قطر وتركيا.. مخالب الشيطان لضرب الاستقرار الليبي
الأربعاء، 17 أبريل 2019 02:00 صكتب مايكل فارس
تعد قطر السبب الرئيسي في تردي الأوضاع في ليبيا، بعدما انحازت بشكل كامل منذ عام 2011 إلى الجماعات الإرهابية، وقامت بتمويلها وتسليحها والتخطيط لإسقاط مؤسسات الدولة، وتمزيق المجتمع داخلها، وعلى مدار السنوات الماضية سعت جاهدة لدعم الميليشيات المسلحة هناك.
وحين قرر المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية طرد الميليشيات من العاصمة طرابلس، وبدء فى خوض معارك عنيفة ضد الميلشيات والجماعات الإرهابية هناك، خرج وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ليدعو إلى حظر أسلحة الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، حيث دعا إلى فرض حظر فعال للسلاح على قائد الجيش الوطني الليبي وانسحاب قواته من المناطق التي سيطرت عليها في الآونة الأخيرة، بحسب ما ذكرت صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية إن وزير الخارجية القطري، ونقلت الصحيفة عن الوزير قوله في إنه يشعر بالرضا بعد أن أبلغه نظيره الفرنسي بأن باريس تعمل في سبيل عقد مؤتمر مزمع للمصالحة الوطنية في ليبيا.
ومنذ الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، تواجه قطر وتركيا اتهامات من الجيش الوطني الليبي بدعم الميليشيات بالسلاح والأموال، ليبقي تناقض الدوحة مستمرا، حين يطالب وزير خارجيتها بوقف التسليح الذي لا تزال دولته وأنقرة تقومان به في ليبيا منذ سنوات رغم قرار الحظر الذي أصدره مجلس الأمن، وفى الوقت الذى التزمت الدوحة الصمت عندما بسطت تلك الجماعات المسلحة سيطرتها على العاصمة الليبية، طالبت حظر أسلحة الجيش فى خضم العملية العسكرية التي يقودها الجيش الوطني الليبي ضد ميليشيات طرابلس والجماعات الإرهابية لبسط الشرعية.
الدعم القطري للجماعات المسلحة فى ليبيا، تم توثيقه بالمستندات الدامغة، ومن أمثلة ذلك ، في منتصف يونيو 2018، عثر الجيش الليبي على أسلحة تحمل شعار الجيش القطري، داخل منزل زعيم تنظيم القاعدة في مدينة درنة، بعد تحريرها من الجماعات الإرهابية المسلحة، وقالت مصادر عسكرية ليبية حينها أن الأسلحة التي تم العثور عليها مشابهة تماما لأخرى عثر عليها الجيش الوطني الليبي سابقا، في مدينة بنغازي بعد القضاء على تنظيم داعش المتشدد هناك، وأيضا بخلاف الدور القطري المشبوه، فتركيا أيضا دعمت الإرهابيين هناك، وقد امتدت يدها أكثر من مرة داخل العمق الليبي، عبر الاستمرار في تزويد الميليشيات المتشددة بالأسلحة والذخائر، كان آخرها ضبط باخرة تركية محملة بالأسلحة في ميناء مصراتة غربي البلاد في يناير الماضي.
ورغم أن قطر ليست دولة جارة لليبيا، ولا هي دولة كبرى، إلا أنها تطالب بحظر الأسلحة، كما تدخلت ولا تزال تتدخل في ليبيا منذ 2011، وقد ثبت هذا بالدليل القاطع عبر اعترافات مسؤولين قطريين من بينهم، حمد بن جاسم"، وزير خارجية قطر السابق، بحسب ما ذكر الكاتب والباحث السياسي الليبي، عبد الحكيم معتوق، مشيرا إلى أن سياسيات قطر قائمة على اللعب على التناقضات، فبينما تريد تثبيت سيطرة الميليشيات التي تمولها وتدعمها في الغرب فى طرابلس، لم نسمع لها صوت حين كان الجيش الوطني الليبي يقاتل داعش والقاعدة في الشرق بنغازي، وتعتبر تركيا وقطر تشكلان فكي كماشة في محاولة للعبث بأمن ليبيا من خلال دعم الميليشيات الإرهابية بالسلاح، وهو ما دفع الجيش الوطني الليبي إلى تحذير أنقرة والدوحة في مناسبات عدة من تداعيات ردع محتملة وخيارات محاسبة عدة.