في الخضروات والفاكهة بالأخص.. كيف يوفر وقف الهدر وفاقد الإنتاج الزراعي 5 مليارا جنيه سنويا؟

الثلاثاء، 02 يوليو 2019 11:00 ص
في الخضروات والفاكهة بالأخص.. كيف يوفر وقف الهدر وفاقد الإنتاج الزراعي 5 مليارا جنيه سنويا؟
الفاقد فى زراعة وإنتاج الطماطم
كتب ــ محمد أبو النور

يُمثُل الفاقد فى الحاصلات الزراعية، أزمة ومشكلة كبيرة، تؤثر فى إنتاجية، وعائد الزراعات، كما تلقى بظلالها على الفلاحين والمزارعين، من خلال تراجع العائد المادى والربحية، وكذلك تترك آثارها أيضا،  على الاقتصاد الزراعى الوطنى والقومى، وهو ما فطنت إليه، الوزارات ومراكز البحوث ومعاهد الأبحاث والخبراء، فى مجال مكافحة والتقليل من هذا الفاقد، الذى يصل فى بعض الحاصلات والزراعات، إلى حوالى 30%، وهى نسبة كبيرة، من المفترض أن تتوجه، لإشباع حاجة وعوز المستهلك المصرى. 

 

اسعار-الطماطم-العراق
الفاقد فى محصول الطماطم يكفى لإطعام الملايين من المواطنين

 

تقديرات الفاقد الزراعى

وطبقا للتقارير والبيانات الزراعية الرسمية، لمعهد بحوث الاقتصاد الزراعى، يصل حجم الفاقد السنوى، من إنتاجنا الزراعى فى جميع المحاصيل مايقرب من 5 مليارات جنية، كما تتراوح نسبة الفاقد فى المحاصيل البستانية، والتى تشمل الخضر والفاكهة، حسب دراسات وبحوث الاقتصاد الزراعى، ما بين 20 ــ 30 % سنوياً، بسبب عمليات تداول المحصول، من نقل وتخزين وأحوال جوية متقلبة، وتشمل الصقيع ودرجة الحرارة والرطوبة والرياح المتوسطة والشديدة، وأساليب التعبئة والتغليف السيئة، حيث تؤدى هذه العوامل،  إلى انعكاسات سلبية على الاقتصاد القومى، وهو الأمر، الذى يدفع الوسطاء، من شركات تسويق وتجار جملة وتجزئة، لتعويض خسائرهم، الناتجة عن ارتفاع نسبة الفاقد والهدر، فى المحاصيل الزراعية، أى انخفاض فى حجم وأوزان المحاصيل الزراعية، أثناء عمليات التداول الكثيرة عن طريق وسائل النقل، والتخزين غير الصحى والتعبئة غير الجيدة، على حساب المستهلك، وطبقاً لرأى خبراء الزراعة، تصل نسبة الفاقد، فى محصول الفاصوليا الخضراء مايقرب من 17 % والخيار يصل الفاقد إلى 18 %، ويقدر بحوالى 25 % فى الطماطم والقمح، بينما يبلغ الفاقد، فى محصول الفلفل 13 %  والبصل 10 % والبرتقال 9 % والتفاح 17 %، كما تشمل قائمة الفاقد نسبة 7 % فى إنتاج محصولى الموز والعنب و 12 % فى المانجو.

 

field_image_oranges_16
الفاقد فى الموالح وخاصة البرتقال كبير جدا 

 

دراسة حديثة لـ 3 محاصيل

وقد كشفت نتائج دراسة حديثة، خاصة بالتعرف على مدى إدراك المزارعين، لمفهوم الفاقد فى محاصيل القمح والطماطم والموالح، أنه فيما يتعلق بمحصول القمح فإن المزارعين يدركون، فى المرتبة الأولى، أن الفقد هو نقص كمية أو وزن المحصول، واستخدام جزء منه فى تغذية الحيوانات والطيور، علاوة على أنه تلف جزء من المحصول نتيجة الإصابة بالأمراض والآفات الحشرية، بينما أضافت الدراسة، التى تحمل عنوان "دراسة استطلاعية للفاقد فى المحاصيل الزراعية، من منظور اجتماعى، وفقاً لآراء المزارعين والباحثين"، وقد أعدها فريق بحثى من معهد بحوث الإرشاد الزراعى، والتنمية الريفية التابع لـمركز البحوث الزراعية، كلٌ من  الأستاذ الدكتور أحمد جمال الدين وهبة، و أ.د يسرى عبد المولى حسن رميح، و الستاذة الدكتورة سونيا محمد محيى الدين نصرت و أ.د محمود حسن حسن، أن مفهوم الفاقد فى محصول الطماطم، وفقاً لآراء المزارعين، يعنى فى المرتبة الأولى نقص فى كمية أو وزن المحصول، وانخفاض فى جودته من حيث الشكل واللون والطعم والرائحة أو فساده، وتلوثه بالمبيدات أو المواد الضارة.

images666666
الفاقد فى زراعة وإنتاجية العنب

 

الفاقد فى الموالح

وأشارت الدراسة، إلى أن المزارعين يرون أن الفقد فى الموالح، يعنى فى المرتبة الأولى النقص فى كمية أو وزن المحصول، وبالتالى صعوبة تسويقه، كما يعنى تلف المحصول نتيجة الإصابة بالأمراض والآفات الحشرية، وأن موضوع الفاقد فى الحاصلات الزراعية، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن الغذائى القومى المصرى، كما يرتبط بحرية القرار السياسى، وكذلك الاستقرار الاجتماعى، لذلك تولى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، بصفة عامة، ومركز البحوث الزراعية بصفة خاصة، أهمية كبيرة لهذا الموضوع، وقد استهدفت الدراسة، إلقاء الضوء على البُعد الاجتماعى لظاهرة الفاقد، من خلال التعرف على وعى أو إدراك، كل من المزارعين والباحثين، لمفهوم الفاقد، فى المحاصيل الزراعية، وكذلك مظاهر أو أشكال الفقد، فى محاصيل القمح والطماطم والموالح، والأسباب المفسرة لهذا الفقد، بالإضافة إلى التعرف على مقترحات تقليل أو الحد من هذا الفقد، وفقاً لآراء كل من المزارعين، وكذلك الباحثين بـمركز البحوث الزراعية.

كيف_تتم_زراعة_العنب
مطلوب تقليل الفاقد الزراعى

 

وقد أجريت الدراسة، فى 3 من أكبر المحافظات، التى تزرع كل محصول من المحاصيل الثلاثة كل على حده، فالبنسبة لمحصول القمح، أجريت الدراسة بمحافظات الشرقية والمنوفية وقنا، وبالنسبة للطماطم كانت محافظات الجيزة والقليوبية والشرقية، وبالنسبة للموالح كانت بمحافظات القليوبية والشرقية والمنوفية، بمعدل 12 قرية لكل محصول، وبإجمالى 36 قرية للمحاصيل الثلاثة، تمثل أعلى قرى فى المساحة المنزرعة لكل محصول.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق