مصر بلد الأمن والأمان ..

إنتاج 34 مليون طن خضروات وفاكهة.. لتوفير الأمن الغذائى المحلى وتصدير الفائض للعالم

الأحد، 22 سبتمبر 2019 12:00 ص
إنتاج 34 مليون طن خضروات وفاكهة.. لتوفير الأمن الغذائى المحلى وتصدير الفائض للعالم
كتب ــ محمد أبو النور

يُمثّل الأمن والأمان والإنتاج الزراعى، أهم دعائم واستقرار الدول والأمم، من العصور القديمة وحتى الآن، وعلى الرغم من وجود دعائم أخرى، لتقدم واستقرار الأمم، مثل العِلم والتعليم والصحة، والقوة الاقتصادية، وقوّة الجيوش، إلاّ أن أهم دعائم قيام الأمم، هو الأمن والإنتاج الزراعى، وهو ما أكد عليه القرآن الكريم، كقاعدة ثابتة، عندما قالى المولى تبارك وتعالى "الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ" "آية 4" سورة قريش، ولذلك خلّد التاريخ فى صفحاته الناصعة، حضارات الأمم، التى استقرت وأنتجت غذاءها، فأشبعت بطون أبنائها، وكانت ملجأ الآخرين، وقت الأزمات وسنوات القحط والجدب، ومنذ فجر التاريخ، كانت مصر بلد الأمن والأمان، والإنتاج الزراعى والمحاصيل، وتوفير الأمن الغذائى بالمفهوم الحديث، والفيض به على الزائرين، والفارين من قسوة المجاعات فى أوطانهم.

زراعة الذرة
زراعة الذرة

 

الزراعة وإنتاج الغذاء

الأرقام والإحصائيات الزراعية، تؤكد أن أراضى المحروسة حالياً، تتجاوز الـ 10,5 مليون فدان، مُنتِجة بخيرات الله، من محاصيل استراتيجية، مثل القمح والأرز والذرة والشعير والفول والقطن وغيره، إضافة إلى ما يُسمّى بالمحاصيل التصديرية، وهى الحاصلات التى يتم تصدير معظمها للخارج، من أجل الحصول على العُملة الصعبة، مثل البطاطس والطماطم والبصل والبرتقال والعنب والفراولة والمانجو والرمّان وغيرها، ويقوم على الإنتاج عيونٌ ساهرة، تتجاوز الـ 5 ملايين من المُزارعين والفلاحين وصِغار ومتوسطى وكبار المستثمرين الزراعيين، ليلاً ونهاراً، لا يمنعهم عن الإنتاج حر الصيف ولا برودة الشتاء، وبنظرة بسيطة على سوقى العبور بالقاهرة، والسادس من أكتوبر بالجيزة، يمكنك أن تشاهد كميات الإنتاج الزراعى الكبيرة، التى تصل إلى هذين السوقين العملاقين، كل طلعة شمس، مابين خضروات وفاكهة وأسماك، لتتأكد أننا فى بلد الأمن والأمن، فلولا هاتين النعمتين، الأمن والأمان ما استطاع الفلاح والمُزارع أن يُنتج، ولا قام بنقل منتجاته، من مكان زراعتها، إلى حيث الأسواق الكبرى، والتجار والمُستهلكين، بكميات وارد تصل فى اليوم الواحد، لأكثر من 11 ألف و 277 طناً، وإجمالى صادر من السوق بكميات 9 آلاف و 934 طناً، بينما المتداول فى نفس اليوم هو 17 ألف و281 طناً، وعدد السيارات المُحمّلة 3128 سيارة بسوق العبور، وحوالى 180 ألف طن شهرياً من الخضار والفاكهة، وبما يعادل 6 آلاف طن يومياً بسوق الـ 6 من أكتوبر، علاوة على الأسواق الكبرى، بمحافظات الوجه القبلى والبحرى، التى لاتصل إلى هذين السوقين، إلى جانب كميات هائلة، وجدت طريقها للتصدير الخارجى، من الخضروات والفاكهة، تجاوزت الـ 5 ملايين طن، حسب آخر تقارير وبيانات، وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، كما تشير الإحصائيات أيضا، إلى أننا ننتج حوالى 12 مليون طن فاكهة، و22 مليون طن خضار.

