ليس اعتداء.. ديكتاتور تركيا يتحدث عن واقعة كليتشدار أوغلو

الأربعاء، 24 أبريل 2019 02:00 ص
ليس اعتداء.. ديكتاتور تركيا يتحدث عن واقعة كليتشدار أوغلو
اردوغان

«كان احتجاجا عليه وليس اعتداءً»، بهذه الحجة أراد رجب إردوغان تبرير واقعة الاعتداء الهمجية على رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو، أثناء حضوره جنازة شهداء القوات المسلحة في مدينة هكاري.
 
ففي محاولة اغتيال واضحة، حاول عضو بحزب العدالة والتنمية الحاكم، يدعى عثمان ساريجون، طعن زعيم المعارضة، بسكين كان يمسك به.
 
إردوغان، قال: إن الجهات المختصة في بلاده تواصل التحقيق في ملابسات الاعتداء على رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو.
 
 
وذكر في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن الاحتجاجات على حضور كليتشدار أوغلو جنازة أحد الشهداء تحولت إلى أعمال عنف، وأنه من غير الممكن تصويب ذلك العنف بشكل فوري.
 
 
الرئيس التركي ادعى أن بلاده تقف ضد كافة أشكال العنف والإرهاب، وأنها لن تسمح لأحد بالنيل من مناخ السلام السائد فيها، مضيفًا أن تراب الوطن يعد من الأمانات المقدسة التي تركها شهداء الجيش التركي خلفهم.
 
 
محاولة لدرء الشبهة
في محاولة لدرء الشبهة عن الحزب الحاكم، وسيرًا على خطى رئيسه، قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، إن الدستور التركي يحمي حق الاحتجاج في بلاده، مؤكدا رفضه معاملة المواطنين المشاركين في الاحتجاج على زعيم المعارضة كإرهابيين.
 
وأعرب ألتون عن أسفه لتعرض زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو، لاعتداء أول أمس الأحد، خلال مشاركته في جنازة شهيد من أفراد الجيش التركي بإحدى أقضية العاصمة أنقرة، وفق بيان صدر عن رئاسة الاتصالات في الرئاسة التركية.
 
وصرح ألتون لصحيفة "صباح" التركية، أمس الاثنين، بأن "حق الاحتجاج في تركيا يخضع للحماية الدستورية، كما أن المسار القضائي أُطلق بحق من أقدم على العنف منتهكا الحدود الدستورية أثناء الحادثة، غير أننا لا نقبل معاملة مواطنينا كإرهابيين لأنهم احتجوا على رئيس حزب الشعب الجمهوري، للخطاب الذي استخدمه، وعلى التحالفات التي أقامها خلال فترة الانتخابات المحلية".
 
وأكد أنه لا يمكن القبول بأي شكل من أشكال العنف، وأنه من الخطأ وصف المحتجين على كليتشدار أوغلو بـ "مجموعة من الأشخاص الغاضبين المتطرفين" و"شبكة إجرامية منظمة"، موضحًا أن "إقامة حزب الشعب الجمهوري تحالفا مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي وصفه بأنه الامتداد السياسي لمنظمة بي كا كا الإرهابية، وإعلان حزب الشعوب الديمقراطي فوزه عقب الانتخابات المحلية، أثارا حفيظة الغالبية العظمى في المجتمع".
 
وتساءل ألتون: "كيف للسيد كليتشدار أوغلو أن يتجاهل أن من قام بقتل الجندي الشهيد الذي شارك في مراسم تشييعه، هي منظمة بي كا كا الإرهابية التي قال عنها قبل الانتخابات بأنها لن تعتدي على تركيا؟"، مشددًا على أن إقامة تحالف سياسي يتجاهل موقف المجتمع من الإرهاب ستؤدي إلى نتائج غير مرغوب بها.
 
إردوغان السبب
زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو تعرض أمس الأحد، للضرب خلال حضوره جنازة الجنود الشهداء الذين سقطوا خلال اشتباكات مدينة هكاري جنوب شرق البلاد، مما دفعه للجوء إلى أحد المنازل للاحتماء به، إلا أن المهاجمين بدأوا برشق المنزل بالحجارة، بعد تأخر وصول قوات الأمن.
 
مراقبون يتهمون إردوغان بالتسبب في إحداث حالة من الاستقطاب في تركيا نتيجة خطاباته السياسة، المحرضة على الآخرين، وكثرة استعماله مرادفات من قبيل (خونة - عملاء - إرهابيين). 
 
قيادة حزب الشعب الجمهوري دعت كلاً من وزير الداخلية ووالي أنقرة للاستقالة بسبب تقصيرهما في تأمين زعيم المعارضة، على أقل تقدير، فيما اتهم مسؤولون بالحزب وزير الداخلية بتدبير الهجوم.
 
وأثارت واقعة الاعتداء على زعيم حزب الشعب الجمهوري كثيرا من الجدل، على الساحة السياسية في تركيا، خصوصا بعد تقاعس قوات الأمن عن التدخل، والسيطرة على الموقف، والقبض على المعتدين، بالرغم من تواجد وزير الدفاع، ومدير أمن أنقرة، ومدير الأمن العام ووالي المدينة، وعدد من الأشخاص، وسط حراسة مشددة.
 
المثير للدهشة والتساؤل، ويبدو كاشفا لضلوع رجال إردوغان في محاولة الاعتداء، هو تعليق وزير الدفاع خلوصي أكار على الواقعة التي جرت على بُعد أمتار منه، بقوله:" شكرا أهالي هكاري، أوصلتم رسالتكم بقوة"، وأعقبها وزير الداخلية سليمان صويلو بتصريح أكثر فجاجة، اعترف فيه بإصدار تعليمات إلى رؤساء البلديات والولاة بعدم السماح لرؤساء حزب الشعب الجمهوري بالمشاركة في جنازات الشهداء.
 
 
خسارة موجعة
خسارة "العدالة والتنمية" رئاسة كبرى البلديات في الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت في 31 مارس الماضي دفعت إردوغان للرضوخ، بعرض تحالف وهمي يمنع زحف تزايد شعبية المعارضة  وانهيار شعبية العدالة والتنمية.
 
الشخص المعتدي على كليتشدار أوغلو يدعى عثمان ساريجون، يحمل عضوية حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، فيما نفذت الجريمة إرضاءً لرغبة إردوغان في توصيل رسالة لمعارضيه مفادها أنه رغم خسارة حزبه القاسية في انتخابات البلدية إلا أن وقائع الإيذاء والإضرار بحقهم سهلة التنفيذ في أي وقت.
 
إردوغان يحاول إجبار المعارضة على القبول بالتحالف معه تجنبًا للأزمات التي قد يقعون فيها حال رفضهم، ويعمل على إلزامهم بقبول شروط مجحفة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق