بعد انتهاء الانتخابات البلدية.. 3 سيناريوهات تقرر مصير الإخوان الهاربين في تركيا
الخميس، 04 أبريل 2019 02:00 م
تواجه جماعة الإخوان الإرهابية مأزقا كبيرا، بعدما انتهت الانتخابات البلدية المحلية في تركيا، ونتجت عن خسارة حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه الرئيس التركي رجب أردوغان، في أكبر المدن حساسية في تركيا وهم أنقرة وإسطنبول وأزمير وأنطاليا و ومرسين الكبرى، وأضنة، وسيطر عليها حزب الشعب الجمهوري المعارض باكتساح فاق كل التوقعات، مما يعد بداية النهاية لأردوغان وحزبه الحاكم، الأمر الذي قد يترتب عليه كثير من التغيرات الغير مسبوقة في الخريطة التركية السياسية على المستوى الداخلي والخارجي.
الخسارة التي مني بها الحزب الحاكم، في أهم المدن التركية، أربكت صفوفه وأحدثت توترا داخل المؤسسات والجماعات والأفراد الذين يكفلهم الحزب ويرعاهم؛ ومن أبرزهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الفارين إلى ملاذهم الأمن تركيا، وباتوا على مشارف أحد 3 سيناريوهات متوقعة، تنتظر أفراد الجماعة الهربين بعد فوز مرشحي المعارضة في إسطنبول وأنقرة تحديدا.
السيناريو الأول
يتوقع الخبراء نقل أفراد الجماعة الهاربين لتركيا، إلى مدن أخرى لاتزال تحت سيطرة حزب العالة والتنمية الحاكم، وهو السيناريو المطروح بقوة على الطاولة، خاصة في إسطنبول، لحمايتهم من الصعوبات الكبيرة التي ستواجههم بسبب تواجدهم في المدينة التي أصبحت خاضعة لسلطة إدارية جديدة «حزب الشعب الجمهوري المعارض»، لا تقبل بوجودهم وترفض سياسات أردوغان الرامية لاحتضانهم ورعايتهم، وتوفير كل التسهيلات والسبل والملاذات الآمنة والمنصات الإعلامية لهم.
السيناريو الثاني
يعتمد على طلب التيارات المعارضة لسياسات أردوغان، وخاصة حزب الشعب الجمهوري، «تسليم» الإخوان المقيمون في إسطنبول وأنقرة، لبلادهم، من خلال تواجد تلك التيارات المعارضة داخل البرلمان والبلديات المحلية التركية، فهناك نسبة كبيرة من الأتراك، أصبحت ترفض بشدة وجود الإخوان، وترفض عملية «التعريب» التي حلت بالمدن الأكبر في تركيا، من خلال فصائل المعارضة العربية التي يرعاها أردوغان، وسياساته، مما يشير إلى أنه الرئيس التركي وحكومته وحزبه، قد يواجه ضغوط متزايدة لتسليم الإخوان والمعارضين العرب لبلادهم.
السيناريو الثالث
فهو انتقالهم لدول أخرى، تتبنى سياسات حاضنة للتنظيمات الإرهابية، وترعى أفراد تلك الجماعات الإرهابية من الهاربين والصادر بحقهم أحكاما قضائية بالسجن والإعدام، خوفا من مصيرهم المحتون الذي بات قريبا منهم في تركيا.
فوز المعارضة التركية في الانخابات البلدية، من المؤكد أنه حقق خسائر أخرى هامة لأردوغان وحزبه الحاكم وجماعة الإخوان، بسبب رفض المعارضة التركية لسياسات الخليفة العثماني، الخارجية، ما قد يشير إلى أن هناك احتمالات لدى المعارضة بالضغط عليه للمطالبة بفتح قنوات اتصال جديدة مع الدول العربية التي يعاديها أردوغان، وفي مقدمتها مصر، ودول منطقة الخليج فيما عدا «قطر»، مما قد يدفع بالرئيس التركي في النهاية إلى تغيير سياساته المناوئة للدول العربية، والتخلص من احتضانه وتبنيه لجماعة الإخوان، وإلا سيفاجأ بتزايد شعبية أحزاب المعارضة وسيطرتها وتكرار فوزها في انتخابات 2023 القادمة، وخروجه وحزبه من دائرة الحكم، يجد نفسه أمام حراك شعبي مثلما حدث في «جيزي بارك» عام 2013، ينتهي بضياع وتحطم حلمه بالخلافة العثمانية.