خريطة الأرض.. قراءة في تحركات الجيش الوطني الليبي نحو الغرب
الجمعة، 05 أبريل 2019 02:00 م
بدأ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، علميات كبرى للتقدم نحو غرب ليبيا وتحديدا العاصمة طرابلس، الأربعاء الماضى، لتطهير الغرب من الإرهابيين والمرتزقة هناك بعد عجز حكومة الوفاق الوطني التصدى لهم، وقد أعلن اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي في مؤتمر صحفي من بنغازي عن بدء العملية مؤكدا أن الجيش أعلن النفير العام بعد صدور أوامر من قيادته لمحاربة الإرهاب والجريمة والخارجين على القانون.
ومع بدء العملية العسكرية الكبرى، أعلن قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، انطلاق عملية تحرير العاصمة طرابلس، مؤكدا فى كلمة وجهها للوحدات العسكرية، أن جميع من يلقون سلاحهم ويلزمون بيوتهم ويرفعون الراية البيضاء فهم آمنون، مضيفا:" "إلى جيشنا المرابط على تخوم طرابلس في كافة المحاور، اليوم نستكمل بعون الله مسيرتنا الظافرة، مسيرة الكفاح والنضال، ونستجيب لنداء أهلنا في عاصمتنا الغالية، كما وعدناهم، وقد بلغ بهم الصبر المنتهى، فاليوم موعدنا مع القدر ليستجيب لنداء الحق، ومع التاريخ ليفتح لنا صفحاته النيرة التي نسطر بها ثمرة الجهاد وخاتمة المعاناة والألم".
إنه اليوم نزلزل الأرض تحت أقدام الظالمين، الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، بسحب كلمات حفتر للوحدات العسكرية، كما أضاف، اليوم يشرق فيها النور من كل جانب بعد طول انتظار، يبشر بالخير والازدهار، اليوم يرتفع صوتنا يدوي صداه في كل سماء (لبيك طرابلس لبيك طرابلس)، متابعا، أيها الأبطال الأشاوس لقد دقت الساعة وآن الأوان، وحان موعدنا مع الفتح المبين، فتقدموا كما عهدناكم بخطى واثقة بالله وادخلوها بسلام على من أراد السلام، مناصرين للحق غير غازين".
وحذر حفتر وحداته العسكرية من رفع الأسلحة بشكل عشوائي قائلا: "لا ترفعوا السلاح إلا في وجه من ظلم نفسه منهم وآثر المواجهة والقتال، ولا تطلقوا النار إلا ردا على من حمل السلاح منهم ليطلق النار ويسفك الدماء، فمن ألقى سلاحه منهم فهو آمن، ومن لزم بيته فهو آمن، ومن رفع الراية البيضاء فهو آمن"، موضحا: "سلامة المواطنين وأمنهم وأعراضهم وممتلكاتهم، وضيوفنا الأجانب بمختلف جنسياتهم، ومرافق العاصمة ومنشآتها، كلها أمانات في أعناقكم، فاحرضوا أن تؤدوا الأمانة حقها، واتقوا الله وتذكروا قوله تعالى (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)".
وعلى أرض الواقع ، وصلت قوات من الجيش الوطني الليبي، الخميس، إلى موقع إلى الجنوب مباشرة من مدينة غريان، الواقعة جنوبي العاصمة طرابلس، وقد عين رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبد الله الثني – المؤيد للجيش الوطني الليبي - البهلول الصيد عميدا لبلدية غريان، بعد دخول الجيش إليها، وقد أعلن المتحدث باسم الحكومة المؤقتة، حاتم العريبي أن العقيد توفيق شعبان، مدير مديرية أمن غريان المكلف من وزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة، استلم رسميا كافة المقرات التابعة للمديرية، ويباشر مهامه منها.
وقد صدرت أوامر المشير خليفة حفتر للقوات بالتحرك إلى غرب ليبيا لقتال المتشددين، فيما ظهر تسجيل فيديو قافلة تضم مركبات مدرعة وشاحنات عليها أسلحة ثقيلة، وقد أعلن الجيش الوطني الليبي، استعادة السيطرة على مدينة صرمان، الواقعة غرب طرابلس، وذلك بعد مرور أقل من 24 ساعة على إطلاقه عملية للقضاء على الإرهابيين، وقد شرح اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي، تفاصيل منت العملية العسكرية حيث أكد الجيش أعلن النفير العام بعد صدور أوامر من قيادته لمحاربة الإرهاب والجريمة والخارجين على القانون، مشيرا إلى حشد 8 ألوية أصبحت في الجفرة، وأن قوات الجيش ستنتقل إلى مناطق مشرفة على ضواحي طرابلس.
التحركات العسكرية الكبرى للجيش الوطني الليبي نحو الغرب، بدأت منذ يناير الماضى، حيث شنت قوات الجيش ي هجوما في جنوب غرب البلاد، بهدف القضاء على الجماعات الإرهابية والإجرامية المتواجدة فيه، وقد نجح الجيش من خلال إقناع العشائر المحليّة بالانضمام إليه في السيطرة بدون قتال على سبها، كبرى مدن المنطقة وحقل الشرارة النفطي الضخم الواقع إلى الجنوب منها.