وأن اليوم التالي للمطر، كان إجازتي الأسبوعية، ولكن سرعان ما تراجعت عن قراري، فقد أعلنت الأرصاد أن مصر تستعد لموجة من الأتربة- عاصفة ترابية- تغرق شوارع القاهرة.
ربما كان ما سبق هو حال الكثير وليس حالي وحدي، وربما هو ما دفع البعض لاعتقادهم أن طقس مصر، يداعب أبناء أرض الكنانة، ويرفض الاستسلام للصيف.. ولكن كان السبب أيضا في طرح سؤال هاما: «هو الطقس عايز أيه؟».