مصر تضمد جراح الليبين.. القاهرة تساند ليبيا لمواجهة مخططات الخارج

الإثنين، 15 أبريل 2019 04:00 م
مصر تضمد جراح الليبين.. القاهرة تساند ليبيا لمواجهة مخططات الخارج
الرئيس السيسي والمشير حفتر
محمود علي

«ليبيا بأكملها على مشارف التحرير».. جملة باتت تتردد بشكل واسع بين الليبين، الذين يأملون بأن تنعم بلادهم بالاستقرار في الفترة المقبلة على واقع التطورات التي تشهدها طرابلس وشن الجيش الوطني الليبي عملية «طوفان الكرامة»، في حين كان لهذه العملية ردود أفعال عربية تدعم كل ما من شأنه استقرار ليبيا والحفاظ على أمنها.
 
63f93abdac7042dc2fa4d0360293c7a2
 
وتستمر عمليات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في طرابلس، على مدار الساعة وتتقدم على كافة المحاور، مستهدفة تدمير مخازن أسلحة وذخائر لمجموعات مسلحة وميليشيات إرهابية التي تتلقى الدعم من جهات أجنبية، بحسب المتحدث باسم الجيش الليبي.
 
وكانت مصر في مقدمة الدول العربية التي قدمت الكثير من الجهود في سبيل حل الأزمة الليبية، فبخلاف دعوتها للتوافق بين كافة الأطراف السياسية الليبية، استضافت اجتماعات عديدة لتوحيد المؤسسة العسكرية، وإحداث انفراجة في المشهد بصفة عامة، وإزاء التطورات الأخيرة، تمسكت مصر بموقفها الثابت والقائم على دعم جهود الأمم المتحدة والتمسك بالحل السياسي كخيار وحيد للحفاظ على ليبيا وضمان سلامة ووحدة أراضيها وحماية مقدرات شعبها وثرواته من أي سوء، مشددة على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب واجتثاثه من كافة الأراضي الليبية.
 
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال استقباله أمس المشير خليفة حفتر  القائد العام للقوات المسلحة الليبية فى قصر الاتحادية، على دعم مصر جهود مكافحة الإرهاب والميليشيات المتطرفة، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للمواطن الليبي في جميع الأراضي الليبية، بما يسمح بإرساء قواعد الدولة المدنية المستقرة ذات السيادة، والبدء فى إعادة إعمار ليبيا، كذلك النهوض بها فى كل المجالات، تلبية لطموحات الشعب الليبي العظيم. 
 
واتخذ اهتمام مصر بالملف الليبي في السنوات الأخيرة بعداً مختلفًا عن الماضي، لاسيما بعد التدخلات الأجنبية وبالأخص تدخل الناتو، الذي ترك ليبيا أرضاً خصبة وفضاء متسعًا بلا حاكم أو ضابط تتغول فيه الميليشيات المسلحة وأفكار الجماعات المتطرفة كيفما شاءت، لذا كان لزامًا على مصر أن تلعب دور أكثر قوة لخدمة ودعم مصالحها في مواجهة تلك التحديات الكبيرة، من ناحية لإعادة الاستقرار إلى حدودها الغربية، وآخرى لقطع الطريق على من يستغلون الأزمة لتغيير هوية الدولة الشقيقة لتوسيع نفوذهم وتنفيذ مخططهم.
 
bc38d864-ee1f-4c05-b7d4-76e541f3b942
 
وتستخدم مصر ثقلها الدولي والإقليمي وعلاقتها الخارجية، لتكون أحد أهم الركائز ومفاتيح القضايا لحل الأزمات في المنطقة، الأمر الذي انعكس بشكل عام قضايا الشرق الأوسط وبشكل خاص على ليبيا، منطلقة سياسة القاهرة الخارجية وفقًا لمبادئ ثابتة لا تحمل التشكيك فيها؛ وحدة وسلامة أراضي ليبيا والرفض لأي خيارات تتضمن التقسيم والانقسام والحفاظ على الجيش الوطني الليبي ضد أي مؤامرات لتفكيكه.
 
كما تعمل مصر ضمن عضويتها في الجامعة العربية بالمشاركة مع الدول الأعضاء على حل الأزمة الليبية فضلًا عن جهودها في العمل مع دول الجوار الليبي.
 
ولا يختلف موقف جامعة الدول العربية التي تتخذ من مصر مقرًا لها كثيرًا فيما يخص ليبيا عن موقف القاهرة، والدليل حديث مبعوث الجامعة العربّية إلى ليبيا، صلاح الدّين الجمالي، الرافض بشكل واسع إلى الاستقواء بالخارج في ليبيا وأعده أمر خطير جدًا، قائلًا: «لا يكون التدخل الأجنبي ممكنا إلا إذا وجد من يناديه ويدعوه من الداخل، هناك تدخلات دولية يومية في ليبيا، ومواقف هذه الدّول لا تدعو كلها إلى إيقاف الحرب وإخماد نار السلاح، بل هناك من يشجع على ذلك».
 
وحمّل مسؤولية ما يحصل من تدخلات أجنبية، بالدرجة الأولى للمسؤولين السياسيين الليبيين، بغض النظر عن صفاتهم ومناصبهم، سواء كانوا قادة أحزاب أو نواب وغيرهم، مشددًا على أنّ «الجامعة العربيّة ترفض أي تدخل في الشّأن الدّاخلي الليبي أو اللجوء إلى السلاح وتصر على وحدة ليبيا شعبا وأرضا، وهي تريد رعاية المفاوضات، وتسعى إلى تقريب وجهات النّظر وليس تأجيج النفوس وتأليبها».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق