بدعم من الفاو.. مصر تخطو خطوات ثابتة في توفير الطاقة بالري الزراعي
الثلاثاء، 05 فبراير 2019 09:00 ص
يمثل عنصر الوقود فى الوقت الحاضر، أحد أهم مقومات مستلزمات الإنتاج الزراعى، وخاصة فى المناطق الصحراوية والأراضى المستصلحة الجديدة، كما زادت نسبة مشاركته فى مقومات الإنتاج الزراعى، في الأراضى القديمة أيضًا بعد انتشار ماكينات الرى والرفع، نتيجة لأزمات المياه فى أغلب الأراضى الزراعية المصرية، وبعد أن توالت عمليات رفع أسعار الوقود"السولار".
أصبح البحث عن بديلٍ لهذا الوقود، قضية حيوية وطوق نجاة للمزارعين والفلاحين فى الحد من تكاليف مستلزمات الإنتاج الزراعى، في ظل توافر بيئة مناخية تساعد على ذلك.
وعلى الرغم من تعدد مصادر الطّاقة المتجددة، إلاّ أن استخدامها ما زال محدوداً فى مصر والوطن العربى، بحسب كلام المهندس جمعه طوغان خبير الرى والزراعة. أضاف أن هناك استخدام للطاقة الشمسية يسير بتطورٍ ونموٍ ملحوظ، والطاقة المتجددة هي الطّاقة المستمدة من الموارد الطبيعية، التي لا تنفد.
وتنتج الطّاقة المتجددة من الرياح والمياه والشمس، كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من طاقة حرارية أرضية، وكذلك من المحاصيل الزراعية والأشجار المنتجة للزيوت، وهو ما تشجع عليه الحكومة للحد من استهلاك البترول والكهرباء، يشير الخبير الزراعي إلى أن مصر اتجهت منذ سنوات، إلى تلك الاستراتجية، حيث يتم استخدامها فى مجالات متعددة، ومنها مجال الزراعة لرفع مياه الرى من الترع والمصارف، وأيضا لسحبها من باطن الأرض، عبر طلمبات الرفع أو الري باستخدام الطاقة الشمسية أو الرياح أو أمواج البحر والمد والجزر.
الدكتور محمد عبد العاطي وزيرالموارد المائية والرى
مشكلة توفير المياه
وتُعد مشكلة توفير المياه، من أكثر المشاكل انتشاراً فى قطاع الزراعة، بحسب الدكتور محمد عبادى الخبير الزراعى، فإنها تتمثل فى الارتفاع المتزايد لأسعار السولار المستخدم فى تشغيل طلمبات رفع مياه الرى، وأيضاَ ارتفاع أسعار نقله و تفريغه، بالإضافة إلى مشاكل مولدات الديزل وتكلفة صيانته والعمر الافتراضى له، وهو ما يستدعى البحث عن البدائل الأقل سعراً والأوفر للمزارع، وهو ما تتجه إليه مصر.
وأضاف عبادي أن لدينا مصادر متعددة لإنتاج الطاقة،يجب استخدامها توفيراً للسولار،وحتى لا نرهق كاهل المزارع والمستثمر الزراعى المصرى،وخاصة عندما نعلم بانخفاض منسوب مياه النيل،والذى يهدد بخفض حصة المياه للأراضى الزراعية،وبالتالى بوار مساحات من الاراضى،ويبقى البديل هو البحث عن بدائل فى استخدام الطاقة،للحصول على المياه.
الطاقة الشمسية فى الزراعات
وفي سياق متصل، يستمر دعم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" إلى وزارة الموارد المائية والري، في هذا الاتجاه، حيث سلمت المرحلة الثانية لمحطات الري السطحي باستخدام الطاقة الشمسية، وشملت وحدتي تشغيل 5 و 6 بقرية السورية، بمركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، ضمن المشروع الذي يستهدف تغطية احتياجات الري، لحوالي 500 فدان بتمويل الوكالة الإيطالية للتعاون والتنمية.
وحضر فعاليات حفل تسليم المحطتين، الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري والدكتور حسين جادين ممثل "الفاو" في مصر، واللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة، وماهر سلمان مسئول المياه والري بمنظمة الفاو، وفيلكس لونجوباردي، رئيس الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون في مصر، وعدد من قيادات وزارة الري والفاو، وعدد كبير من مسئولي محافظة البحيرة، ومسئولي الشركات الفنية المنفذة للمشروع والإعلاميين والمشغلين، وعدد من المزارعين المستفيدين من المشروع.
