لمواجهة التقلبات الجوية.. خطة الري لحماية المحافظات من مخاطر السيول
الخميس، 10 يناير 2019 04:00 ص
مع دخول فصل الشتاء، وانطلاق موسم الأمطار دائما مايصاحب الطقس شديد البرودة موجة من السيول في بعض الأماكن، والتي بدورها سببت العديد من الأزمات والكوارث في بعض محافظات الجمهورية، أغلبها في منطقة شبه جزيرة سيناء والصحراء الشرقية ومحافظت الوجه القبلي.
ومع تكرار تلك الأزمة سنويا، بدأت وزارة الري إجراء استعداداتها مبكرا قبل دخول موعد فصل الشتاء، لاستقبال مياه الأمطار والسيول، بالإضافة إلى تأهبها دائما لوقوع مثل تلك الكوارث وسرعة التعامل معها، وهو ما أعلنه الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، من رفع حالة الطوارئ القصوى بين أجهزة الوزارة للتعامل مع موجة التقلبات التى تتعرض لها البلاد حاليا على معظم محافظات الجمهورية، وفى ضوء التنبؤات الصادرة عن مركز التنبؤ بالوزارة، حيث تم تشكيل غرف طوارئ فى المحافظات مرتبطة بغرفة عمليات مركزية تضم كافة قيادات الوزارة.
وقال «عبد العاطي»، إنه يتم إصدار نشرات يوميا عن كميات الأمطار قبل حدوثها بـ 72، من مركز التنبؤ بالوزارة، بالإضافة إلى التوقعات الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية، مشيرا إلى أنه يتم التعامل بين جميع أجهزة الدولة من خلال غرفة عمليات إلكترونية تطالع آخر الأنباء لحظة بلحظة ويتم من خلالها التوجيه بإجراءات عاجلة للحد من المخاطر المحتملة فى ضوء التنبؤات اليومية ونقل أى حدث من أرض الواقع لغرفة العمليات التى تضم جميع الوزراء والأجهزة التنفيذية بالدولة والقائمين على إدارة أزمات السيول.
يذكر أن جملة منشآت الحماية التى تم إنشاؤها بلغت أكثر من 1070 منشأ، علاوة على محطات الرفع بالدلتا واستعدادها لاستقبال مياه الأمطار الغزيرة على السواحل الشمالية ومحافظات الدلتا واستعداد شبكات الترع والمصارف لاستقبال المياه ضمن برامج إدارة مائية رشيدة وضعتها الوزارة كأجراء استباقى للتعامل مع الأمطار الغزيرة والسيول.
وأكد وزير الموارد المائية والري أنه تم التـأكد من جاهزية واستعداد كافة مخرات السيول فى المحافظات، وإجراء المتابعة المستمرة على مدار الساعة لحالة الأمطار، والتأكد من أن المناسيب أمنة بالترع والمصارف ومحطات الصرف، مشيرا إلى أنه تم تخفيض التصرفات المائية فى الرياح البحيرى والناصرى والمنوفى ترعة الإسماعيلية وترعة النوبارية بسبب سقوط الأمطار، ومنعا لازدحام المصارف.
وأوضح «عبد العاطى» أن كافة المنشآت والمشروعات التى قامت بها هيئات وقطاعات الوزارة خلال الفترة الماضية جاهزة للتعامل مع موسم الأمطار والسيول وبكفاءة عالية دون أى تأثير على المنشآت أو المناطق التى تحميها.
ومن جانبها أكدت الدكتورة إيمان سيد مدير عام الموارد المائية والمشرف العام على مركز التنبؤ بوزارة الرى، أنه تم إعلان حالة الطوارئ بالمركز استعداداً لموسم الأمطار والسيول، مشيرة إلى أنه يوجد "وحدة الإنذار المبكر" بالسيول والتى تعمل من خلال متابعة الظواهر المناخية وخاصة الأمطار باستخدام نظام الاستشعار عن بعد، مشيرة إلى ان تلك الوحدة تهدف لمساعدة متخذى القرار لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المائية المتاحة لتلبية الاحتياجات المختلفة، واتخاذ الإجراءات والتدابير المصاحبة لسقوط الأمطار وحدوث السيول، بتشغيل نماذج التنبؤ على مصر وحوض نهر النيل وإصدار النشرات الفنية التى تصف حالة الطقس (خاصة الأمطار) على نهر النيل.
وأوضحت أن نماذج التنبؤ بالمناخ التى يعتمد عليها بالمركز يتم تدقيقها أوﻻً بأول كما أنها تتفق مع المعايير العلمية العالمية بالإضافة إلى قاعدة المعلومات والبيانات المتوفرة لديه على مدار 150 عامًا وتتعلق بفيضان النيل، علاوة على مراجعة الخرائط بشكل يومي وعلى مدار 24 ساعة نظرا لطبيعة التقلبات الجوية وصعوبة ثبات العناصر المناخية، وذلك بفريق من المتخصصين بالمركز فى مجال الأرصاد الجوية حاصلين على دراسات عليا من جامعة القاهرة، ﻻفتةً إلى أن المركز يتعاون مع مراكز المناخ العالمية بألمانيا وإنجلترا والوﻻيات المتحدة الأمريكية.
ولفتت إلى أن المركز يحدد شدة الأمطار المتوقعة علي البلاد بهدف اتخاذ إجراءات تخفيض مناسيب الترع والمصارف حتى ﻻ تحدث مشاكل لمستخدمى شبكة المجارى المائية باعتبار أن الوزارة مسئولة عن توفير كافة اﻻحتياجات للبلاد من زراعة وشرب وصناعة وملاحة نهرية، مشددة على أن البيانات التى تصدر عن المركز تمثل إشارات لمهندسى الإدارات لاستقبال مياه الأمطار وجمع البيانات ليتمكن مهندسو الوزارة بمحافظات الجمهورية من متابعة أعمالهم بشكل أكثر واقعية، علمًا بأنه يتم متابعة التحديث فى الخرائط والتحقيق والتدقيق بشكل يومى نظرا للتغيرات السريعة فى العوامل المناخية.