الأيام تكشف خداع الحزب الحاكم.. هل ستقضي اسطنبول على حلم خلافة أردوغان؟
الإثنين، 08 أبريل 2019 06:00 ص
تلقى الرئيس التركي وحزبة الحاكم العدالة والتنمية، ضربة قاصمة في الانتخابات البلدية المحلية التي جرت الأسبوع الماضي، وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات التركية، نتائجها التي أسفرت عن فوز مرشحي حزب الشعب الجمهوري المعارض، في أهم المدن التركية الكبرى والتي لها حساسية ووضع خاص في الحكومة، ومنها أنقرة واسطنبول العاصمة، وانطاليا، وأضنة، ومرسين الكبرى، وإزمير، مما عرض الحزب الحاكم لهزة كبيرة زلزلت أركانه وهددت عرشه الذي يحتله منذ عام 1994، تعتبر الانتخابات المحلية «استفتاء» على شعبية رجب أردوغان، الذي اعتبر محللون أنها نذيرا بقرب نهايته وفناء حلمة في الخلافة العثمانية.
بعد الضربة التي تلقاها أردوغان في مقتل، لا يكف عن السعي إلى خداع الشعب التركي، مستخدما زراعه السياسية حزب العدالة والتنمية، بعد التراجع الكبير الذي تعرض له خلال انتخابات المحليات، وتضليل الرأي العام، بالقفز على النتائج الرسمية قبل اللجنة العليا للانتخابات، والإعلان عن فوز مرشحه في اسطنبول، وعند تكذيب ما جاء على لسان الحزب الحاكم، وتصحيح النتيجة بإعلان فوز مرشح حزب المعارضة، طالب العدالة والتنمية بإعادة فرز الأصوات الباطلة.
وفي تصريح لحزب المعارضة الأكبر والأوسع انتشارا في تركيا والذي يعتبر المنافس الأشرس للحزب الحاكم، أكد أن مرشحه لمنصب رئيس بلدية اسطنبول، «أكرم إمام أوغلو» لايزال متقدما على منافسه من حزب العدالة والتنمية بفارق ضئيل، حيث حصل أوغلو على 4 ملايين و159 ألفا و650 صوتا، مقابل 4 ملايين و131 ألفا و761 صوتاً لمرشح العدالة والتنمية بن «علي يلدريم»، وذلك بعد إعادة فرز 49% من صناديق الاقتراع، حيث لا يزال الهامش ضئيلا في انتخابات حصل فيه كل مرشح على نحو 4 ملايين صوت صحيح.
من جانبه، كشف مرشح الحزب المعارض أكرم إمام أوغلو، عن اللعبة التي يلعبها الحزب الحاكم في الانتخابات البلدية، خاصة في دوائر بلدية أسطنبول، ومحاولة حزب العدالة والتنمية الحاكم، التشكيك في نتائج الانتخابات، منتقدا الدعوات المتكررة لحزب الحكومة، لإعادة فرز الأصوات، قائلا: «إلى أي مدى سنعيد الفرز؟.. تجرى إعادة الفرز في بعض المناطق الآن لكن هل من المنطقي أن تستمر إعادة الفرز إلى أن أخسر أو يفوز الحزب الحاكم؟»
وأكد مرشح حزب الشعب الجمهوري المعار أنه ما يزال متقدما على منافسه بعد إعادة فرز الأصوات الباطلة، في نحو نصف دوائر المدينة التي طعن حزب العدالة والتنمية في نتائجها، مؤكدا أنه يتقدم بفارق 18742 صوتا على منافسه رئيس الوزراء السابق بن على يلدريم، على الرغم من استمرار عمليات إعادة فرز الأصوات الباطلة في 17 دائرة من أصل 39 دائرة بإسطنبول، موضحا أن الفجوة بينه وبين منافسه لن تتغير كثيرا بعد الانتهاء من عملية الفرز التي طالب بها حزب أردوغان.
وفي نفس السياق، كشف المحلل السياسي السعودي الدكتور خالد الزعتر، عن طريقة الرئيس التركي رجب أردوغان، لخداع شعبه، خاصة في ظل خسارة حزبه العدالة والتنمية، التي مني بها في الانتخابات المحلية، وتحديدا في بلدية أسطنبول، التي ظل الحزب مسيطرا عليها طيلة 25 عاما كاملة، وكانت في يوما ما هي نفس المدينة التي ترأسها أردوغان وخرج منها إلى منصب رئيس الوزراء ثم رئيس تركيا، إلا أنه يبدو أنها ستكون هي نفس الصخرة التي ستتحطم عليها كل أماله في الخلافة العثمانية الأبدية، له ولحزبه الخاسر.
وكتب خالد الزعتر، سلسلة تغريدات له عبر حسابه الشخصي موقع التواصل الاجتماعي تويتر، واصفا عملية الخداع التي يقوم بها الرئيس التركي لشعبه، قائلا: «فى البداية سعى أردوغان وحزبه لتضليل الرأى العام عبر الاستعجال بالإعلان عن فوز مرشحه في أسطنبول، وبعد فشلهم، طالبوا بإعادة فرز الأصوات، وعندما فشلوا للمرة الثانية تقدموا بطلب لإلغاء نتائج الانتخابات في أسطنبول.. أردوغان لايريد الاقتناع أن شعبيته تراجعت في الشارع التركي.
وتابع المحلل السياسي السعودي: «أردوغان ربما يقتنع بخسارة أنقرة لكن لن يقتنع بالخسارة في اسطنبول وهى مسقط رأسه، حيث سبق وقال أنه إذا خسر اسطنبول فإنه خسر تركيا»، لافتا إلى أن المكاسب التي حققتها المعارضة في الانتخابات المحلية بالمدن الكبرى، أنقرة وأسطنبول، تعد صفعة قوية لأردوغان وتأكيد على تراجع شعبيته وحزبه العدالة والتنمية.. فمن بلدية اسطنبول صعد أردوغان إلى السلطة في تركيا، ومن الخسارة القوية التي تلقاها في الانتخابات المحلية، وبخاصة في مدينة اسطنبول، ستكون من نتائجها بداية النهاية لمستقبل أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.