«لا يوجد جياع في مصر».. كيف تقيم منظمة «الفاو» الإجراءات الاقتصادية المصرية؟
السبت، 27 أكتوبر 2018 01:00 م
خطوات حثيثة تبذلها أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية للنهوض بكافة القطاعات الخدمية، وتحقيق التنمية الشاملة وتعافي الاقتصاد الذي تدهور بشدة خلال السنوات الأخيرة الماضية، وكانت مشكلة الأمن الغذائي واحدة من العقبات التي تقف عائقا أمام الحكومة في تحقيق التنمية الشاملة لمواطنيها، لاسيما وهي تمر بأسوأ ظروف اقتصادية في تاريخها.
إجراءات قاسية اتخذتها الحكومة خلال السنوات الأخيرة تهدف إلى إعادة تشكيل اقتصاد البلاد مرة أخرى، بما يضمن توفير الخدمات للمواطنين، وتلبية احتياجاتهم وتنمية اقتصادها، انتهت بإشادة منظمات عالمية بتلك الخطوات التي جعلت مصر في مصاف الدول المتقدمة في عددا من المجالات الاقتصادية.
منظمة «الفاو» العالمية أشادت بالإجراءات الاقتصادية المصرية، مؤكدة أنها حققت تقدما كبيرا في مجال الأمن الغذائي، وزيادة إنتاجيتها في العديد من المحاصيل الاستراتيجية، والسلع الغذائية، وتوفير احتياجاتها من تلك المواد، حسبما قال الدكتور حسن جادين، ممثل «الفاو»، في مصر.
ويرى «جادين»، أن أبرز مشكلتين تعاني منهما مصر هما سوء التغذية والسمنة، مشيرا إلى أن العادات الغذائية في مصر سيئة للغاية حسث تحتوي على سعرات حرارية كبيرة تنتهي إلى الإصابة بأمراض السمنة، وهو ماجعل مصر تحتل المرتبة السابعة على مستوى العالم في هذا النوع من الأمراض، قائلا: «38% من الأطفال المصريين مصابون بالسمنة، و 28% منهم مصاب بسوء التغذية»، الأمر الذي أدى إلى ظهور مشاكل مثل تقزم الأطفال، والسمنة عند السيدات، معلقا: «مصر من أكثر دول العالم استهلاكا للطعام مرتفع السعرات الحرارية».
وفيما يتعلق بكيفية التغلب على مشكلات سوء التغذية، أعلن ممثل «الفاو» في مصر عن تنظيم عددا من ورش العمل الأسبوع المقبل، بالتنسيق مع منظمات عالمية، وممثلين من البرلمان المصري، لوضع آليات مواجهة أمراض سوء التغذية وتوعية البرلمانيين بأهمية مواجهتها، بالإضافة إلى إصدار تشريعات قانونية لإلزام شركات صناعة الأغذية المصرية بكتابة تفاصيل قيمة السعرات الحرارية على ظهر كل منتجاتها.
وشدد «جاديين»، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» على أن البرلمان المصري عليه عبء كبير في حماية المصريين من مخاطر السمنة وسوء التغذية، لافتا إلى أن الطعام الآن فى مصر يباع بدون جدول يوضح القيمة الغذائية لكل منتج و السعرات الحرارية الخاصة به، ويتم حاليا التنسيق مع وزارة الخارجية لتدعم المشاركة في ورش العمل والمؤتمرات التي تهدف إلى علاج تلك الظاهرة.
«لايوجد جياع في مصر».. هكذا عبر الدكتور حسين جادين عن الوضع الغذائي المصري، منوها إلى أن مصر تفقد كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية، والمنتجات الغذائية بدءا من مرحلة الزراعة والحصاد وحتى وصول المنتج إلى المستهلك، منها على سبيل المثال فقدانها لـ50% من إنتاجية الطماطم، و45% من العنب، و25%، إلى 35% من الأسماك، في حين أن ثلث كمية الطعام يتم فقدانها عالميا نتيجة سياسات خاطئة في التعامل مع الأغذية.
وأضاف أن المنطمة تقوم بعمل دورات تدريبية لتوعية الفلاحيين بالممارسات الصحيحة في التعامل مع المحاصيل والأغذية، من التعبئة والنقل وغيرها، بالإضافة إلى تنظيمها لبرامج توعية كبيرة خلال شهر رمضان المبارك للتقليل من فاقد الطعام بالتعاون مع «بنك الطعام»، وبحلول 2030 سيكون تم الانتهاء من استراتيجية القضاء على تلك الأزمة.
وأكد ممثل منطمة «الفاو» أن مصر تعاني أيضا من أزمة إهدار المياه في الأنظمة الزراعية الحالية، لاعتمادها على أطر موحدة منذ 7 أعوام لم يطرأ عليها أي تحديثات تواكب التغيرات الحالية، مشيرا إلى أن نُظم الزراعة تتغير عالميا بما يهدف إلى ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها كثروة قومية، ولذلك لابد من استخدام مصر للتقنيات الحديثة لتحقيق تلك الأهداف للتماشى مع النسب العالمية.
وتابع، أن هناك تعاونا مشتركا بين وزارة الزراعة المصرية، والمنظمة لتوطين الممارسات الزراعية الجيدة، مشيرا إلى أنه يتم حاليا تنفيذ 4 مشروعات في مصر منها ترشيد استخدام المياه في الزراعة، ومجالات الطاقة الشمسية ومشروع المليون ونصف فدان، وكلها ممولة من المنظمة.
وقال إن مصر لديها مخزون كبير من المياه الجوفية ولكن يجب وضع سياسات منضطبة لاستخدام تلك المياه حتى لايتم إهدارها ونضبها دون فائدة حقيقية من ورائها وذلك في ظل استمرار عمليات السحب منها وتوجيه حصة منها للزراعة، لافتا إلى أنه يتم حاليا إعداد دراسات مشتركة بين «الفاو»، وقيادات حكومية لإنساء وحدة للإنذارالمبكر بالأمطار، وتنفيذ مشروعات توطين البدو في سيناء، وتوفير فرص عمل لهم.