وقال حسين جادين: "يأتي مشروع ضخ المياه باستخدام الطاقة الشمسية لري المحاصل في دلتا النيل، ضمن إطار البرنامج الوطني، الذي تم الاتفاق عليه بين منظمة الفاو والحكومة، حيث يسهم بشكل كبير في تقليل فاقد المياه الناجم عن التبخر في القنوات، وتوفير مصدر طاقة أكثر استدامه لأغراض الرى، وتقليل التأثير السلبي على البيئة، وتقليل تلوث التربة الناتج عن سكب وتسرب السولار، وتقليل انبعاث الغازات الدفيئة، وهي التجربة التي نسعى إلى تعميمها على مستوى المحافظات المصرية بالتعاون مع الحكومة".
رى الأراضى بالطاقة الشمسية
رفع الإنتاجية الزراعية
وأضاف حسين جادين: "هذا المشروع هو الأول من نوعه في مصر، لتوفير الطاقة اللازمة لعمليات الري بما يسهم في تلبية احتياجات المزارعين من المياه، دون الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، وهو ما ينعكس بالتأكيد على رفع الإنتاجية الزراعية، وتوفير المحاصيل الزراعية بمستويات أعلى من السابق، كما يسهم في توفير فرص عمل مناسبة خاصة للشباب في القرى المستفيدة من المشروع".
وقال وزير الموارد المائية والري، في تصريحات صحيفة: إن هذا المشروع بمثابة نقلة نوعية لطرق الري الحديثة في مصر، لمواجهة إهدار المياه وتوفير الطاقة النظيفة صديقة البيئة، كطاقة بديلة عن السولار والكهرباء لتشغيل مساقي الرى، حيث أنها طاقة نظيفة ومتجددة وتسهم في الحفاظ على منظومة البيئة، منوهًا بأن المشروع يخفف الأعباء عن شبكة الكهرباء الحكومية ويسهم في تقليل أضرار الاحتباس الحراري.
وأكد دكتور فليتشى لونجوباردى، مدير مكتب القاهرة للوكالة الإيطالية للتعاون التنموى، على العلاقة الوطيدة بين مصر وإيطاليا، خاصة في مجال الموارد المائية والرى الحيويين، والذين يمثلان أهمية قصوى لمصر، مضيفًا: أن حجم التعاون الإيطالى لمصر يبلغ حوالى 200 مليون يورو، منها 40 مليون يورو تم تخصيصها لمشروعات جارى تنفيذها فعلا في قطاعات مختلفة.
استخدام الطاقة الشمسية فى الرى
وقال لونجوباردى: إن مشروع محطة رفع المياه بالطاقة الشمسية سيساهم في دعم الرى الزراعى بدلتا النيل، وأكد أن المستفيد من هذا المشروع لن يكون المزارعين والبيئة فقط بل والاقتصاد أيضا، حيث سيوفر هذا المشروع طاقة كهربائية مستمرة، وسيقلل من مصروفات تشغيل وصيانة طلمبات الرى،كما يمد الشبكة القومية بطاقة نظيفة حتى خلال أوقات توقف الرى.
الطاقة الشمسية
وأبدى المزارعون سعادتهم بافتتاح محطات الري السطحي باستخدام الطاقة الشمسية،حيث أكدوا أن هذه المحطات سوف تسهم في توفير استهلاك الكهرباء بمعدلات تصل إلى 75 %، كما ستسهّل عليهم الحصول على المياه اللازمة للري دون جهود البحث عن"الديزل" أو"السولار"الذي كان يُعتمد عليه بشكل كبير في تشغيل ماكينات وطلمبات الري.
وتتكون المحطة من 48 خلية شمسية تنتج 14.4 كيلو وات/ساعة لري 60 فداناً،حيث تقوم المحطة بضخ المياه للري،وتبلغ تصرف كل طلمبة 45 لتر/ ثانية بقدرة 10 أحصنة.
طلمبات رى بالطاقة الشمسية
ويُدعــم مشروع ضخ المياه باستخدام الطاقة الشمسية لري المحاصيل في دلتا النيل ـــ والذي تموله الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون ـــ مصر مــن خلال استغلال الطاقة الشمسية، التي تعتبر حلاً متجدداً ومسـتداماً، لضخ المياه مـن القنـوات الموجـودة تحـت مسـتوى سـطح الأرض لري حقـول المحاصيل، حيث تقلل هذه التكنولوجيا النظيفة من احتمال تأثر الزراعة في الدلتا بمشاكل إمدادات الطاقة ومخاوف شح المياه، كما يساهم استخدام الطاقة الشمسية في توفير مصدر ضخ موثوق على مستوى المزرعة، في تعزيز الجهود الرامية لتحسـين إدارة موارد مياه الري.
ويهدف إطار البرنامج الوطني (2018-2022) والذي تم توقيعه بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ومنظمة الأغذية والزراعة، إلى زيادة الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، والإدارة المُثلى للموارد الطبيعية ومن بينها المياه والطاقة، عبر استخدام مجموعة من التكنولوجيات وتطبيق معايير الممارسات الزراعية الجيدة.