زراعة الأرز
زراعة الأرز

 

مساعدات غذائية خارجية بسبب النزاعات

كان التقرير ربع السنوي، الصادر عن الأمم المتحدة، قد أكد إن هناك 41 بلداً ما تزال بحاجة لمساعدات غذائية خارجية، بسبب النزاعات، التي تُعد السبب الرئيسي لارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي، وسوء الأحوال الجوية، ولا سيما نقص الأمطار في أفريقيا، وهو ما يؤثر بشدة على توافر الغذاء، والوصول إليه بالنسبة لملايين الأشخاص، وحسب تقرير التوقعات، بشأن المحاصيل وحالة الغذاء الصادر حديثاً، عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، فقد بقيت البلدان المُدرجة في القائمة، والتي تضم 31 دولة في إفريقيا، على حالها على مدار الأشهر الـ 6 الماضية، والبلدان التي تحتاج إلى مساعدات غذائية خارجية هي: أفغانستان، بنغلاديش، بوركينا فاسو، بوروندي، كابو فيردي، الكاميرون، جمهورية إفريقيا الوسطى، تشاد، الكونغو، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جيبوتي، إريتريا، إيسواتيني، اثيوبيا، غينيا، هايتي، العراق، كينيا، ليسوتو، ليبيريا، ليبيا، مدغشقر، ملاوي، مالي، موريتانيا، موزمبيق، ميانمار، النيجر، نيجيريا، باكستان، السنغال، سيراليون، الصومال، جنوب السودان، السودان، الجمهورية العربية السورية وأوغندا وفنزويلا واليمن وزيمبابوي، غير أن التوقعات، تشير إلى محاصيل حبوب قوية، في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية وآسيا، كما ساعد تحسن الظروف الأمنية، على زيادة إنتاج المحاصيل في الجمهورية العربية السورية.

زراعة البطاطس
زراعة البطاطس

 

النزاعات وتفاقم الجوع

ويشير التقرير، إلى أن ما يقرب من نصف البلدان الـ 41، التي تحتاج إلى مساعدات غذائية خارجية، تعاني من اضطرابات مدنية أو نزاعات كاملة، في حين أن البعض منها، يواجه ضغوطاً شديدة على الموارد، بسبب التدفق الكبير للاجئين، من البلدان المجاورة، التي تعاني من الاضطرابات، ففي أفغانستان، تم الإبلاغ عن وجود 3.6 مليون شخص، في مستوى حالة "الطوارئ"، من انعدام الأمن الغذائي، وهو المستوى الرابع من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، و10 ملايين آخرين في مستوى "الأزمة" (المرحلة الثالثة).

تصدير البطاطس
تصدير البطاطس

 

وفي جنوب السودان، يعانى من انعدام الأمن الغذائي الشديد، حوالي 6.35 مليون شخص، أي ما يعادل 54% من إجمالي السكان، وفي سوريا، وعلى الرغم من زيادة إنتاج محصول القمح، في هذا العام ، فقد زاد من توافر الحبوب في البلاد، ولا يزال حوالي 6.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة إلى 2.5 مليون شخص معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي، في حال عدم وجود دعم مناسب لسبل العيش، كما يُعد النزاع وانعدام الأمن المدني، من العوامل الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي، في بوروندي والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية واليمن وأجزاء من ميانمار ونيجيريا.

تصدير البرتقال
تصدير البرتقال

 

وفي فنزويلا، أدى التضخم المفرط، إلى تقويض القدرة الشرائية المحلية بشدة، وهو ما حد بشكل كبير من قدرة الأسر على الحصول على الغذاء، ومن المتوقع أيضاً انخفاض إنتاج الحبوب بسبب نقص المدخلات الزراعية،  ويقول التقرير إن حوالي 4.3 مليون شخص غادروا البلاد واستقروا في دول مجاورة، ووصف احتياجاتهم الإنسانية فيها بالـ"كبيرة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق