لا تستطيع قطر الدخول أو الخروج أو التحكم أو التدخل بالمباني، التي يستخدمها عناصر الجيش التركي، الذين ينتشرون على الأراضي القطرية، وهو ما يعتبر انتهاكاً إضافياً لمعايير السيادة المتعارف عليها في كل أنحاء العالم، ووصف عدد من الناشطين القطريين الوجود التركي بأنه احتلال بموافقة تميم وفق الاتفاقية العسكرية السرية المبرمة بين كل من أنقرة والدوحة.
الانبطاح القطرى أمام تركيا لك يقف عند حد احتلال الجيش التركى للأراضى القطرية فقد استباح السلطان العثمانى كل شىء فى الدوحة حيث أكدت المنظمة الوطنية المتحدة لحقوق الإنسان أن القوات التركية تتجسس على تميم بن حمد أمير قطر وحكومته وتراقب التطورات السياسية والدبلوماسية بشكل يومى فى قطر وإبلاغها للقيادة العسكريه التركية عن طريق قنوات اتصال، لافتا إلى أن عددا من المنظمات الحقوقية توصلت إلى مجموعة من الوثائق التى تثبت ذلك منها وثيقة من أربع صفحات نشرها موقع «نورديك مونيتور»؛ وكشفت راقبت وحدة القوات البريه التركية المتمركزه فى الدوحة تراقب التطورات اليومية فى قطر وأرسلت التقرير بتاريخ 14 يوليو 2016 من قبل الرائد «مراد إير»، وتم تمريره من قبل المقدم «على شاكان».
وأضافت المنظمة فى بيان لها أن التقرير تضمن مقتطفات من مقابلة مع السفير الفرنسى بقطر «إريك شيفاليه» الذى عمل على توفير العديد من الشركات الفرنسية العاملة فى قطر وتطوير آفاق جديدة للنفط، كما ساهم أيضا فى إنشاء مدرسة فرنسية قطرية وزيادة حجم التجارة بينهما.
وكشف محمد عبد النعيم، رئيس المنظمة، أن التقرير تناول اتفاقية بين جامعة مانشيستر متروبوليتان والسلطات القطرية لإرسال طلاب من أكاديمية الشرطة إلى إنجلترا لحضور دورة تدريبية فى اللغة، مطالبا مقر القيادة العسكرية بالحصول على إذن المسؤولين القطريين لمواصلة العمل على تأسيس كيان عسكرى مشترك.
وقال عبد النعيم إن نهاية دولة الحمدين الراعية للإرهاب والخونة والمرتزقة وفلول الإخوان أوشكت على الانتهاء بسبب المقاطعة العربية التى أثرت سلبا على الاقتصاد القطرى، وأدت إلى تفاقم عجز الميزانية العامه لها وتفشى حالة من الكساد الاقتصادى الذى يعانى منه الشعب، وذلك نتيجة لتعنت الطفل الشاذ تميم فى استمراره لدعم الإرهاب وصرف أموال الشعب والدويلة عليه.
الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، قال عن التوتر الراهن بين الجانبين التركى والقطرى مرتبط فعليا بتراجع قطر عن تعهداتها الداعمة لتركيا، وهو ما أدى لأزمة مكتومة بين البلدين، خاصة أن تركيا تؤكد على أنها وقفت فى صف قطر ودعمت بعض خطواتها بعد المقاطعة العربية للدوحة.
وأضاف فهمى، أن تركيا فى حالة تصعيد تجاه قطر وستعمل على الدخول فى حالة مواجهة دبلوماسية، خاصة أن الحضور التركى فى قطر لافت ولا يقتصر على البعد العسكرى.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن هناك تخوفا قطريا من دور تركى فى التعامل مع المعارضة التركية وإيواء عناصرها أو الإقدام على توظيف وجودها العسكرى فى قطر، وبالتالى فإن حالة التجذب ستستمر كما هناك توقع بفك التحالف فى بعض مناطق النفوذ والتحرك فى الإقليم لكن التخوف القطرى الحقيقى فى احتمالات لعب دور فى المعادلة السياسية، خاصة أن قطر تعانى من حالة عدم الاستقرار، مما يجعلها تخشى ردود الفعل التركية فى المرحلة المقبلة، وسيكون لها مواقف وتوجهات ربما ستكون مختلفة تجاه تركيا.
واستطرد أستاذ العلوم السياسية، أن هناك تحسبات تركية من احتمالات إدخال قطر الولايات المتحدة فى مجرى العلاقات المشتركة خاصة أن العلاقات بين ترامب وأردوغان متوترة.
وبدورها، قالت داليا زيادة مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة: ليس بغريب أن يوجه أردوغان رجاله بمراقبة أمير قطر، خاصة وأن هناك أكثر من حادثة وقعت فى أراضى تركيا وداخل سفارات دول عربية، وتفاخر أردوغان بأنه يراقب السفارات بالمخالفة للأعراف الدولية والدبلوماسية التى تفرض أن يكون التعامل مع مقرات السفارات كدولة مستقلة لها خصوصيتها واحترامها.