«كلهم باعوك».. حلفاء الأمس يرفعون شعار «صفر أردوغان»
الإثنين، 15 أبريل 2019 11:01 صكتب- امين قدري
«كل حلفائك باعوك ياأردوغان».. جملة توثق ما تشهده تركيا في الأونة الأخيرة، بعد اعتزام حلفاء الرئيس التركي بالأمس القريب، إنشاء حزب جديد مع المعارضين المنشقين عن حزب العدالة والتنمية، وذلك بعد الخسارة الكبيرة التي شهدها الحزب الذي يتزعمه أردوغان في المدن الكبرى، أهمها إسطنبول وأنقرة وأزمير، ما قد يؤدي إلى إحداث تطورات في المشهد السياسي التركي في المستقبل القريب.
وذكرت جريدة "زمان" التركية المعارضة، أن أكثر هواجس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأتي من داخل بيته العدالة والتنمية، حيث يخشى من الانقلاب عليه سياسيا من الحزب الذي أسسه عام 2002، وذلك رغم ما فرضه من سطوة وسيطرة على الحزب بطرد الكثير من القيادات المؤسسة له.
وتشير التقارير أن حلفاء الأمس هم من يتقدمون الصفوف للرقص على جثة أردوغان، وعلى رأسهم عبد الله جول الرئيس التركي السابق، ورئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أغلو، الذي ترددت أنباء قبيل الانتخابات البلدية تفيد بترقبهم النتائج للهجوم المفاجئ على الرئيس التركي الحالي.
الاطاحه بداود أوغلو
أطاح أردوغان بداود اوغلو من السلطة من رئاسة الوزراء في 2016 وسط مؤشرات بإبعاده عن حزب العدالة والتنمية، قبل أن يتفاجئ الجميع في يناير 2018 بظهوره داخل الحزب، وسط أنباء عن خلافات جديدة مع الرئيس التركي، قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية يونيو 2018، الأمر الذي فسره بأنه محاولة من أوغلو لدعم الرئيس السابق عبد الله جول لإعادته لرئاسة العدالة والتنمية، ولكنه خذل الجميع وأعلن تأييده لأردوغان، ليعاود الاختفاء بعدها مجددا.
وكان رئيس الوزراء السابق الحاصل على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم الإدارية عام 1883، بدأ مشواره عام 1990، وتفوق في فنون التفاوض والمهادنة، ما جعله محط ثقة لأردوغان، قبل أن ينضم لـ "العدالة والتنمية"، وفي مايو 2009 تسلم حقيبة الخارجية، وكان يرفع شعار «صفر مشاكل مع دول الجوار»، ولكن الآن يبدو أنه بدأ خطة جديدة فحواها «صفر أردوغان».
انتخب نائبا في البرلمان التركي عن مدينة قونية مسقط رأسه عام 2011، ثم اختير رئيسا للجنة المركزية لـ"العدالة والتنمية"، وكلف برئاسة الوزراء في أغسطس 2014، وكان دوره الأساسي هو تحييد كل من الجيش والشعب والأكراد أمام أطماع إردوغان.
داوود أوغلو زعيم الحزب الجديد
ونقلت صحيفة أرتي جرتشك التركية خلال شهر مارس الماضي قبل إجراء انتخابات البلديات بعض المعلومات التي تشير إلى إنشاء حزب جديد منشق عن حزب العدالة والتنمية، مؤكدة أن أحد المسؤولين الذي كان يعمل نائب لرئيس حزب العدالة والتنمية في السابق سيعلن عن برنامج الحزب الجديد خلال الفترة المقبلة، وأن أحمد داوود أوغلو هو من سيتزعم الحزب ومن الممكن أن ينضم علي باباجان، وزير الاقتصاد التركي السابق وعبد الله جول وآخرين إليه.
جولات داوود أوغلو
وفي وقت انتشرت فيه موجات الانتقادات والغضب وسط حزب العدالة والتنمية بسبب خسارة انتخابات البلدية التركية، كان رئيس الوزراء «المغضوب عليه» أحمد داود أوغلو يستمر في جولاته في سبيل تأسيس حزب جديد، حيث التقى عدد كبير من الأعضاء السابقين بحزب العدالة والتنمية في أنقرة الجمعة الماضية، وأشارت التقارير أنه يعتزم بكل قوة إنشاء حزب جديد مع 50 نائبًا برلمانيًا، ولكنه لا يقول أسمائهم.
استقالات جماعية داخل الحزب الحاكم
وجاء الحديث عن إنشاء حزب جديد سيكون معارض لأردوغان، مع تعدد الاستقالات داخل الحزب الحاكم، ففي مارس الماضي كشفت صحيفة «بيرجون» عن موجة استقالات جماعية داخل الحزب، شملت 800 عضو في إزمير، لافتة إلى أن مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية بيركلي سيردار صندل ورئيس المدينة التابع للحزب دينيز يوجيل رحبوا بالأعضاء المنشقين في حفل أقيم بحي إيميك.
من بين المنشقين، سيد إسماعيل ساري المرشح لرئاسة بلدية بيركلي عن حزب العدالة والتنمية عام 2014، ونائبا رئيس مقاطعة بيركلي عثمان أولوداغ ورجب أصلان وأمين المقاطعة إسر ساري ومندوب المقاطعة منصور أوغلو.
وفي فبراير الماضي ايضا، كشف الكاتب الصحفي «علي طاراقتشي» عن لقاء جمعه بقيادي في الحزب الحاكم، وأبلغه بنيته تأسيس حزب جديد في أعقاب انتخابات البلدية، حيث يوجد عدد كبير من الموالين للحزب الحاكم فقدوا انتماءهم بسبب سياسات إردوغان العدائية وفشله في إدارة الأزمة الاقتصادية.