وفاة ماجدة الصباحي.. عن قصص النضال في الأفلام والواقع
الخميس، 16 يناير 2020 04:08 م
"كنت طفلة صغيرة، شوفت بعيني الفرنساويين، بيطردونا من أرضنا، بياخدوها مننا، أرضنا إحنا، ليه عملنا إيه، وإبن عمي كسروا رجليه، عشان إيه، وياما سألت روحي ليه، معرفتش الجواب، إلا لما كبرت، والفضل كان لعمي عبد القادر، قال لابويا جميلة لازم تتعلم يابوحريد، العلم سلاح قوي، نحارب بيه العدو، وجيه عمي مصطفي خدنا من الجبل أنا وأخويا الهادي علشان نتعلم في المدينة في الجزائر، ، وإحنا في طريقنا شوفت بيوت كبيرة وحلوة، إفتكرت إن إحنا هنسكن فيها وفرحت، لكن عمي قالي يابنتي دي بيوت الفرنساويين، بيوتهم ليه، ليه متكونش بيوتنا، ليه، وعرفت الجواب، عرفته هنا في القصبة، الحي اللي عشت فيه، الفرنساويين حرمونا من كل شيء، أرضنا زرعنا، أكلنا، وكان لازم نعيش، إزاي، دي قصتي، قصتك، قصة كل عربي".. كلمات لن تذهب عن بال أي عربي مطلقًا رجوعًا لكونها ترصد المقاومة الشعبية لدولة الجزائر وقت الاحتلال الفرنسي، ولعل يعود الفضل في أن يعرف العرب تلك القصة للفنانة الراحلة ماجدة الصباحي، رجوعًا لبراعتها المتقنة في دورها الرئيس بفيلم "جميلة" والتي جسدت فيه دور بطلة المقاومة الشعبية في الجزائر - جميلة بوحيرد.
توفيت الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى، اليوم الخميس، عن عمر يناهز 89 عامًا، إلا أن أعمالها الفنية، ستظل تحفر اسمها في وجدان ذاكرة المصريين والعرب، وذلك لبراعتها المطلقة في التمثيل، حيث قدمت ماجدة العديد من الأعمال السينمائية، وكان من أبرزها فيلم "جميلة" الذي حقق ضجة عالمية، وذلك إلى جانب دخولها مجال الإنتاج وتكوين شركة أفلام ماجدة لإنتاج الأفلام، ومن أفلامها التي أنتجتها "جميلة"، "هجرة الرسول"، وقد مثلت مصر في معظم المهرجانات العالمية وأسابيع الأفلام الدولية واختيرت كعضو لجنة السينما في المجالس القومية المتخصصة.
كما حصلت على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين وفينيسيا الدولي حصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد.
وربما لا يعرف الكثير من الجماهير، أن المقاومة التي عاشتها ماجدة الصباحي لم تكن في فيلم جميلة فقط، وإنما كان لها نصيب أيضًا في حياتها الشخصية، حيث تعرضت ماجدة في حياتها لعديد من الأزمات ولعل أبرزها طلاقها من الفنان إيهاب نافع رغم ارتباطها بقصة حب معه، إلا أن اختلاف طريقة تفكير كل منهما، عجلت سريعا بانفصالهما، بعد أن أنجبت منه ماجدة ابنتها الوحيدة غادة، ولم تتزوج الفنانة الكبيرة بعد طلاقها منه، ليحظيا بعلاقة صداقة قوية.
وكان من بين الأزمات أيضا التى تعرضت لها انتشار شائعة، إنها يهودية الديانة، على الرغم من أنها تنحدر من أسرة ذات أصول مسلمة.
وكان مستشارها الإعلامي قد نفى هذه المعلومة، مؤكدا أنها سكنت في شقة كانت مؤجرة في السابق للمركز الثقافي التابع للسفارة الإسرائيلية، وبمجرد انتقالها للعيش في هذه الشقة انتشرت هذه الشائعة، وعزز من انتشار تلك الشائعة أنها درست في مدرسة يهودية، كما أنها كانت تدرس اللغة العبرية.