للمرة الثانية.. أوغلو يصفع أردوغان على وجهه وهذه التفاصيل

الثلاثاء، 11 يونيو 2019 12:00 م
للمرة الثانية.. أوغلو يصفع أردوغان على وجهه وهذه التفاصيل
أوغلو و أردوغان
كتب مايكل فارس

تزداد شعبية نجم جديد فى المعارضة التركية يوما بعد يوم، ليضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فى مأزق خاصة عقب تراجع مصداقيته فى الشارع التركي، فقد أظهرت مؤشرات في تركيا، أن مرشح المعارضة لرئاسة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، استطاع ضم آلاف الأتراك إلى حملته الانتخابية التي تكتسب تآييدا متصاعداً بما ينبئ  بإمكان فوزه مجدداً بمقعد رئيس البلدية الذي انتزعه في الانتخابات المحلية التي أُجريت في 31 مارس الماضي، ثم انتُزع منه بقرار من اللجنة العليا للانتخابات، بعد 18 يوماً فقط من تسلمه منصبه، بسبب رفض حزب أردوغان نتائج الانتخابات

 

وقد رفض حزب العدالة والتنمية الذى يترأسه رجب طيب أردوغان هزيمتهم بالانتخابات، فهو الأمر الذى وضعهم فى حرج شديد فى إسطنبول حيث مقر نفوذهم، وقد  بدا أن حملة بن علي يلدريم، مرشح حزب العدالة والتنمية، تعاني ارتباكاً واضحاً، ففي وقت سابق، ظهر بن علي يلدريم، في تجمع خطابي بمدينة ديار بكر (آمد)، التي تقطنها أغلبية كردية جنوب شرقي البلاد، مخاطبا الرئيس السابق لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم وأحد مؤسسيه جماهير حزبه باللغة الكردية، وهو أمر نادر الحصول في تركيا، لاسيما في الأوساط السياسية ومراكز القرار.

 

وقد أطلق أكرم إمام أغلو، المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، حملته الانتخابية الجديدة تحت شعار "كل شيء سيصبح جميلاً جداً"، واجتذبت حملته أعداداً ضخمة من المتطوعين والمتبرعين، حيث بلغت حصيلة التبرعات في أول أسبوع، عقب قرار لجنة الانتخابات، أكثر من 15 مليون ليرة "نحو 2.5 مليون دولار"، فضلاً عن تضاعف أعداد المتطوعين إلى 150 ألفاً مقابل 16 ألفاً في الجولة الأولى للانتخابات، فيما أظهرت استطلاعات الرأي أنه سيحقق فوزاً بفارق كبير على يلدريم في جولة الإعادة، بعد أن أعلنت أحزاب المعارضة التركية الصغيرة دعمها لإمام أوغلو في الإعادة.

 

وحين أعلنت هيئة الانتخابات التركية، فى إبريل الماضى، فوز مرشح المعارضة التركية، أكرم إمام أوغلو، ببلدية اسطنبول، الذي توجه إلى مقر بلدية اسطنبول لاستلام مهامه رسمياً من رئيس البلدية السابق، ليهزم بذلك معقل حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، كانت هذه بمثابة هزيمة ضربة قاسية على نحو خاص بالنسبة لأردوغان الذي بدأ مسيرته السياسية رئيسا لبلدية اسطنبول في التسعينيات.

 

ورسميًا بهذه النتجية، انهزم تحالف الشعب التركي، الذي يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم، أمام المعارضة المتمثلة في تحالف الأمة، بالانتخابات المحلية، في أكبر ولايتين، أنقرة وإسطنبول، وهو أمر لم يحدث منذ 16 عامًا، وقد سلمت الهيئة الانتخابية العليا إمام أوغلو وثيقة الفوز على الرغم من الطعن الذي تقدم به "حزب العدالة والتنمية"، مطالبًا بإجراء اقتراع جديد، معتبرًا أن الانتخابات التي جرت في 31 مارس شهدت "مخالفات"، إلا أنه ستجرى انتخابات جديدة للإعادة.

 

وتمهيدا للانتخابات الجديدة، وحين  بزغ نجم أكرم إمام أوغلو فى تركيا، خاصة عقب خوضه الانتخابات المحلية، سعى أردوغان لتشويه سمعته مستخدما ذراعه الأمنى وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، فخرج فى محاولة تشويه صورة مرشح حزب المعارضة في بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو مدعيا أنه قام صفع شابًا فى أحد الأسواق التجارية، قائلًا: "السيد أكرم متوتر في الفترة الأخيرة، لقد صفع تاجرًا شابًا خلال جولته"، ويأتى ذلك فى ظل الممارسات المستمرة التى يقوم بها أردوغان ضد معارضيه، ومحاولة تشويه صورتهم فى تركيا من أجل بقاء نظامه مسيطر على جميع المناطق التركية.

 

المعارض التركي الشهير أكرم إمام أوغلو، لم يصمت على هذه التصريحات، فخرج ليرد علىها خلال جولة في منطقة زيتون بورنو بإسطنبول، قائلًا: "بعض الأشخاص يعانون من مشاكل في الرؤية، أنصحهم بالذهاب للطبيب، ونحن ليس لدينا مشكلة فى ذلك، وأسعى جاهدًا لإقامة حوار مع الجميع في المجتمع، وبعض الأشخاص قد تكون قلوبهم متجمدة، وقد جئنا من أجل إذابة هذا الثلج".

 

 

 

ويظن أردوغان أنه سيكسب مجددا فى حربه ضد المعارضة التركية، إلا أن  بيرام أوغلو الكاتب الصحفى التركى، يرى عكس ذلك، حيث قال فى مقال نشره بصحيفة قرار التركية: "كل الأحداث على الساحة السياسية في تركيا تشير إلى أن الرئيس التركي، رجب أردوغان، سيخسر، هو يدرك تلك الحقيقة جيدًا"، متوقعا فى المقال أن يلاقي حزب العدالة والتنمية خسارة قاسية في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، والمقرر إعادتها 23 يونيو المقبل.

 

 

أما إدعاء أردوغان خروجه من الانتخابات المحلية الأخيرة بنجاح، ففند ذلك بقوله: "من الطبيعي أن يرغب في الحفاظ على الروح المعنوية لجمهوره وحزبه عالية، ولكن هل يغفل أردوغان تماما عما تشير إليه الأرقام والإحصاءات واستطلاعات الرأي التي تؤكد خسارته؟"، متسائلا، "كيف يقيم أردوغان نتائج الانتخابات المحلية الماضية عندما يبقى بمفرده وحيدًا؟".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق