يوسف القرضاوي.. واعظ الكراهية الروحي للدوحة
الإثنين، 08 أبريل 2019 12:00 مصابر عزت
يوسف القرضاوي، هو حلقة في سلسلة «خطباء الكراهية»، وأيضا أحد منظري جماعة الإخوان المسلمين، تلك المنظمة الإرهابية التي فرض عقوبات عليها، وتم حظرها من قبل دول الخليج والعديد من الدول الغربية. أتباع جماعة الإخوان المسلمين متهمون بإذكاء الكراهية الدينية وتعزيز عبادة العنف من أجل تحقيق السلطة السياسية
فند موقع (arabnews)، أفكار القرضاوي، الداعية للكراهية، وأكاذيبه المستمرة، فقد زعم القرضاوي أنه ليس واعظًا بالكراهية وأنه قضى (25 عامًا) في الترويج للفكر المعتدل.
قائلة في إحدى تغريداته، لقد وقفت ضد التطرف والمتطرفين لمدة ربع قرن تقريبًا. لقد رأيت تهديدًا للدين والدنيا «الدين والعالم الزمني»، على الفرد والمجتمع، وقد عززت قلمي واللسان والفكر «لدعم» الدعوة إلى الاعتدال وأرفض المبالغة والإهمال، سواء في المجال من الفقه والفتوى «الفقه الإسلامي والنطق القانوني في الإسلام» أو في مجال الدعوة- التوجيه والوعظ.
ويعلم كل من يتابع نشاط القرضاوي الايدلوجي، ومشروعه الفكري المستند على المرجعية العقائدية الاخوانية، يدرك أن التضاد هو الأمر السائد في اراءه المتتالية
لكن تناسى القرضاوي، أن سجله يكشف عكس أحاديثه وتغريدته تماما. فقد برر التفجيرات الانتحارية، خاصة في فلسطين، وتحدث مرارًا وتكرارًا ضد اليهود كمجتمع، وأصدر فتاوى- فتاوى دينية- تحط من شأن النساء.
ففي فتوى على موقعه على الإنترنت، ذكر أن الشهادة هي شكل أعلى من أشكال الجهاد. في مقابلة أجراها عام (2005) مع برنامج (Newsnight) لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، وأشاد بالتفجيرات الانتحارية في فلسطين التي تحتلها إسرائيل باعتبارها استشهاد باسم الله. وقال: «لقد دعمت العمليات الاستشهادية، وأنا لست الوحيد».
وهو يشجع المسلمين الذين لا يستطيعون القتال من أجل دعم المجاهدين مالياً (أولئك الذين يشاركون في الجهاد) في كل مكان في أراض أجنبية. لا يمكن وصف ذلك ، وفقًا لما قاله في تغريدة ، بأنه موقف ضد الإرهاب.
أصدر القرضاوي فتاوى تجيز شن هجمات على جميع اليهود. على قناة الجزيرة العربية في يناير (2009)، قال: «اللهم، خذ أعدائك، أعداء الإسلام.. اللهم، خذ المعتدين الغادرين.. اللهم إحصاء أعدادهم، اقتلوهم واحداً تلو الآخر ولا يدخر أحد». لديه ازدراء مماثل وكراهية عميقة للأوروبيين.
في برنامجه التلفزيوني في عام (2013)، الذي تم بثه من الدوحة إلى الملايين في جميع أنحاء العالم، انتقد القرضاوي البلدان الإسلامية بأنها ضعيفة، ودعا المواطنين إلى الإطاحة بحكوماتهم وشن حرب ضد كل من يعارض الإخوان، ووصفهم بأنهم «خوارج»- أعداء الإسلام.
بدأت ثورة ضد الرئيس المعزول محمد مرسي- آنذاك- الذي انطلق من جماعة الإخوان المسلمين، في (30 يونيو 2013).
أن القرضاوي هو تفوق إسلامي، ولديه ازدراء تام لأوروبا وثقافتها، ويمكن قياسه من إحدى محاضراته على تلفزيون قطر في عام (2007). حين قال: «أعتقد أن الإسلام سيهزم أوروبا دون اللجوء إلى السيف أو القتال».
وقال: «أوروبا تعيسة من الناحية المادية، وبفلسفة الاختلاط ومع الاعتبارات غير الأخلاقية التي تحكم العالم- اعتبارات المصلحة الذاتية وتغاضي الذات.. لقد حان الوقت (أوروبا) للاستيقاظ ووجدت مخرجًا من ذلك، ولن تجد المنقذ أو قارب النجاة غير الإسلام».
ووفقا لموقع (arabnews)، يشعر المراقبون في الشرق الأوسط بالحيرة من دعم قطر ومنح الجنسية لأيديولوجي حارق مثل القرضاوي، خاصة وأن الدوحة تزعم أنها تكافح الإرهاب.
أحد الأسباب الرئيسية وراء «اللجنة الرباعية لمكافحة الإرهاب»- التي تضم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين- مقاطعة قطر هو ترويج الدوحة للإرهاب ودعمها الفعال للإرهابيين.
عندما أصبح زعيم القاعدة- الراحل- أسامة بن لادن تهديدًا للسلام العالمي، وعندما أطلق العنان للإرهاب في أنحاء مختلفة من العالم، اتخذت الرياض الخطوة المنطقية المتمثلة في تجريده من جنسيته السعودية.
يشعر المراقبون السياسيون أنه كان على قطر أن تفعل شيئًا مماثلاً في قضية القرضاوي. إنه رجل دين منشق متهم بإصدار الأوامر باغتيال شخصيات سياسية في بلده الأم مصر ، وحُكم عليه بالإعدام غيابياً. كان ينبغي على قطر تسليمه إلى مصر، لكنه لم يفعل. بدلا من ذلك، منحه الجنسية.
في مقابلة حصرية مع «أراب نيوز» عام (2017) على هامش منتدى الدوحة، سُئل وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن سبب استمرار بلاده في دعم القرضاوي. كانت إجابته مفيدة. وقال آل ثاني: «إنه مواطن قطري يحمل الجنسية القطرية، وكبير السن، وبالتالي لا يمكننا أن نقول له أن يغادر قطر.. فلا يسمح الدستور القطري بتقديم أي مواطن قطري إلى القضاء الأجنبي، سواء كان في دولة عربية أو غير عربية»
يشير سلمان الأنصاري، مؤسس لجنة العلاقات العامة السعودية الأمريكية، إلى قانون اللجوء السياسي الصادر عن قطر. وقال إن هذا يمنح الإرهابيين والمتطرفين بعض الامتيازات بحجة اللجوء: «وأهمها الهروب من الملاحقات القانونية». وأضاف أن القانون يمنح الإرهابيين حق الإقامة والجنسية القطرية في جميع النوايا والأغراض والقدرة على التنقل بحرية بين الدول باستخدام أسماء وجنسيات مزيفة.