ماجدة الصباحي تستجيب لـ «نداهة الموت» بعد 89 عاما
الخميس، 16 يناير 2020 04:58 م
"ندهها الموت فاستجابت له".. إنها الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى، والتى توفيت اليوم الخميس، عن عمر يناهز 89 عامًا، بعد أن عانت من مرض " الزهايمر"حيث سبق و قدمت أعمالا عدت من كلاسيكيات السينما المصرية منها فيلم "جميلة"، "هجرة الرسول".
"شيء من بعيد ناداني،وأول ما ناداني، جرالي ما جرالي، مش بأيدى يا با، ده مش بأيدى يا با".. تظل هذه الأغنية عنوانا لفيلم متميز لعبت بطولته الفنانة الراحلة" ماجدة" وهو " النداهة" المأخوذ عن مجموعة قصصة بذات العنوان للأديب الكبير يوسف إدريس حيث يترك حامد- لعب شخصيته الفنان الراحل شكرى سرحان- بلدته بالصعيد متوجهًا إلى العاصمة ليعمل بوابًا ﻹحدى العمارات، ويتزوج من فتحية- لعبت دورها ماجدة الصباحي" وهى التى تفرح لأنها ستعيش فى القاهرة وتحضر معه من الصعيد لتعيش معه فى حجرة متواضعة وتبدأ فى تعلم القراءة والكتابة على يد السيدة إحسان احدى قاطنات العمارة، فربما وفر لها التعليم حظ أفضل وفرصة عمل إلا أن ظهور علاء- أدى هذه الشخصية الفنان الراحل إيهاب نافع- الذي يقطن في نفس العمارة يقلب حياتها رأسا على عقب حيث يحاول التودد إليها ويبهرها بشقته وما بها من أجهزة حديثة إلى أن يحاول اغتصابها فى ذات الوقت الذى يشاهد فيه زوجها حامد هذا المشهد ويصدم ويظن أن زوجته على علاقة بهذا الشاب فيجمع متعلقاته ويسير بزوجته ربما عائدا من حيث جاء بعد أن حاول قتلها وإن بدا تائها وخلفه تسير فتحية التى تنسل من خلفه فيما يترد أغنية "شىء من بعيد نادانى" وكأن المدينة تنده الأشخاص ليواجهوا مصيرا مجهولا ربما يصل إلى الضياع والموت.
يذكر أن رواية "النداهة" تعد احدي روائع الأديب يوسف ادريس، صدرت عام 1969، في شكل مجموعة قصصية تضم إلي جانب "النداهة" قصص معجزة العصر، والنقطة، والعملية الكبري ومسحوق الهمس، وما خفي أعظم، ودستور يا سيدة، والمرتبة المقعرة..
الجدير بالذكر أن "يوسف إدريس"تأثر بأدب الكاتب الروسى الشهير" تشيكوف"، وهو ما ظهر فى حوار مع "غالى شكرى" فى مجلة "حوار" بقوله "لقد خضت مع تشيكوف بالذات تجربة، فعلا، ذلك يعنى أنك عندما تقرأ تشيكوف، فإنك تصبح شئت أم أبيت تشيكوفيا، ولهذا، فعندما حاولت الكتابة بعد قراءتى لأعماله، أحسست أن رؤيته قد فرضت نفسها عليّ، ولكن برهافة إلى حد أننى كنت الوحيد الذى لاحظ ذلك، وطالما أن الأصالة تستند على الرؤى الأصيلة، كان على أن أناضل لأحرر نفسى من السيطرة القاهرة التى فرضتها رؤيته وأفكاره على أعمالى، لقد كانت معركة شرسة ومريرة كلفتنى عاما كاملا تقريبا هو عام 1955".
وكانت الراحل ماجدة قد قدمت للسينما عددًا من أهم الأفلام الاجتماعية والدينية والوطنية والتى تم تصنيف عدد منها فى قائمة أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما، تحمل حياتها الشخصية بعض ملامح الشخصيات التى قدمتها على الشاشة.